«مرحبا بك في «chatt roulette» وما أسهل أن نوصلك بالكاميرا مع شريك عشوائي للتحادث معه, الآن»
«وثق بنا وابدأ ولن تعرف مع من أو ماذا سيأتيك عبر الجهاز « هكذا تبدو الواجهة الرئيسية لموقع «الشات روليت»,وما عليك إلا النقر لتبدأ التواصل مع أخر لا تعرفه ولا يعرفك, في هذا العالم ,وطبعا كل شيء حقيقي .
تابعت الموقع من باب الفضول ,وقرأت تجارب من دخلوا «الشات روليت» بعضهم انتهى به الأمر إلى الصراخ مما يشاهده أمامه ,وآخرون قالوا بأنه يريك ما هو أكثر جنونا لدى البشر ,فيما وصفه احدهم بأنه غير مفلتر ولا شيء مسجل لأنك في عالم البث الحي ويشمل عددا من المجانين .
العجيب في هذا الموقع أن التواصل قصير فلا يستمر إلا ثواني معدودات وذلك بسبب طبيعة الفضول التي تقود المشاهد لنقر زر التالي , كما نفعل مع المحطات الفضائية حين نضجر فنقلبها غير مستقرين على شيء , وان لم تفعل بحثا عن التالي فان الآخر الغريب ,سيغلق صفحتك للانتقال إلى غيرك من الغرباء أو الغرائبيين على الموقع ..
وحتى يخلي «شات روليت» مسؤوليته تجاه ما يفعله المستخدمون، يقول بأنه مخصص لمن تعدوا سن السادسة عشرة، و يوفر «رابطا» لإرسال تقرير عن أي عمل مسيء.
ولكن الرابط لا يفيد كثيرا لان المستخدمين لا يوثقون اسما أو صفة أو بيانات فالموقع لا يطلبها , وذلك ما يستدعي تنبيه وتحصين المراهقين والأطفال فالمشاهد صادمة ,وعنصر الأمان غير موجود بالمطلق .
والموقع أشبه ما يكون بصندوق العجب أطلقه الخريف الماضي، مراهق روسي، يدعى أندرو تيرنوفسكي، وقال حينها في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز»، أنه هو من أطلق الموقع، بتمويل من الأهل والأصدقاء، قبل أن يبدأ موقعه بجذب أصحاب الأموال.
وينشغل الانترنت حالياً بالوافد الجديد، أو ما يسمى موقع «روليت الدردشة»لأنه أول من وفر خدمة التعارف والتحدث مع غرباء عبر الكاميرا بشكل عشوائي، والبعض يصفه بأنه «التجربة الأروع على الانترنت .»
ويظهر الموقع بعض الأمور الطريفة، في حدود المعقول, كما يظهر لقطات أخرى خارج المألوف ومن «العاديات» رجل بملابس نمر وأخر فرنسي يروي النكات، وأشخاص يرتدون ملابس تنكرية ويرقصون على وقع موسيقى صاخبة، إلى جانب رجل يمشي بصورة مترهلة وهو يشكو التعب بعد الدردشة لأربع ساعات متواصلة ,وأحدهم يأكل صفحة ورقية من كتاب أمامه, كما يظهر الموقع عددا من المحادثات المكتوبة بين زواره في صورة حوار .
وأرقام الموقع الذي انطلق في تشرين الثاني الماضي، تشير إلى وجود ما لا يقل عن 35 ألف مستخدم في كل الأوقات، وقد كتبت المدونة المعروفة، جيسون كوتكي، إن «تشاتروليت» هو «أفضل موقع موجود على الانترنت حاليا.»
وتعتبر فكرة الاختيار العشوائي للأشخاص الذين يمكن التحدث إليهم أبرز ما يميّز الموقع، باعتبار أن المواقع الأخرى التي تقدم خدمات التحدث بالصوت والصورة تتطلب تسجيلاً مسبقاً لقائمة معارف تتيح التواصل بهذه الصورة.
عدد من مستخدمي الموقع قالوا إنه يسبب التوتر ويؤذي المشاعر فيما كتب أحدهم « ها أنا أقدم لكم سببا أخر لتحصنوا أبناءكم في عالم الأنترنت».
جميل حمد