ارتياب
....
ثملٌ هذا الصباح
تغدقه الريح تحنانا
يترنّح كأشجار يعاركها الهواء
تنحني خجلا ..لا تترجم خوفها مطرا
مدينة غرقى ..يوسّدها الظلام على راحتي فجر
أنتشلها مثل خوفي ..فتغرق في وسن و سيل
لها كحل عراقي عرفته
حين ضمخني على أسوار بغداد
...
تساقط الحزن كسفا
لا يستحي من عيني مدينة
تنهش الغربان من لحم نخيلها
لا ترعوي الغربان من سفك دجلة
نزفا مثل كل سنبلة تهاوت في مجمر عربي
والقهوة المرة ساذجة تماما
تركع ذليلة لأعمدة الظلام
هواها مثل الشمس تحرّق أصابع الموتى
تظن إنها تندمل الجراح
....
عرايا نحن مثل مرساة
جردها الباغي من طعم انتمائها لسفينة كانت تجوب الياسمين
وتغرق في وهم انتماء
بلهاء هذه الصحراء - عربية -
تهرب من ظلها مثل ظل قيظ يختبىء تحت جلد عظية
يرهقها انتماؤها إلى عطش الجنوب
يسّاقط ذاك الشمال الرطب على وجع مكدس في خلايا الصمت
تجرحه على عجل كلمات تكاد تشبهني تماما
وملح البحر عابر لا يستقر
وأنت أبكم ترى بعين سذاجة الندماء ولا تُروي سماءك
مخضبة بقمة عربية سمراء على رمال الوهم
لا صوت إلا صوت الخائفين
ومحفل يبيع دراق الاماني
وأنت تصهر رسمك في رحيل الصوت عبر سحر الانتماء
...
وجع أنت كما السحاب المرتمي على خاصرة الطود الأشم
وجع تسافر كالحكايات الممضة
عرفته حين زرعته من ألف عام تذكارا على طريقهم التتار
وأنت توجعني كظلي كما انطفاء الوقت
الذات تركل ذاتها
علّها ذات أفق تضمدني الرمال الباكيات على وجع العروبة
يصيح الفارس المشتاق للكرسي
ها أنذا العربي الشهم
الخيل والليل ...لكنها البيداء لم تعرف مشتاقا كظلي
الرمل خاف من وقيعة أخرى
يسير حافيا كالرمل ذاته في مستنقع لليتم
تضيع خطواته كالبحر على جسد العراة
وأنا أردد ذاتك المهزومة في كل واد
......
أيها العربي لا تكن شؤمي كله
لا تكن فرحا
فالفرح غصة في الحلق
ربما بات احتشاء
على صدر ذات الارض سنرتمي
نقبل ثغرها الذي جف من طول الغياب
فهل ذات يوم يقبلنا ثغرها الحاني؟
أم سنخفق مرة اخرى
يلازمنا ارتياب
إن كنتم تتكلمون عن ألم الأرض من ساكنيها
فحدث ولا حرج...
ابتليت بهمج رعاع أتباع كل خائن عميل
وسلط عليها كل وزغ دخيل
إلى أن يشاء الله نصر دينه وأوليائه المظلومين
قصيج بهي أنيق باذخ الوجع واقعيه بامتياز
سلمت أناملكم ولا عدمتم الجمال
نصّ سرديّ يأخذنا في جولة منهجها صارخ بالوجع والإحباط ..
ومتعة الكتابة عند أحمد العربي لا تبوح بغيرصوت مرتفع يقدّم رؤاه في زمن غبن وأراجيف مصلوبة بمرارتها على لوحة وعيه
نصّ جميل يستحقّ التّثبيت ..سقف اللّغة فيه مترف ترف الوجع حركاته مرتدة بين جزر ومدّ تروي ما الفاجع في محيطاتنا وما اختلّ
تحيّة للصديق المبدع أحمد العربيب الذي كم يسعدني الإبحار في نصوصه ..
نقف معكم على طلول هذا العالم المتهالك نلوّح للفرج
لعلّه يجيء على بساط الأمل المنسي
الأديب القدير أحمد العربي
فاض النبع بعطر حضوركم فأهلا بكم وبحروفكم المائزة
مودّة بيضاء
أيها العربي لا تكن شؤمي كله
لا تكن فرحا
فالفرح غصة في الحلق
ربما بات احتشاء
على صدر ذات الارض سنرتمي
نقبل ثغرها الذي جف من طول الغياب
فهل ذات يوم يقبلنا ثغرها الحاني؟
أم سنخفق مرة اخرى
يلازمنا ارتياب
لامست الجرح وجعلته ينزف
وفي القلب غصة
هل يعود
ونعود