أسوق إليك نزيف الهديل
وبوح المسافات مهرا لعينيك،
يا امرأة مزجت نفسها بمواجعنا
كي تلوح البشارة في أفقنا
كي يعود الحمام لحارتنا.
تعالي معي...
فلك اليوم كل نشيد جميل،
لك السوسن المتوله في
عشقه قبل إطلالة الأرق المحتفى به
عند صعود المراثي،
لك اليوم أيضا صهيل الظلال اندلاع الأصيل،
وإشراقة العشب في مهرجان الخميل.
دعيني أقبل رأسك
إني أتيت أطارحك العشق
فاقتربي الآن مني
ومدي يديك،
لأني تأكدت أنك نافذة العشق
بوابة الإشتهاء
جواب سؤال الوجود.
أنا عاشق لك قدر شساعة هذا المدى
وإذاً....
لتنْمحق الخطوات الشريدة
لم تمش نحوك،
ولْتلْغ كل المراسيم ليست تقام لأجلك،
وليرجع الشعر نحو منابعه إن تجاهل يوما
بأنك تيمته...
أنت حين تضمك بين الحنايا القصيدة
تغدو نديةْ،
وجودكِ كاف كماء المحيا
لنرفع هامتنا عاليا
موقنين بربح القضيةْ.
فطوبى لمن يشتهي وطنا باذخا
فوق راحته تزهر الأمنيات،
تحج إليه طيور النماء،
وتخضر في قلبه الذكريات/
أيتها اللغة الصعبة
أيتها الملغومة...ياذات الجسد الفاتن
كيف أوَفِّقُ بينكِ حين أقول
وبين وحول العالم ،
كيف أصوغ لهذا الشوق نهايته
وأصلي في محرابك،
ما أجمل ذاكرة لم تركب قطُّ
حصان النسيان
ولم تلبس زيف الأيديولوجات،
وحتى إشعار آخر
هاهو ذا البحر يمد يديه للنخل
وتلك نوارسه
تمطر وجنات الشاطئ بالقبلات/
أرى الأيـــــــــام يظــهـرُ كـــل يـوم
لنا من أمـــــــــرها عــجب عجابُ
فهــــذا باقـــــل أمـــسى خطيبــــا
و خــــــان لسان سحبان الخطاب
و كًــــــمِّـم بلــبـــل كـــــي لا يغني
و أُعْــــــطِي رخصةً عنه الغراب
إلى أن مــات مــن كـــمــــد لبيب
و ميـــــزان الأمور به اضطرابُ
و مــما زاد في الحطـــب اشتعالا
سكـــوت ذوي النهى عــمـا يعاب
فصار القـــبـــح قاعـــدة و أمسى
إذا نــــادى فــــــدعــوتــه تُجابُ
فهذا رغم أنـــــف الشعــــر شـعر
و لو في النــثر كان له انتساب
و تلـــك قصــيــدة مع أنــها عن
سؤال الشعر ليس لـــها جواب
تأذّى منــــــطق الأشــياء فـــينا
فــأودى بالمــفاهـــيم انــــقلاب
يسود القبــــــحُ مجتـــمعاويطغى
إذا ناب الجـــمالَ بــه اغترابُ
/
مأساة الرجل الواقف تحت الظلة
ليست في يده اليمنى
أو يده اليسرى
أو بين تلافيف عمامته السوداء
و لا حتى في السروال المثقوب الجيبين
و لا النعل الممضوغ بأضراس الطرقات
و لكن في ذاكرة
ألفت أن تسهر
كي تسقيه كأس خيانات و خيانات لا تنسى
و على مضجعه
تلقي بدبابيس الأرق الموجع.