لغتنا الجميلة
اللغة العربية أغنى لغات العالم ثراءًِ وعطاءًَ وخصوبةٌَ, ويكفيها فخراَ وشرفاَ أنها لغة القرآن الكريم ولغة أهل الجنة ولغة سيد الثقلين صلى الله عليه وآله وسلم , وهي أولى اللغات التي علمها الله تعالى لنبينا آدم عليه السلام , وهي اللغة التي اشتقت منها أكثر لغات العالم, ويقال إن أول من تكلم العربية سيدنا آدم عليه السلام , وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن سيدنا آدم عليه السلام كانت لغته العربية فلما أطاع إبليس لعنه الله وأكل من الشـجرة سلبها منه فـتـكلم السريانية فلما تاب ردها الله تعالى عليه.
ويقال إن أول من نطق بالعربية سيدنا جبريل عليه السلام وهو الذي ألقاها على لسان سيدنا نوح عليه السلام فألقاها سيدنا نوح عليه السلام على لسان ابنه سام وهو أبوالعرب .
ويقال كان اللسان العربي في ارم بن سام بن نوح الذي تزوج من بنات جرهم وصار بعد ذلك في ولده عوص بن عاد وعبيل وجائر أبى ثمود وجديس .
وعن أصل العرب عن إبن دريد أنه قال في الجمهرة : العرب سبع قبائل : عاد وثمود واميم وعمليق وطسم وجديس وجاسم .
وعن الإمام الشافعي أنه قال : لا يحيط باللغة العربية إلا نبي .
وحكمة وقوع الألفاظ و المعاني غير العربية في القران الكريم إنه حوى علوم الأوليين و الأخرين . ومن سعة اللغة العربية أنها تحتوي على علوم شتى، قلما تحتوي عليها لغة من اللغات الأخرى .
واخرج الطبراني والبيهقي وآخرون عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآته وسلم ( أحبوا العرب لثلاث : لأني عربي , والقرآن عربي , وكلام أهل الجنة عربي)
قال ابن تيمية : عن الإمام أبى يوسف كراهة المتكلم بغير اللغة العربية لمن يحسنها من غير حاجة .
وفي اللغة العربية من الروائع والجمال مايغني عن الوصف .
قيل لأبي العباس المبرد : إن في كلام العرب حشوا فأنهم يقولون :
عبد الله قائم, ثم يقولون, إن عبد الله قائم , ثم يقولون إن عبد الله لقائم, والمعنى واحد.
فقال لهم : عبد الله قائم إخبارا عن قيامه , وقولهم : إن عبد الله قائم : جواب عن سؤال سائل , وقولهم إن عبد الله لقائم ردا على منكر قيام عبد الله .
ومن روائع اللغة العربية أنها غنية بكثير من روائع الطرائف والغرائب والمعاني الجميلة قلما توجد في أي لغة أخرى ,
وهناك من يجد الكثير والكثير من الجواهر والكنوز والغرائب في اللغة العربية التي إن دلت على شيء إنما تدل على ثراء وغزارة هذه اللغة الجميلة في معانيها وألفاظها ومد لولاتها ، و نعجب كل العجب عندما نقرأ بين فترة وأخرى من يقول بعجز لغتنا عن مواكبة العصر الحديث في مجالات العلوم الحديثة فينعقون بضرورة استخدام لغة القوم الذين سبقونا في هذا العلم أو ذاك ناسيين أو متناسيين أن اللغة العربية قادرة على وضع أسماء للمسمّيات الحديثة بطرق التعريب أو الاشتقاق . وصدق المنفلوطي رحمه الله تعالى حين قال : " كان العرب الأولون أحراراً في لغتهم يضعون لكل ما يخطر ببالهم من المعاني ما يريدون من الألفاظ لا يتقيدون بقاعدة ولا شرط .... ونحن عرب مثلهم تجري في عروقنا دماؤهم ، كما تجري دماء آبائهم من قبل ...فلمَ يضعون الألفاظ للتفاهم والتخاطب ولا نضعها مثلهم لمثل ما وضعوا وحاجتنا أكثر من حاجتهم "
ويقول أيضاً : " أليس من الظلم المبين والغبن الفاحش أن تضيق حاجتهم عن لغتهم ، فيتفكهون يوضع خمسمائة اسم للأسد ، وخمسين للناقة وثلاثمائة للسيف ... وتضيق حاجتنا ؟ فلا نعرف لأداة واحدة من آلاف الأدوات التي يضمها المعمل اسماً عربياً واحداً اللهم إلا القليل "
ولله در حافظ إبراهيم حين نافح عن لغته قائلاً :
وسعــت كتاب اللــه لفظــاً وغايــة وما ضقت عن آي به وعظـــــــات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلـة وتنسيــــق أسمـــاء لمخترعـــــات
أنا البــحر في أحشائه الدر كامـــــن فهل سألوا الغواص عن صدفاتـــي
أيهجرني قومي – عفا الله عنهم – إلى لغـــة لــم تتــصل بــــــــرواة ؟
سرت لوثة الإفرنج فيها كما ســرى لعاب الأفاعي فــي مسيل فـــــرات
فجاءت كثوب ضــم سبعين رقعـــة مشكلــة الألــوان مــختــلــفــات.