تحية حُب من القلب
؛
في الثامن من آذار ومع تباشير الربيع ،ودفئه وجماله، ورونقه،في آذار الخير والعطاء يحتفل العالم بعيد المرأة.
في هذا اليوم
تعالوا معي لنرحل إلى الأرض الخصبة المعطاء ,,ذات الطبيعة الخلابة
التي تتدفق من خلالها أنهار الحب وتعلو عليها جبال الحنان ,,سمائها زرقاء صافية مياهها نقية نسيمها عليل ينعش الروح ريحها همسات تداوي الجراح أوراقها الخضراء وورودها المتفتحة تنشر عطرها في كل مكان,,صخورها قوية وأسوارها متينة تتصدى للأعاصير والعواصف ,,تعطي وتعطي وتعطي وتستمر بالعطاء دون تعب أو كلل
؛
تعال معي أيها الزوج لنقدم وردة إلى التي كافحت معك وبَنتْ ,إلى وسادة الحب لراحتك والأم عند بكائك والأخت في شدتك والصديقة في ضيقك والحبيبة في هدوئك والأنيسة والشريكة في خلوتك.
تعال معي أيها الأخ لنمسح الدمعة من على وجه أختك العزيزة التي دمها يمازج دمك ووجعها من وجعك وفرحها من فرحك.
تعال معي أيها الأبن لنطبع قبلة على وجه من على يدها تربيت وفي عبائتها أحتميت ومن صدرها تغذيت وفي حضنها نمت وبكيت ومثل حنانها لن تجد ما حييت .
تعال معي أيها الأب لنعبد الطريق أمام عزيزة قلبك وفلذة كبدك وعطر روحك.
تعال معي أيها الحبيب لنمد الجسور ونزرع الأمل بحب صادق بقلب الحبيبة لتشعرها بالطمأنينة والأمان.
؛
تعالوا معي لنقف وقفة احترام وإجلال لها في عيدها
؛
تعالوا معي جميعا لنوقد الشموع لكل من تستحق في هذا اليوم
شموع من القلب بصدق ومحبة وإكبار لتنير لها الطريق في عيدها الذي تستحقه بكل فخر وهي تسير في دروب الحياة وما فيها من تعرجات وصعاب تزداد يوماً بعد يوم.
؛
تعالوا معاً لنوجه تحية حُب لروح المجتمع وقلبه النابض وأمله المشرق ,,لرمز الإنسانية و السلام و الحق في هذا الوجود,,لصانعة الحياة الصابرة على فقدان الزوج والإبن وويلات وكوارث الحروب التي عانت وما زالت تعاني من فقدان كل مقومات الحياة الضرورية اليومية من ماء وكهرباء وأمن وشظف العيش ,,تعصر الألم ليأكل الآخرون,, تكافح من أجل ديمومة خضرة هذه الارض والمحافظة على خصوبتها في وقت أزدادت فيه مستويات الفقر والبطالة والهجرة وأرتفعت به معدلات العنف الأسري.
؛
تعالوا معاَ لنعمل على تذكير العالم في هذا اليوم بمعاناة المرأة النازحة والمهجَّرة والمختطفة والمعتقلة والأرملة واليتيمة في ظل الحروب والإرهاب والصراعات والعنف الطائفي والمجتمعي والأسري والسياسات الخاطئة والقيود الوهمية وهي تلملم جراحها بكل عزيمة وصبر وثبات لتعمل وتكافح وتعطي وتُربي وتضحي لتتحدي المعوقات وتنتزع الحقوق وتعيش كإنسانة .
؛
تعالوا معي لنقدم
تحية حُب إلى حاضنة الإنسانية التي كرَّمها سبحانه وتعالى بالأمومة
تحية حُب إلى الإنسانة الصبورة المكافحة وهي تلملم وتداوي جراحها بصمت
التي تجوع لتطعم من يحيط بها.
تحية حُب لروح المجتمع النابض.
تحية حُب لكل من وقفت مع الرجل لتتحدى الظلم والطغيان ووقفت لتبني بإباء وفخر وهي مرفوعة الرأس .
تحية حُب ووفاء الى كل من روت بدمها الطاهر تربة الوطن الغالي ودافعت عن أرضه بكل شموخ وكبرياء.
تحية حُب للنخلة الشامخة والزيتونه المورقة والياسمينة البيضاء.
تحية حُب للكريمة كالدِّيم بحر الحُب ووسادة الأمان.
تحية حُب إلى القلب الذي يتسع العالم ويرسم ملامحه بكل حُب وعطاء.
تحية حُب لها أينما تكون في كل بقعة من بقاع العالم في البيت ,المعمل ,المزرعة ,المصنع ,الجامعة ,المستشفى ,المدرسة ,المختبر ,السوق
المهندسة والطبيبة والممرضة والعالمة والشرطية والمعلمة والخبيرة والمهندسة والمزارعة والفلاحة والعاملة والقاضية والمحامية والمربية والحاكمة والمسؤولة والفيلسوفة والعالمة والكاتبة والأديبة وفي كل مهنة سطع اسمها فيها وأخذت موقعها ورسمت به صورة مشرقة لمكانتها لتبني شخصيتها ويبقى اسمها محفوراً في ذاكرة التاريخ بكل عزة وإباء .
بطاقة تقدير في هذا اليوم لقلب المجتمع النابض.
بطاقة تقدير للمرأة العربية رمز النضال والكفاح والتقدم والحياة في كل أرجاء الوطن العربي.
بطاقة تقدير لكل النساء في كل أنحاء العالم وهن يتحدَّين مصاعب الحياة في ظل وباء كورونا وقيوده وتداعياته والحروب وويلاتها.
كل عام وصوتك يملأ المكان
كل عام وأنتِ الحُب
كل عام وأنتِ بخير يا أم الخير وعنوان الخير
؛
عواطف عبداللطيف
8\3\2022