رد: ثنائية رحيق القرائح :عواطف عبداللطيف& سعد السعد
ذاكرتي يملؤها الشوقُ العابقُ بالقهر
تسأل عن لون النهر
عن وجه النخلةِ والسّعفاتِ
وطعم التمر
عن دجلة في وقت العصرِ
و قيح الجرحِ الساكنِ فينا
قد نخر الصخرْ
خيمتنا رغم البعدِ
ورغم الفقدْ
وخطوط الهمِّ المزروعةِ فوق الخدْ
لا زالت تنتظر القادمَ عبر البحر
ليشم الأرضْ
ويعيدَ النبضْ
وورودي أضحت كالأشواكْ
تبحث عن ليل بعد نهارْ
عن ضوء الشمس
عن أجملِ معنى للإبصار
وحنيني أكتمه في صدري
يتساقط سيلاً كالأمطارْ
كمطارقَ تطرق فوق الرأس
ياوطناً يسكن أعماقي
باعوك بثمن بخس
تكتئب النفس
ورثيت الوردَ بأشعاري وتركت الهمس
وحفرت الرعب بدرس الأمس
فلبست ثياب الصبر
وحملت سيوف الرفض
رد: ثنائية رحيق القرائح :عواطف عبداللطيف& سعد السعد
مشرعةٌ نوافذي بالانتظارْ
تأتين تحملين أطيافَ نهارْ
توزعين النورَ في أوردة الوجودْ
سأفرشُ الدربَ بياسمين
شوقي والبهارْ
فاتخذي من قلبك البهيّْ
تذكرة للسفر الطويلْ
هاتي دنانَ العشق قد عتّقها الوفاءْ
لتسكبي على شفاه الورد آياتِ الرحيق
حيث الفراشات هنا ظامئة
تحلم بالربيع والنماءْ
حيث هنا صفصافة على الضفافْ
تجترُّ من وحدتها قيح الجفافْ
حين تمرين يمر الصبح في كياني
تنتشرُ الحلوى على غصوني
ويرتدي الوجود ثوباً من ضياءْ
يا أنت يا حمامةً بريةً
تموسَقَ الشعرُ على أنينها
يا أنت يا نديّة الأعطاف يا أميرةً
تزاحم المجدُ على جبينها
يا أنت يا مدينةً أحبُّها
أعشَقُها
أعبُدُها..
حَتّى كَأنَّ آدماً مِنْ طِيْنِها
رد: ثنائية رحيق القرائح :عواطف عبداللطيف& سعد السعد
صفصافتي تعلو الضفافْ
قد هالها صوت الخريفِ
وهدها قيح الجفافْ
والشمس فوق الأفْقِ تخنقها الجبال
تقتات ذاكرة الظلال
جُنّ الفؤادُ ،وعند باب الشوق
يبكي في انتظارْ
الأرض صارت للقتال
والوردُ أجهش بالبكاءِ
وساعتي البلهاء أدركها المرار
تتمزق الأيام في قلبي الحزينِ
وتلعن الزمن القبيح
والعمر يسرع بين غصات السنينْ
ما عدت أشعر بالأمانْ
عيني تحلق في المدى فوق السماءْ
والفجر أصبح كالدخان
فيزيد شوقي للنخيلِ
وللوجوه السمر في وقت الأصيل
والقلب أتعبه التغرب والعناءْ
لا شيءَ عاد يريحُه غيرُ اللقاءْ
يا أيها الأمل المغمَّس بالضياءْ
آهات عمري سافرت
عبرت إليك ولم تقيّدْها حدودْ
تأبى الفناء
لا مستحيل
فلربما يوماً يُفيقُ العشبُ من بعدِ انتشاءْ
والشمس تشرق من جديدْ
وتمدّ سالفَهاعلى وطني الأصيلْ
رد: ثنائية رحيق القرائح :عواطف عبداللطيف& سعد السعد
قد جاءني صوتٌ
يلامس مهجتي وقت الغروبْ
والشوق كالإعصار يركض للهروبْ
هذا لأني ما نسيت- وكيف لي- وجعَ القلوب
قد هدنا الزمن الكذوب
يامن عميت لكي اراكَ
أنا سئمت من الحروبْ
صوت الرصاص مزمجرٌ
يغتال انفاسَ الصباحِ من الدروبْ
والريح تزأرُ في الحقولْ
كأسي ككأسِكَ مثقلٌ بمرارِهِ
ونجومنا تأبي الأفولْ
فتفنَّنَ الورمُ الخبيثْ
يستعذب الأوجاع في موت الضمائر والعقولْ
والشمْسُ ما عادت تُنيرُ
خبَتْ وأدركها الذبولْ
والكلُّ يطعن ندَّه وسطَ الذهولْ
ٍ سَيْرٌ على الأكتاف من أجل الوصولْ
غرقت أماني الروح من عنف السيولْ
والجوع مقبرة الفصولْ
والخوف يعبث في النفوسْ
يقتات من جمر الحياةِ
هنا وغربتنا تطولْ
وعلى تراب الأرض أحلامٌ تذوبْ
التوقيع
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 04-16-2014 في 01:53 PM.
رد: ثنائية رحيق القرائح :عواطف عبداللطيف& سعد السعد
هاتيكِ هاتي لهفة السنواتِ
يا نبع العواطفِ
لملمي الأحزان عن وجه الدروبْ
وكفاك تنسكبين حزنا
تطعمين الغربة البلهاء فاكهة الفصول
تسقين بالدمع المدمّى عشبها
بل شوكها وعلى جبينك يعرش الصبّار
حتّام تعتصرين ضرعا جفّ لا يروي الغليل
إنّي فرشتُ حنين شوقي للقاء
عشبا يهدهدُ بالحنان
خلف المرايا في حقول الصبر
ما خلتِ الأزقةُ من تفاؤل ساكنيها
والغصون
هدلى محمّلةٌ بعشق لا يبور
والغصنُ هل يحلو بلا ثمرٍ وزقزقة الطيور
ما زال فوق الغصن ركنٌ عامرٌ
يكفي لعشٍّ من حنان