ماأوحت به كلماتك الرائعة وأحرفك الفاخرة : من فيوضات لقلم متمرد لا طاقة لي على كبحه إو إكراهه على قول ما لايريد أن يقول :
أيّ قلم ذاك الذي خط أحرفك و مازال يقطر العذب من ماء العيون ومداد القلب وعسل طيب النفس ونقاء السريرة والروح ؟فيسطع نوره مضفّيا على الروح بهجة والقلب سعادة والنفس توقا وألما ..لبعد المسافات اللئيمة القاسية التي تتحكم وتحكم حتى بأغلى ما نكنّه من الأحاسيس والمشاعر ..
سأمتشق قلمي من دواته المكونة من القلب بما احتوى من صدق ومحبة وشوق لمواجهة الحبب الحب وهاهو ذا يعتصر ما تبقى .. وما أكثر ما تبقى ..!
فينهل من صدق المشاعر و الأحاسيس المعتقة الملتهبة والمبتهلة لأنْ تجد المكان الوثير لها فتخرج لتفيض على الكون الصدق والوفاء والنزاهة ..
وأي مكان هذا الذي ستخرج إليه , هو مكان حيث ستسعد بوقع ناظريك وتحظى برؤية إبتسامتك أيا شقيقة الروح وتوأم القلب والصديقة و الحبيبة والمبادرة بكل طيب وفضل .
أي ّ كلمات تلك التي وصلتني من أناملك البيضاء لُتنقل عبر حرف ينوء و يضعف لكثرة ماتحمّل من ثقل الأمانة التي ينقلها ,وهي الحب والذي وحده لا يتجزأ , فهو كل غير قابل للتبعيض والتعداد والتجزئة .
ولتمد العاشقين قدرتهم على مواصلة العشق والإستمرار بوتيرته التصاعدية وبالتالي ديمومته ..
أما أنا فكيف أفهم الحب؟
رغم أنني لستُ عالما ولا طبيبا ولا منظّرا أو مشرعا أو مؤولا, أو مجتهدا في استخراج بياناته, واستنباط دلائله وتشخيص أعراضه ,وإظهار معطياته لكنني إنطلاقا من ظاهرة التعاطي الوجداني مع القيمة الروحانية السامية المميزة للحب , أفهمه وأعرّفه بالحرمان والصعاب ..
بالتلوي في زنزانة الشوق .. بالنزيف في قروح الوله.. بالتضّور خلف إنبضاع الرؤيا .. بالعطاء والصبر والتضحية ..بالنبل والإيثار والصدق ...عندما تُستهلك القيمة الروحانية السامية , أو تُداس وُتهشّم وتُسخّف , لا بد أن تتلاشى وتتبدد , ولابد أن تؤول إلى هلاك أكيد ,وفقدان وإنعدام .
أن نخاف عليها و أن نتشارس ذودا عنها , وأن نتعالى على صغائر الأمور و حيثياتها,
وبذلك نكون قد مارسنا وسلكنا معناها الحقيقي بالسعي للدفاع عنها واللهاث خلف تحقيقها ,ومن ثم ترقى أنفسنا إلى الحب... فالألم ... فالحكمة ... فالسعادة .
عبد الكريم سمعون