قيل لأشعب: لو أنك حفظت الحديث حفظك للنوادر لكان أولى بك.
قال: قد فعلت.
قالوا: فما حفظت من الحديث قال: حدثني نافع عن ابن عمر عن النبي صلى اللـه عليه وسلم قال: " من كان فيه خصلتان كتب عن اللـه خالصاً مخلصاً ".
قالوا: إن هذا حديث حسن فما هاتان الخصلتان قال: نسي نافع واحدة ونسيت أنا الأخرى.
طمع أشعب
قيل لأشعب: ما بلغ من طمعك ؟ قال: ما رأيت عروساً تزف إلا وظننتها لي، ولا رأيت جنازة إلا وظننت أن صاحبها أوصى لي بشيء. ولقد أطاف بي مرة صبيان فنادوا: يا أشعب ! يا أشعب ! فأضجروني، فدفعتهم عني بأن قلت لـهم: دار فلان فيها عرس ووليمة، فبادروا.
فلما ولوا ظننت أني صادق، فتبعتهم.
قال بعضهم: نزلت في بعض القرى وخرجت في الليل لحاجة فإذا أنا بأعمى على عاتقه جرة ومعه سراج.
فقلت لـه: يا هذا؟ أنت والليل والنهار عندك سواء! فما معنى السراج؟ فقال: يا فضولي! حملته معي لأعمى البصيرة مثلك، يستضيء به. فلا يعثر بي فأقع أنا وتنكسر الجرة.
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 08-20-2014 في 11:45 PM.
تزوَّجت اثنتين لفرط جهلي = بما يشقى به زوج اثنتينِ
فقلت أصير بينهما خروفاً = أنعَّم بين أكرم نعجتينِ
فصرت كنعجة تضحي وتمسي = تداول بين أخبث ذئبتينِ!
رضا هذي يهيِّج سخط هذي = فما أعرى من إحدى السَّخطتينِ
وألقى في المعيشة كلّ ضرٍّ = كذاك الضُّرُّ بين الضَّرَّتينِ
فإن أحببت أن تبقى كريماً = من الخيرات مملوء اليدينِ
وتدرك ملك ذي يزن وعمرو = وذي جدن وملك الحارثينِ
وملك المنذرين وذي نواس = وتبَّعٍ القديم وذي رعينِ
فعش عزباً فإن لم تستطعه = فضرباً في عراض الجحفلينِ
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 08-20-2014 في 11:45 PM.
قال دعبل: كنا يوماً عند سهل بن هارون الكاتب البليغ، وكان: شديد البخل، فأطلنا الحديث واضطره الجوع إلى أن دعا بغداء لـه، فأتى بقصعة فيها ديك جاسٍ هرم، لا تخرقه سكين ولا يؤثر فيه ضرس، فأخذ كسرة خبز، فخاض بها مرقته وقلب جميع ما في القصعة ففقد الرأس، فبقي مطرفاً ساعة ثم رفع رأسه، وقال للطباخ: أين الرأس؟ فقال: رميت به، فقال: ولم؟ قال: ظننتك لا تأكلـه، قال: بئس ما ظننت! واللـه إني لأمقت من يرمي برجليه، فكيف من يرمي برأسه، والرأس رئيس، وفيه الحواس الأربع، ومنه يصيح ولو لا صوته لما فضل، وفيه فرق الذي يتبرك به، وفيه عيناه اللتان يضرب بهما المثل، فيقال: شراب كعين الديك، ودماغه عجب لوجع الكليتين، ولم ير عظم قط أهش من عظم رأسه، أوما علمت أنه خير من طرف الجناح، ومن الساق، ومن العنق، فإن كان قد بلغ من نبلك أنك لا تأكلـه فإنا نأكلـه، فانظر أين هو؟ قال: لا أدري واللـه أين هو، رميت به، قال: لكني أدري أن هو، رميت به في بطنك فاللـه حسيبك.
حدث محمد بن جرير قال: كنت مع دعبل بالصيمرة، وقد جاءنا نعي المعتصم، وقيام الواثق، فقال لي دعبل: أمعك ما تكتب فيه؟ قلت: نعم، فأخرجت قرطاساً، فأملى علي بديهاً من البسيط:
الحمد للـه لا صبرٌ ولا جلدُ = ولا عزاءٌ إذا أهلُ البلا رقدُوا
خليفةٌ ماتَ لم يحزن لـهُ أحدٌ = وآخر قامَ لم يفرح به أحدُ
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 08-20-2014 في 11:47 PM.