رد: ثنائـية ( آخـرُ وصـايـا المـطـر ) ليلى آل حسين & علي التميمي
ثُـمّ
جِئتكِ لاجئاً
من هولِ ما عانيتُ
مـارّاً بصحـراءِ العمـرِ ،
لأستريحَ بواحتكِ المُكوثرة
فاكرمي مثـوايَ في قلبـكِ
لأُربّي قصائدي على سُنّةِ نقائكِ
و يصطفُّ في دمي بنفسجُكِ الحميمُ
ها أنتِ تلمسينَ الجراحَ بلمسةٍ عطفٍ
فتُورقُ من شدّةِ اللّطفِ
تستأصلينَ ضيرَ الفراغاتِ الموبوءةِ بالعطبِ
تعصرينَ شفافيّتكِ في حوضِ فمي
فأنتشي و أنتشي خمرَ عذوبتكِ
فأُشفى من وعكةِ الرمادِ
وأنبثقُ بكلِّ اتّقادٍ لأُسرجَ لكِ الليلَ
وأُعلّق على أغصانِ رِضاكِ
قناديلَ هِدايتـي
أنا ذلك العصفورُ الذي آمنَ بعطركِ
وقامـرَ بجناحيهِ
كي يُسجنَ في صدركِ
ولم يأبه بأمنياتِ الأطيار
يا امرأة يشتقُّ من اسمها نبيذُ الشّعرِ
و يستعيرُ الليلُ كنيتها فيستحيلُ ملهماً
وحينَ أجادَ في ايقاعي
ونُودِي من أواسطِ شفتيكِ
حتى أزهرَ حقلُ وردٍ مختلفٌ ألوانه
،
رتّلي اسمي
على ملأ ابجديّتكِ
ضوعي بإريجِ أنفاسكِ
لتعلـو تسـابيـحُ امنيـاتنـا
و في بهوِ اللقاء
اطعمي على الحبِّ قلباً مسكيناً و يتيما
التوقيع
قد يُبتلى المـرءُ في شيءٍ يفارقـهُ
فكنتَ بلوايَ في شوقي وفي قلقي
رد: ثنائـية ( آخـرُ وصـايـا المـطـر ) ليلى آل حسين & علي التميمي
لمن أشكوك يا من امتد ظلك في أزقة روحي،
متفشيا في دمي ،
وما زلت ممعنا في فتورك !
أأشكوك لحدقي الذي خفتَ نوره من غيابك ..!!
أم لصوتي الذي تيبس هسيسه
بصمتك الذي نشب أظافره في حنجرتي،
أم لتناهيدٍ عرجت لروضة أنفاسك كبارقة اعتراف ،
قضمها جفافك،
وعادت تدفن شهيقها الشاحب في حضن كفي ،
،
يا نحيبا يعترك همسي ،
هات يدك وارفع وجهي المختبئ خلف زمهرير الانتظار ،
مد لي شعاع دفء أتعلق به كسنبلة محملة ببتلات الغرام ،
وهز كمنجات خصري
لأتساقط نثار قمح في منابت وجدك ،
واقطفني حبات بكر أينعت في وريدك ،
اضرم عطرك في جوانحي جذوة عشق
تطفئ ظنوني بالغفران
ثم حدثني عن الوفاء والتوبة،
لأحدثك عن فيض دموعي،
عن رجفة الحواس حين تهمي على وجنتي قُبلة قصائدك ،
عن فرح يهطل ملء الغيم حين يهرق حرفك زلاله في لب مسامعي،
عن روح هائمة في مقامات الشك،
تبتهل للنسيان أن يكون بردا وسلاما وترياقا في عروق ذاكرتك،
ثم اجلس بقربي يا علي،
لأخبرك عن مقلتين لا ترى سواك
ووجه أينما وليت شوقه، سافر بي إلى مضارب هواك
عن أمنية كلما تبتل البنفسج فاح عطرك منها
وهمسات ناعمة مختبئة بين أروقة الحروف،
تنتظر ايماءة نبضك
لتنفرط بدلال بين مسامات صوتك
تداعب نظراتك بغواية أجنحة ملونة
وتراقص لهفتك بعذوبة ملاك
رد: ثنائـية ( آخـرُ وصـايـا المـطـر ) ليلى آل حسين & علي التميمي
صباحك ياسمين ينبت من صوتك
وعلى شفتيك يميس ويزهر
وصباحي كل ما في قلبك من عطر يخفق
هل أخبرتك عن فرح يخضر
كلما استحلب ثغري غيمة اسمك ..!!
وعن صباح مشحون بعاطفتك،
مسكون بتجليات الهوى ،
كيف يغمسني ضوءا في اشراقة وجهك ..!!
فأخبرني إن كان صباحي المجنون
يرشق عطره على صدرك،
ويستحوذ على لبك ،
يا شاعرا نذرت له نبضي وعيني وكل ما أملك
إن كنت تبحث عن سر المحبة بين حروفي ..!!
وعن رعشة الأطراف،
وصبابة الهمس ..!!
خذ قلبي اليك الآن تسمعه
وانهل من ندى الروح كل نَفَس يهفو اليك
فالعين مجبولة على رؤياك
والوجد ذابل في حضرة العشق
شاردة أنا في طرب المتاهات
غارقة في نمير قصائدك
فتلطف بقلب يهواك ظمأً
وكن في شرع الهوى مطر
واسقِ عطشي
رد: ثنائـية ( آخـرُ وصـايـا المـطـر ) ليلى آل حسين & علي التميمي
يا مـواسمَ الهطـولِ
حينما يُعانقُ مطرُ البوحِ أوراقَ الانتظارِ
فتعبقُ في زوايا الأمـلِ رائحـةُ الامـتزاجِ
حينما تصفعُ الرياحُ وجـهَ السّفنِ
ايذاناً لِرحلةِ حبِّ
حينمـا يجتبينـا الدفءِ قُطبَـا انجذابٍ
حينمـا لا نفطِـنُ إلينـا
و يعـدو بنـا جرياننـا لمصبِّ اللقـاء
كجدولي خمـرٍ ولـبنٍ
يجريانِ في اتّجـاهِ حلمٍ واحـدٍ
يا سراجاً ينفضُ ترابَ الليلِ عن أهدابي
يوقدُ شمعداناتِ اللهفةِ في أحداقي
يا قدراً يستقطعُ لي زمناً جميلاً
يوزّعُ ألوانَ السّرورِ على ملامحِ أيامي
يطعمُ الثواني قوتَ البهجةِ
أتساءلُ كيفَ يضوعُ العطرُ من بين حروفكِ
فتنتشي الروحُ بالمسكِ و العنبر
كيفُ تحملينَ عينيّ على جناحيّ الأرقِ
فتورقُ عُزلتي بالجوريّ و الجلنار
كيفَ لكِ أن تلقّنينـي الشعرَ
فأنزفُ قصـائدَ تسرّ الناظـرين
كيف لـ هذا الإغواءِ العظيمِ
أن يُشيطـنَ لي حلاوةَ الوصـالِ
و يوقع بي في شراكِ هواكِ
كيف يمنحُ غروبي شروقاً
فترجعُ عقاربُ الزمنِ الى السرور
دعينـا نأتـنسُ بمـا اقترفتـهُ قُلوبنـا
نُهرقُ حـبرَ شعورنا فـوقَ ورقِ الحكاية
كي لا يخلو زماننـا ، من سيرةِ العُشّاق
التوقيع
قد يُبتلى المـرءُ في شيءٍ يفارقـهُ
فكنتَ بلوايَ في شوقي وفي قلقي
رد: ثنائـية ( آخـرُ وصـايـا المـطـر ) ليلى آل حسين & علي التميمي
يا آخر أنبياء المطر ،
ما معنى أن تؤثث الحيرة في قلبينا معبدا
يسرق دعاء أرواحنا
يركع له نبضنا
ويسجد لطقوسه الوجد ويبكي
ما معنى أن نخادع الإحساس،
ونقايض الهمس بطقوس صمت
آيلة للسقوط قاب عناق أو أدنى..!!
أن نقطف عناقيد القصائد
ونقضم عنب شغفها بتوق واشتهاء ،
أن نمسك بتلابيب اليباس،
ونبقى قيد عطش ينكر خرير المودة في العروق ،
أن نقف على شفا شوق جارف ،
نتشبث بذراع حلم يضمنا بخفقة لا تحتمل التأويل..!!
ما معنى أن نتكور في حضن غيمة،
كقطرات بكر ،
نغتسل هتاناً رقيقا ينبئ بأحاسيس متجددة
تبعثر هدوءنا المصطنع..!!
وأن يضمني صوتك فينساب شعوري عصافيراً
تأخذني إلى غصن قلبك ،
تتناهى في الإصغاء،
وتتنفس الدفء بملء رئتيك،
ما معنى أن أتعلق بذيل أسئلة تائهة ،
محفوفة بأنفاس تغلي فوق مواقد الشوق ...!!
؛
يا أعذب وصايا المطر ،
دقائق الوقت تصدح بتمام اللهفة،
والكون حولنا خاشعاً متمادياً في التجلي ،
وصيامنا عن مائدة العشق مَجْلبَة للإثم ،
ومعصية تستنزف عمراً من التروي،
بينما الوجل حاجز من إعوجاج يفصل بيني وبينك ،
هل أبطأنا الخطو ..!!
أم فاتنا موسم الغيم دون طراوة تنداح في عراجين أرواحنا .!!
هل نترك الماء يهرب من بين أيدينا إلى السماء ..!!
أم أبذرني عاشقة في خصب الورق ،
وأنتظرك تروي قفار الروح لذة البلل،
وتسقيني حبك، نبضاً، حرفاً، ودفقاً..!!
؛
هلت مواقيت المطر يا علي ،
ومازلت أتربص إجابة تنمو حذرا بين الحرف والوتر !!
آخر تعديل ليلى آل حسين يوم 10-20-2018 في 09:14 AM.