الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ،
وبعد :
يصادف يوم غدٍ العاشر من شهر الله المحرم ،وقد سن النبي صلى الله عليه وسلم صيامه مع الحادي عشر؛ ففي صحيح مسلم أن النبي لما قيل له: إن هذا يوم تعظمه يهود ، قال نحن أولى من يهود:"لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع"؛ يعني مع العاشر؛ وفي فضل صيام يوم عاشوراء ؛ جاء في صحيح مسلم عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :"صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ".
أما ما ورد في النهي عن صيام يوم السبت منفردًا؛ فإنما هو لمن قصد صيام السبت ، فإذا وقع في السبت يوم عرفة أو يوم عاشوراء فلا كراهة في صيامه ، لأن القصد صيام عاشوراء أو عرفة ، لا قصد صيام السبت ، ومعلوم أن أفضل الصيام صيام داود – عليه السلام ، فلا حرج ... والله أعلم.
وفي عاشوراء حادثتان:
الأولى: والتي نصوم من أجلها ،كما حثنا النبي ،هي نجاة موسى ومن معه من فرعون وجماعته.
الثانية : وهي استشهاد سيدنا الحسين بن علي في وقعة كربلاء.وهذه لادخل للعبادة فيها.
ومن باب الفائدة : فقد ذكر ابن القيم في كتابه ( زاد المعاد ) أن مراتب صيام يوم عاشوراء ثلاثة وهي :
الأولى : صيام يوم قبله ويوم بعده.. يعني ( التاسع والعاشر والحادي عشر ) ، ونقل ذلك عن بعض السلف .
الثانية : صيام التاسع والعاشر ، كما في الحديث المتقدم .
الثالثة : إفراد العاشر بالصيام .
الـرابعة، إذا تعذر صيام التاسع، يصوم العاشر والحادي عشر مخالفة لليهود.
فإن عجز أحد عن المراتب الثلاثة ، فلا يعجزن عن صيام يوم عاشوراء ؛ لما فيه من الفضل .
أسأل الله أن يقدرنا على صيامه.