إذا جاءني منك ذاك البشير
أحلق في أفق الكلمات
يدغدغ فكري صدى الهمسات
و أحيا على تلكمُ الأمنيات
و يعبر قلبي رصيف السكوتِ
يحل بشارع بوح فسيحْ
هنالك يُمنع عني الوقوفُ
و تلك الإشارة تعني ( خطر )
و أخرى تكاد تصيح
تقول: استعد استعد
لتمضي
و حين أجهز نفسي وقبل العبور
أرى وجهها شع بالاحمرار
تقول : توقف هنا.. لا تسِر
لا تسِر...
...
إذا جاءني منك ذاك البشير
أصير
كما ريشة هائمة
أطير
و لا أتحكم بي ..
و أخرج عن نُظُم الجاذبية
أرفرف في ملكوت هواك الكبير
كأغنية حالمة..
إذا جاءني منك ذاك البشير
يجنُّ الفؤاد و يفقد عقله
وتصبح وحدك وحدك شغلَه
فأهرب من نار بعدٍ أليم
إلى نار حب بها أستجير
أعيش على رشفات الخيال
فكيف يكون خيال الأسير !!!
يفتش عن ومضة من أملْ
فيمشي على حد ذاك الشفير
..
إذا جاءني منك ذاك البشير
تزلزل أرضي
وبعضي يلوذ ببعضي
و أنصح قلبيَ :حاذر ..تفكّر
تردّد ..تجمّد
أعُدتَ لدرب هواك الـ...
يقاطعني القلب : (و العود أحمد)
عنيدٌ هو القلب ..
خاصم عقلي فلا يستشير و لا يستخير
إذا جاءني منك ذاك البشير
أشاهد حوليَ قوس قزح
ويركض في ساحة الروح طفل الفرَح..
و تنزل نحوي غيوم السماءِ
فهل هي تهبط ..
أم أنا من غير وعيٍ أطير؟؟؟!
إذا جاءني منك ذاك البشير
تطوّح بي رجفة.. تعتريني
فأمضي
ألملم من صفحاتي حروف الوله
أرتب فوضى المشاعر
أكتب أمحو ..وأرسم في حقل أمنيتي سنبلة
هنا الشهقات ..هنا الدمعات ..
هنا الدهشات.. هنا الرعشات..
تعدّ الحوار كسرب عصافير
ترسلها في فضاءات شاعر..
هنا النبضات بصوت الهدير
تهز الشغاف لكي توقظ الأسئلة
عجيبٌ هو القلب ما أعجله..
إذا جاء منك البشير
يقرر فورا :
سأسلك دربي الأخير
إذا جاء منك البشير
يعود لعينيّ ضوء المنى
يصدح القلبُ :أبصرت أبصرت
ما عدت ذاك الضريرْ
أغمضي يا عين جفنا = و امسحي هاء الهزيمــة
أبدلي العــــين بهاءٍ= حوليها للعــــــــــــــزيمة
اسخري يا نفس هيا =من ضلالاتٍ رجيــــــــــــــمة
مزقي أوراق ماضٍ =و اهجري الذكرى السقيـــمة
و تنكر يا فؤادي =للأحاسيس الأليــــــــــــــــمة
لا تدنس صــــفحاتي=ادفن الذكرى القديـــــــــمة
مات ما عشناه ماتت=قصة الحب اليتــــــــــــيمة
عفت حبا ليس يمشي= في خطوط مستقــــــــــــيمة
سحريّ الصوت...
**
سحريّ الصوت أجبْني أنتْ..
من أي مقامٍ
عربيٍّ
يا أنت
اخترت لصوتك إيقاعا ؟
ها صوتك أغنية جذلى
تسري في كل شراييني
تملؤني دفئا و شعورا
لا أجمل منه و لا أحلى
*
لو تعلم ماذا يفعل
صوتك بي
صوتك هذا الصوت السحريّ..
لكنت أطعت قراري
و دخلت خزانة أسراري
لتخبئ فيها
أصداء النبرات (الـ)يبدعها صوتك..
يا أعذب لحن يسحرني
يأخذني نحو بلاد الحبْ
فتموسق أنغام خيالي
و تحرض قلبيَ أن يحلمْ
أن يرقص في أرض الأسطورة
يسبح في سحب الحلم
ويرحل نحو بلادٍ غامضةٍ فوق بساط الريح
يعيد حكاياتٍ الحب الأولى
ينشدها عذب الأشعارِ
لو تعلم ماذايفعل صوتك بي
صوتك هذا السحريّ
لعشقتَ قيودي و سجوني
و اعتدتَ طقوسي و جنوني
و بقيتَ أسيرا في قلبي
لتدندنَ بالصوت الساحر
في حضرة سلطان الحب
تكون العاشق والشاعر
*
يا أنت أجب
من أي مقام
عربيٍّ تأتيني
تغريني تثملني
تلك الآهاتُ..
وتلك الهمساتُ
يا توأم روحي لا ترحم
أسمِعْ همساتك للصخرِ
و تأمل مفعول السحر
فإذاما ذاب الصخر اعذرني
إن قلت أحبك أو أكثر
أرسل آهاتك نحو جداري
فإذا ما داخ بها ثم تهاوى
فاعذرني إن دخت هياما
هل صوتك ساحر؟؟؟
هل صوتك أجرم في حقي
وتملك مني إحساسي
وتمكن من نبضي واحتل كياني
يا صاحب ذا الصوت الجاني
من سجني لا لن أخرجهُ
سيكون سجيني .. سجّاني
كي تدرك ذنبك أخبرني
من أي مقامٍ سحريٍّ يا أنت
اخترت لصوتك إيقاعا؟؟!
كي تسلب مملكتي وتبعثر تيجاني؟؟؟؟؟
منحتَ لأحـرفي الألقا .....فثار الشعر و انعتقا
عباراتي تفوح شذىً ......فلحن هواك قد عبقا
أخاف الشعر إن غنى.....و بِاسمك فاح أو شرِقا
و أخشى من مساءلةٍ.... تُرى من سامكِ الأرقا؟
فكل القصة اتضحت ......و قلبك بالهوى نطقـا
هنا عطر رجوليٌ..... على كلمـــــاتكِ التصقا
هنا أبقت سجائره.....دخانــــا يشرح القلقـــــا
و آثار الرماد هنا ... على الأشياء قد علقا
هنا صوت هنا بوح .... يفسر حال من عشقا
فكيف أخبئ الأزهار .....كيف أموه الحبقا ؟؟
لقد عم الحديث هنا ....و شاع الهمس ب ( اتفقا)
فإن سألوا .. سأكْذِبُهم .....وأمضغ كذبتي نزقا
وهبتَ لأحرفي نبضًا....فراحت تلثم الورقـــــا
و جاء الشعر منتشيا ....و هبّ يعانق الأفــــقا
و طارت كل ألفاظي ....بجوّ تفاؤلٍ ونـقا
تلعثم بالهوى قلبي .....و صاغ جوابه لَبِقـا
فأفصح بعد لثغتهِ......و هـــــــلّ الشعر أو ودقـــــا
صدقتَ بنبضك السامي .....و قلبي بالهوى صدقا
حبيبي غصتَ في شعري.....طلبتَ بنفسك الغرقا
و لكني أرى بيديك ....قلبا بالهوى احترقــــــا
كلانا غارقٌ حـبًّا.....يذوق الوجد و الأرقا
سرقتُك أنت لا تنكر....و ليس سواك لي سرقا
و فجر الحب أسعدنا .....وأرسل في الدجى الفلقـــا
عيد
كنت أمشي في طريق الـ( قد يكونْ.... لا يكونْ)
فجأة طارت إليّ..
فرصة قـد تمتمت لي
جعلتني أستدير
و ورائي قد وجدتُ الــ ..
هل أنا في الصحو أم في الــ ..
إنه ما قد وجدتُ ..
خاتم السحر الشهير..
فتواريتُ قليلاً ..
عن عيون العابرين
أي شيء سوف أطلب ْ
ماردي حتما قدير..
ما الذي يا قلب نرغبْ
فرصةُ ..فلنغتمها
ما الذي يا قلب نكتبْ؟؟
هل لنا يا قلب مطلب؟؟
هل أرصّ الرغباتِ الجامحات..
في صفوف مستقيمة ..
هل أنادي كل حلم فرّ يوما
من أمامي زارعًا ذكرى أليمة
أي شيء سوف أطلبْ؟؟
هل أغالي في التمنّي ؟ أجلب الحلم البعيدْ
أدعك الخاتم حتى , يخرج الجنيّ فورا
قائلاً: لبيك ماذا تأمرين
سألبي و أطيع
إن تشائي كنز مالٍ, لبس تاج , أو تريدين جلوسًا فوق عرش ..ملك قصر , جلب ملك لا يبيد ...!!
: مارِدي اهدأ قليلا , ليس هذا ما أريد
إنني .... أحتاج عـ ي ـد ًا
: أي عيد ؟؟؟!!
حملق المارد .. لا يفهم قصدي
قال همسا : أتريدين البعيد..
قلت : عيد
:قال : لا أفهم .. إني لا أرى غير البعيد
فرت الأعياد من كشف التمني ,
لم تعد مطلوبة منذ عهودٍ وعهود
اطلبي كل الأماني غير هذا المستحيل ..
كيف يا مارد .. قل لي ..
تهمة كبرى تراها.. حينما أطلب عيدًا ؟؟
قال : لكن ....
: أي لكن ؟؟ أنت جنّيٌّ قديــر ..
أنت من توقظ أحلام الحيارى البائسين
أنت من تنقذها من واقعٍ مرٍّ مهيـن ,
أنت من تغري نفوس العاشقين المتعبين
فتغني للأماني : أن تعالي.. ليس في الدنيا محال .
قهقه المارد فورا : ذاك ماض و انتهى
صار لي وضع جديد
ماردي أرجوك :رفقًا
لا تقل لي : مستحيل ..
أعط قلبي .. يوم عيد ..
يمنح العمر الأماني الصادقات
ينشر الأحلام حولي مزهرات عبقات
أقطف الحلم السعيد
أطرق المارد حزنًا .. عاجزًا عمّـا أريد..
: ماردي أرجوك ..( عــــــــــيد )