قدم على رسول الله ﷺ رجل من بني سليم يقال له: قيس بن نشبة([2])، فسمع كلامه وسأله عن أشياء فأجابه، ووعى ذلك كله، ودعاه رسول الله ﷺ إلى الإسلام فأسلم، ورجع إلى قومه بني سليم فقال: سمعت ترجمة الرُّوم، وهيمنة فارس، وأشعار العرب، وكهانة الكهان، وكلام مقاول حمير، فما يشبه كلام محمد شيئاً من كلامهم فأطيعوني، وخذوا بنصيبكم منه.
فلما كان عام الفتح خرجت بنو سليم فلقوا رسول الله ﷺ بقديد، وهم سبع مائة، ويقال: كانوا ألفاً، وفيهم: العبَّاس بن مرداس([3])، وجماعة من أعيانهم فأسلموا، وقالوا: اجعلنا في مقدمتك، واجعل لواءنا أحمر، وشعارنا مقدماً، ففعل ذلك بهم، فشهدوا معه الفتح، والطائف، وحنيناً. وقد كان راشد بن عبد ربه السلمي يعبد صنماً، فرآه يوماً وثعلبان يبولان عليه فقال:
أربٌ يبولُ الثَّعلبـــــان برأسـهِ
لَقد زَلَّ من بالتْ عليه الثعَالِبُ
ثم شد عليه فكسره، ثم جاء إلى رسول الله ﷺ فأسلم. وقال له رسول الله ﷺ : ((ما اسمك))؟قال: غاوي بن عبد العزى. فقال: ((بل أنت راشد بن عبد ربه))، وأقطعه موضعاً يقال له: رهاط، فيه عين تجري يقال لها: عين الرسول، وقال: ((هو خير بني سليم)) وعقد له على قومه، وشهد الفتح وما بعدها.
[1] بنو سليم قبيلة عربية عدنانية قيسية، كانوا وما زالوا يقيمون في الحجاز ونجد، وقد هاجرت بطون منهم إلى ليبيا وتونس، وبقيت بطون منهم من فرع بنو الحارث بن بهثة بن سليم في ديارهم الأصلية في الحجاز ما بين مكة المكرمة والمدينة المنورة خاصة في محافظة الكامل وفي وادي ستارة ووادي ساية ووادي قديد وفي حرة بني سليم على طريق الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة وهم أخوال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حيثُ أنه قال في حديثه الشهير» : أنا ابن العواتك من سليم «. [2] قيس بن نُشْبة السلمي، وقيل: قيس بن شَيْبَةَ. يقال: هو عَمُّ العباس بن مرداس، أو ابن عمه، وروى عبد الرحمن بن أبي الزِّناد، عن أبيه في آخرين ــ يزيدُ بعضهم على بعض؛ قالوا: جاء قيس بن نُشْبة السلمي إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وآله وسلم بعد الخندق، فقال: إني رسولُ مَنْ ورائي مِنْ قومي، وهم لي مطيعون [3] العبّاس بن مرداس السلمي صحابي وشاعر من المخضرمين ممن اشتهروا في بداية عهد الاٍسلام وقبله وكان من سادات قومه بني سليم.
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
آخر تعديل شاكر السلمان يوم 05-27-2021 في 10:04 AM.