سلام على حرة الخضراء
الرسالة الأولى ..
يتهادى الصباح وعلى خده الندى غفوة
أقيس المسافة من الغفوة ، من شواهد الازدحام شوقا ، من شرفة اللقاء ، إلى تخوم الصمت الذي حضر
الصمت يخون الكلام متعمدا أحيانا ، مقهورا من فضفضة السلام..
الصمت سقطة خاسرة ، حين يرفل جبهة الفقراء المدمنين على مصطبة انتظار
الصمت عملة لا تبصر ظلال الوطن ، تنتمي لبورصة العدم
وكنا على شفا جمرة من فلسطين الحرة / أندلس السقطة / وغرناطة دمعا
كنا نلوذ بالفرار ، ونختبىء في مجلس القبة
ويا صاحبتي الحرة/ ""الجمع ممن ضم مجلسنا "" يهادن الشر بـ مهلا مهلا
والأرض السمراء تسقي جراحها بالوباء سنة بعد أخرى
ويا صاحبتي الحرة /
خيولنا على عتبة محرقة سرجت فتنة
ويا صاحبتي الحرة /
غضبت حين منعت على حدود إخوة : جواز سفر وتأشيرة مُرّة
طفلتان على مرمى شوق مغمورتان صدقا ،يسحب الغزل ترنيمته من تلك الغفوة / غفوة الندى على خد صباح خلسة..
كم بقي من أشبار الارض السمراء؟
هات فنجان قهوة يا صديقتي الخضراء الحرة
الرسالة الثانية..
صديقتي الخضراء
أخيرا فهمت سر الغياب
وتليق بنا أرجوحة هذا الغياب الكلام
تسمرت كثيرا في نوستالجيتي البوهيمية / كثيرا ما تسمرت ، وحين كنت ألتقط انفاسي لأخرج من هذه البوهيمية الجاثمة تعثر حصاني على عتبة اشتياق ، يغافلني كثيرا ما يفعل ذلك ويتعثر
مخصبة هذه البوهيمية ولادة تتكاثر في الصورة ألف مرة ، لكنها ليست حرة .
فحريتها منوطة بأوراق كثيرة لابد من توثيقها في خانة النسيان ، أو اللعب بها حتى الفقدان
أجاريها أحيانا / ألتمس لها العذر ، تسكبني تغريبة وفوضى
والقلب ما عاد يحتمل ترف هذه الفوضى
دقاته مغمورة بالفوران كنافورة الحي القديم
لم تشفع لها وداعة حلم و لا رقة نسمة في الهجير
في كل غياب يتناهى إلى هذه الدقات ما يحدث في غرفة الذكرى / فيتجدد الوعد بالفوران
لقد جاوز العمر النط على الحبل ، ودائرة الحلقة في الغيم الماطر و ،ترنيمة الشتاء في مقلة النجم
لكنه مازال يحبو قلبي في عزف نافورة الحي
فلندخن الغياب ولنلتحف عباءة الكلام
زهراء .2020 ذات صيف
الغالية صديقتي الزهراء
حين دعوتني ضجّ فيّ الحنين وغدا يوشّي خطوي إليك...فيكسر كلّ الألجمة ويوقظ المفردات وخصب الكلام ..."حكايا فنجان قهوة" ارتشفناها بطعم مواجع الأرض أحيانا وبنكهة ما نبض فيها من صراع من أجل صباحات وسيمة لا يأخذنا فيها حزن ولا شجن...فكلّ ما كتبنا يا زهراء ظلّ يوتد قلبي في خيمة شوق إليك ...غير أنّ هذه الأزمنة رمت بنا في يُتْم فاحترقت أقلامنا وتعطّب الكلام واستعصت نواصيه ولعب بنا الوقت واستوطن أرواحنا الصّمت...فلا فكرة تتراءى بعريها ولا مفاتيح للأبجدية ...غمغمات وجع مقهور وأحلام مثقوبة و لا رايات للعبور....
ولأنّك لما دعوتني قلت لي "
الصمت سقطة خاسرة ، حين يرفل جبهة الفقراء المدمنين على مصطبة انتظار
الصمت عملة لا تبصر ظلال الوطن ، تنتمي لبورصة العدم"
رسمت أفقا من الآمال وتقمّصت روحك التي أعرف وسأعلن لك أنّي قررت اختراق هذه الحجب...سأهب لحبر الماء بيننا كلّ المسارب لكي تلد الأبجدية ويخصب الكلام بيننا كعادته ...سأروّض كل كلماتي النّافرة منّي وأبذرها على بياض الورق ...فتورق ...وتمضي جديلة لأحلامنا ومابيننا
زهراء
أكلّما مررت في أفقي أنرت غسقي فطرت معك ألاحق طيوب الكلام الذي كان بيننا ؟
أنا هنا صديقتي ...
أنا هنا وقد فاض دمعي تأثّرا برسالتك فالروح بك تفيض جمالا وتنسى مواجعها ...
"طفلتان على مرمى شوق مغمورتان صدقا ،يسحب الغزل ترنيمته من تلك الغفوة / غفوة الندى على خد صباح خلسة..
كم بقي من أشبار الارض السمراء؟"
فتعالي نؤثث خصب الكلام كي نلوّن وجه الوطن بالفرح والأمل
منوبية ذات وجد
الغالية صديقتي الزهراء
حين دعوتني ضجّ فيّ الحنين وغدا يوشّي خطوي إليك...فيكسر كلّ الألجمة ويوقظ المفردات وخصب الكلام ..."حكايا فنجان قهوة" ارتشفناها بطعم مواجع الأرض أحيانا وبنكهة ما نبض فيها من صراع من أجل صباحات وسيمة لا يأخذنا فيها حزن ولا شجن...فكلّ ما كتبنا يا زهراء ظلّ يوتد قلبي في خيمة شوق إليك ...غير أنّ هذه الأزمنة رمت بنا في يُتْم فاحترقت أقلامنا وتعطّب الكلام واستعصت نواصيه ولعب بنا الوقت واستوطن أرواحنا الصّمت...فلا فكرة تتراءى بعريها ولا مفاتيح للأبجدية ...غمغمات وجع مقهور وأحلام مثقوبة و لا رايات للعبور....
ولأنّك لما دعوتني قلت لي "
الصمت سقطة خاسرة ، حين يرفل جبهة الفقراء المدمنين على مصطبة انتظار
الصمت عملة لا تبصر ظلال الوطن ، تنتمي لبورصة العدم"
رسمت أفقا من الآمال وتقمّصت روحك التي أعرف وسأعلن لك أنّي قررت اختراق هذه الحجب...سأهب لحبر الماء بيننا كلّ المسارب لكي تلد الأبجدية ويخصب الكلام بيننا كعادته ...سأروّض كل كلماتي النّافرة منّي وأبذرها على بياض الورق ...فتورق ...وتمضي جديلة لأحلامنا ومابيننا
زهراء
أكلّما مررت في أفقي أنرت غسقي فطرت معك ألاحق طيوب الكلام الذي كان بيننا ؟
أنا هنا صديقتي ...
أنا هنا وقد فاض دمعي تأثّرا برسالتك فالروح بك تفيض جمالا وتنسى مواجعها ...
"طفلتان على مرمى شوق مغمورتان صدقا ،يسحب الغزل ترنيمته من تلك الغفوة / غفوة الندى على خد صباح خلسة..
كم بقي من أشبار الارض السمراء؟"
فتعالي نؤثث خصب الكلام كي نلوّن وجه الوطن بالفرح والأمل
منوبية ذات وجد
منوب الغالية
مثلك تماما أكاد لا أصدق اننا انكتبنا ذات وجد ذات بوح ..ذات انفعال حميمي ما بين الحبر والحبر
لا أصدق ملامسة الحس لأشيائنا الرهيفة القوية المنفتحة على الضوء ، والخجولة في ذات الوقت
ومع ذلك فانها قعدتنا السامرية عند كرمة العطاء الرباني
دمعة تسابقني ةتغسل ما ارتكس في داخلي من الم الغياب والنكران والجحود
فكم مددنا أيدينا لهم وكم جرحونا حتى اللاحتى
لكن سنبقى بحول الله نزرع البياض هويتنا الوحيدة
لك القلب يا الخضراء ولندخن رسائلنا القديمة
من يدري قد تولد رسائل جديدة بثوب نغمة
مساء النور على الخضراء
مساء الشيح والزعتر والفاوانيا
مساء الكلمة الحرة من نورسة حرة إلى خضراء وابنة الياسمين الحرة
اشتقت قليلا منا
اشتقت قليلا منك ِ
اشتقت قليلا مني
فقد غابت عني الأزمنة والنوافذ مشرعة على حنين قوي يهاجم هدأتي ، ويناور حتى التعب
شاردة مواعيدنا
وفي العيون دمْع مقبل سيْلا عارما يا وُدي
ليلهم بليد ، كنهارهم ضجة ووعيد
يغتالون الظلال في الخفاء
يمارسون لغة الشعاع الكاذب
ونحن يا صديقتي الخضراء بوْح على العلن ، يضمنا أمس لا تحل به المحن
أمسنا أحجية في قلب أغنية
أمس بعيد المنال عن وشوشاتهم الكثيرة وشهواتهم القبيحة
نحن موانىء لا تخون المراكب َ
نحن موجتان / هل تذكرين / كيف رسمتا ابتساماتنا زينة َ المعدن؟؟
اشتقت اشتقت اشتقت يا صاحبتي اشتقت
تحركت الدائرة وألغت ما كان
واستحوذت الخربشات ُعلى الحيطان
زرعوا وطنا آخر ، تغيرت الوجوه وكثرت زوايا الدائرة
ولا شبيه لوطننا الذي كان
لا شبيه للقصيدة التي علمت كيف يبحر النهار هدوءا ، وكيف تخمد العتمة عند السحر
زرعوا عزلة والضجيج يملأ وطنهم الجديد
زرعوا بيادقَ مجهزة لاعادة التدوير: تدوير سيزيفي يقطع الصخرة إلى منافذ ويرتجل المسافات
تحركت الدائرة نحو قُطبية عَدميّة أبيقورية
تحركت الدائرة يا صاحبتي النقية
وأذكر ..
كان يقول لي : حين تنسجين للنهر ضفة وجْد ، وتغزلين الحكاية طاقية من الصوف الصردي ،اسكبي بعضا منا واتركي العنان لليمامات والنوارس الزرقاء ..
وغزلت تلك الضفة ، وحاكيت النهْر تراتيلَ غرام ٍ ، من بيضاء شهدت حبْوي الأول قرقرة إبريق شاي و تنور قديم وحبة زيتون
ما يزال الحصير وشما على الجسد وفاء
ما تزال رنة العود في أذني ملء السماء
كانت تلك دائرتنا يا منوب هو وأنا
كانت رفقتنا بياضا . بياض ٌ يبدو اليوم مستحيلا
وكنا
كنّا نفسح للمواعيد كتابا
نمارس لعبة الشطرنج استراحة
أختار اللون الأبيض ويغلبني النعاس عند قبة القصر، فأتوسد حضنه وأنام ..
نحن يا صديقتي من هذا العهد القديم
نحن نحب كي نتقدم ولا نتقدم كي نحب
كي نكتشف أسرار النهر على جسد الأغنيات
كنا .. أيه كنا ..
وأنا اليوم يا صديقتي "" محتاجة جدا لميناء سلام ""
كل شيء قدامي باهت رغم ضجة الكلام