وليم فوكنر روائي مجدد مبدع ولد في 25 سبتمبر عام 1897 في مدينة اكسفورد في ولاية ميسيسبي جنوب الولايات المتحدة الأمريكية. لم يكن موفقاً في بداية حياته .فقد ترك الدراسة في جامعة اكسفورد. فبدأ حياته يبحت عن الإثارة بدون هدف، إلا أنه كان شديد الحب للقراءة. وعند قيام الحرب العالمية الأولى أراد الإلتحاق بالجيش الأمريكي ليشارك في الحرب، فلم يتح له ذلك. فالتحق بالجيش الكندي. أنتقل من مسقط راسه إلى مدينة نيويورك في عام 1920 وعمل موزعاً في إحدى المكتبات إلا أنه لم يستمر فيها وأرتحل إلى مدينة اكسفورد ليعمل ساعياً للبريد ولم يتوفق في ذلك ففصل، وقيل أستقال من عمله. بعد ذلك عمل دهاناً ونجاراً، ولم يوفق في جميع هذه الأعمال.
بدأ حياته الأدبية في كتابة الشعر وأصدر ديواناً لم ينل نجاحاً ولم يتوفق. فأتجه إلى كتابة الرواية بنصيحة من صديقه أندرسن الذي كان أنذاك من الكتاب المشاهير. في بداية حياته الأدبية لم تلق رواياته نجاحاً، ومع ذلك لم ييأس وأستمرفي كتابة الرواية بعزم ومثابرة حتى أنتج أعماله الخالدة "الصخب والعنف" ، "ويبنما أرقد محتضرا" وعندما سأله أحد الحاضرين في إحدى المحاضرات التي كان يلقيها عليهم "اي من رواياتك تعتبرها الأفضل ؟ فأجابه : رواية "بينما ارقد محتضرا " إنما هي اسهلها وأكثرها امتاعا، أما رواية "الصخب والعنف" فلا تزال تحرك مشاعري. ،ومن رواياته "الدب" والنور في اغسطس، وراتب الجند ، وابسالوم وغريب فى المقبرة.
ومن إعجاب كبارالمشاهير المعجبين بروايات وليم فوكنر . فقد كان الكاتب الروائي الشهير جارسيا ماركيز دائما ما يزور الأماكن التي عاش فيها وليم فوكنروكان دائما ما يقول ماركيز في أحاديثه " اذا كانت رواياتي جيدة فهو لسبب واحد هو أنني حاولت تجاوز فوكنر في كتابة ماهو مستحيل وتقديم عوالم وانفعالات، ولكن لم أستطع ان اتجاوز فوكنر ابدا ، الا أنني اقتربت منه بعض الشيْ. " .
لقد كان وليم فوكنر أحد كبار المجددين في فن كتابة روايات حداثية ببراعة فائقة. في وقت كان فيه يكتب عمالقة الروايات العالمية إرنست هيمنجواي "وداعاً للسلاح" " والشيخ والبحر" ، و جون شتاينبك "عناقيد الغضب" ، وريتشاردناثال رايت" أولاد العم توم" وهرمان ملفيل " موبي ديك ".
لقد أعتبر بعض النقاد وليم فوكنر أعظم روائي في التاريخ الحديث وذلك لروايته " الصخب والعنف.". في مقدمة ترجمته لرواية (الصخب والعنف) يقول جبرا ابراهيم جبرا، انها رواية الروائيين. وإن التركيب الفنى فى الصخب والعنف مازال فى جماله وبراعته معجزة للخيال.