تهيم جوارحي وترفرف النبضات ، وعلى شرفات الغيم تتأبّط أغنيةً تتسابق الطيور راقصةً على لحنها ، وقلبي كذلك كلما دغدغه الشوق أو داهمه الحنين.
فهل يطيب لكِ ترك قلبٍ يرفرف وهو مكسور الجناح وأنت تحلقين في الأعالي؟
في يوم ورذاذ المطر يطربنا على فنجان قهوة في شرفتك العاجية
همستِ بأذني مع آه طويلة ( ليتك مزناً تذرفه الأحداق على خدودي لآلئاً كي تتسيّد حمرتها)
فكنتِ وصوت المطر سيّان حتى أغراني صوت الناي الصادر من صدرك فقلت
أَبَلَغْتِ ياتاج الحسانِ مناكِ
وهل استكان بناظري إلاّكِ
الأرض ترقص حين تزهو سماءها
وشغافُ قلبِيْ يرقصُ بشذاكِ
قلتِ أن الشطر الأخير ينقصه شيء ..
بعد برهة وانا أفكر بالشعر وبحره البسيط فهمت
فارتميت على الشذى العابق من جيد فاتنتي حتى أنجتني يداك الساحرتان من الغرق..
أوراقي الآن يا منى النفس وارجوحة الروح تناثرت كما هي السنون
لذا ستتبرج وتتزين للقائك محمولة على عرشك الأبيض وقلبي الزاخر بوهج الشوق.
ومهما بَعُدْتِ ستضل الروح مستلقية على عتبات حبك السرمدي
ولن تفارق الفؤاد لمسات العطر الشهي حين تهمسين بهسهسات قرطك الفيروزي وحرارة أنفاسك الشتوية والشهية
ربما بالغيب نلقى
نبع وردٍ فيه نرتع
أو لنا عند الحمائم
أيك ناءٍ فيه مخدع
سأعود من مراسيم أشيائي العتيقة بعد أن رتلها العمر السخي بالوجع
لأنتظرك على مشارف الحنين بقوافل الشوق.
يا هوية حبي المعتق
اقترب الشفق مني، وشقائق النعمان رسمت خديك
وكأني الآن أمسح عنهما الكحل السائل مع دميعاتٍ نزلت حين راودني الموت فأخطأ.........
وأخذك
/
/
/
ليته لم يُخطيء
منية الحسين
في غيابة العُمرِ الراحل في لغط السكوت
وخلف سويعات شابكت بالدفء أحلامنا الفتيّة، وصقلت أمانينا الخضراء بتبر اليقين
تطلّ أنت فاتحاً سَكينة وجهكَ على نافذة صمتي الطويل
تتهادى كنغمة خالدة كخلود الياسمين الجريح ، تُلبي بياض الروح في مهجع الدم
مابين النور والنار ..
تمسح رماد ظلّي ، وتقرأ الماء المدفون في ملامحي
تعاتب خمود مسامعي بهمسك المخمور بشوق السنين
وتعزف ضمور شفاهي لحناً مُبللاً بالحنين
أشعر بك ..
تنشد في حطامي مكامن الروح ، بصيحةٍ خضراء تقشرني من الوريد للوريد
بسيف الحياة ..!!
؛
يامن تسيّد آفاقي برجفة نداءات زلزلت أركاني واستعصمت ذاكرة قلبي
بعذب الرذاذ ،
لاموت في حضرة الحب
وكيف يجرؤ و أنا أستنسخ أزلية روحي من خصوبة أنفاسك
كيف .. ؟
وأنا أذوب في تلاوات المطر فوق لمعة أعشابك كلما حصحص عناق الخفق
حدّ التلاشي في اشتعال مرمره ..
وماذا ياهناك غير اجتماع الشتيتين بمباركة ملائكة الصفو
حيث تنثر السماء فضتها في شرفة الروح ، ويفور النور من حضن لحيظات
سليبة الوقت ..نازفة الدفء
تتصاعد أبخرة القهوة الممزوجة بالغرق ، ويتلاطم موج الشعر شهيّا
يقذف برطبهِ للهفة الشاطئ
أسْقيتَ يانبع الحنانِ عروقي
من كفّكَ المغموس بالأشواقِ
واريتَ من سطو الكرى أنفاسي
كفكفتَ دمعاً سال من أحداقي
أبـــــــــدلتَ حزني بانـــشراحٍ دافـئ
وبذرتَ وجهكَ في ثرى الأعماقِ
لافراق الآن يُقرئ الحواس لهيب الدمع ،لازمان ولامكان يكدسان التجاعيد
في مساماتنا المفتوحة
وبُعداً لصراخ يرشح جوارحنا فوق أشواك الصبار
أنا وأنت ياعمري الشهيّ ووعد يؤمه ربيع الهوى في واحة العِتق
أنا وأنتَ وهيمنات سِحرٍ تحملنا على هودج النسمات
وحيديْن .. إلا من ازدحام الهمس في شغاف الوجد
غريبين .. إلا عن بعضهما
فهيا ياتاج الوفاء
اشطب فصول الغروب ، واعزفنا لحناً للخلود
شاكر
قرأت خائفاً على عجل وقبل أن أكمل بدأ الحرف ينبش بالرماد وخشية من أن تحترق المآقي بدموعها هربت لعلي بعد استراحة تعبئني جلادة استطيع العودة محملاً بصبر يتيح لي البقاء ولو لدقائق في هذا المحراب.
ماكان هذا حرفاً بل هو صدى موجوع ارتد عبر بوابة لمدينة حزن تحترق
سأعود
منية ... ماأغلاك
الى من تسكن هناك
رجرج الخافق صدري مرتين
الأولى حين زُفوك الي بثياب عرسك البيضاء
والثانية حين زُفوك بذات البياض الى عرس آخر
وها هو الآن يرجرج كلِّي ويسقط من عينيّ الحروف مالحة تكوي الخدود وترسم درباً اليك
منية المكرمة
لذكراها مساحة ضوء يهتز بها وجعي وتبتل بها اوراقي بدءً من الساعة العاشقة ليلاً وحتى بزوغ وجهها القمري من فنجان القهوة..
منعوني من شرب القهوة على انها تزيد من خفقات القلب مما يؤثر على صحتي .. دون أن يعرفوا السبب الرئيسي .. آآآآآهـ لو أنهم رأوا ما أرى
استاذتي وغاليتي شكرا لك ملء مساحة السماء إذ ناديتيني من هناك
منية
سيدي الرائع / شاكر السلمان
منذ كتابتها وأنا لم أستطع الرد سوى الآن .. كانت تربيتة على كتف حزنك ..
لم أفتعل حرفي كعادتي
فلا أستجلبه أبدا ، كما ليس لي طاقة بوأده
هو إحساسك الندي .. الموجع .. اقتحم وجعي بصدقه فدفع عجلة الأنامل بشعور غجري
أنا جدا آسفة ماكان ينبغي أن أنبش في الرماد حتى ولو كانت مواساة
بالنهاية كلنا فاقد وكلنا مفقود ولولا تلك الجروح المفتوحة لما نبتت الحروف
بصدقها ، ببهائها ، بشاعريتها التي تأخذ بالألباب وتعتصر الأفئدة
هي الكتابة وشريعتها ..
عمدتنا الغالي ..... لقلبك السلام والسكينة ولروحك جدائل الفل والياسمين
تقديري الذي تعلمه
شاكر
مازلتُ يامنية النبع لم أوفِ حقك بالشكر إذ أوصلت لي رسالتها من العالم الآخر ومنحتيني تلك المساحة المتوقدة لا لتجهز على ماتبقى من أدمعِ حرّى وانما لتفتح لي باباً بقبول محاكاتي عبر هذا الباب المترف بالحزن الى ذاك القصر النائي في الأعالي..
وحسبي أن رسالتي قُبلت هنا وهناك..
للغالية مني الف سلام
منية
أنا لن أخدش الذكرى حول سنديان وجعك ببحة صوتي
ولن أُعير قدسية دمعك مقاليد مَلحي
سأُوطّد مناديل الصباحات المعطرة بالفرح مابين رمشك وجدائل اللؤلؤ الخجول
أسكبُ الليل المُعفر بالسّهد ، مائدةً للفراغ
أصطادُ رئتيكَ بنعنع الأمل ، وأوضئهما بنفح المسك
أستدعي النهر النابت من بين أناملك ؛ ليُترع الكؤوس المنسية هناك ..
بعذبِ المُدام
ففي سكْرة الحرف ، بين الدفاتر ولهيب الأصابع
تنضج القلوب بالعطر
ويُسافر السطر في أهازيج الفراشات الوديعات
يتماوج ذهب السنابل في حقول الصدر
فتفوح رائحة الخبز الشهيّ ..
؛
أنا ياسيدي امرأة تؤمن بمساحة ضوء تضمّ الحيارى
خلف السديم
حيث يتنهد الجفن برقصة تقرع نواقيس الحياة في ذاكرة العُشب
وتكسو رعشة الظّل عباءة البرق
ف تكفرُ القهوة بمرارتها ، وتمزج بسكّرها المباسم الصائمة..
فتعال ...
نزرع قزح الوفاء في كل قلب
نحصد الزهر البريّ من خريف الساعات
ونعجن الندى في دِنان النار
تعال نمنح جوارحنا حق الغناء ؛ كيلا تُخطئ العصافير السعيدة
نافذة الصباح .
________________ منيةالحسين