يجد مفهوم تطوير الذات بين أهل العمران رواجا كبيرا . ويتوقع الكثير من ورائه التغير بكيرا . رجال حوله ينفخون كيرا . و يكاد يكون المفهوم عملة مسكوكة و متداولة بين جميع الأوساط . مطروحا للنقاش والتداول على كل بساط . يلوكه الألسن في بؤر العمران . بين القبائل والحمائل. في كل بجد . وفي كل نجد . في دبي و في باساط . و بين جل فئات الأعمار . بين من له أو دون نار . الكل مهوس بالمفهوم . ويجتر له هموم .
ورب سائل يتساءل ماذا يعرض رمضان من فرص في مضمار تطوير الذات . في معرض الامساك عن الأكل وهجر الملذات . لاشك أن الكثير قد قيل عن فضائل الشهر . الكثير مما يسر و يبهر. إنني بدوري سأدلي بدلوي . فأعصر هذا العود ولا ألوي . سأحاول تقليب العملة . لعلي أجد فيها الخير و المير دون عيب ودون قلبة .
ما من أحد لا يتساءل ما الحكمة في الصوم . وكل من جانبه اعتمادا على أفق المسؤول يطرح الحكمة من الصوم . أو الترياق الذي ربما نمضغه منه . الفقيه ربما ينغمس في سرد الأحاديث التي تدعم أهمية الصوم و مكانة الصوم كركن من أركان الدين . الطبيب ربما يركب المركب الصعب . فيذهب كل مذهب في تفصيل و تبين منافع الصوم للجسد . وعن الثورة التي تستحدثه أو تطلقه عملية حبس النفس عن الطعام أثناء النهار . وفتح أبواب الطعام على الجسد في ساعات الظلام والحلكة . وما ذلك مدعاة إلى أحداث ثورة فيزيولوجية و بيولوجية و معوية . ومن أفق تطوير الذات فربما يكون للباحث النفسي إضاءات و ربما ليس له . وبما أن الفكر الغربي هو أبو عذرة العلوم النفسية فربما ليس هناك الكثير ما يقال في هذه العلوم عن ظاهرة تمت بصلة إلى أديان أهل الشرق . ألا وهي ظاهرة الصيام . إذ أن العلوم النفسية من بنات الفكر الغربي أولا و آخرا .
وأزاء ظاهرة كهذه ليس في مقدور المرء إلا التضارب أو التكهن . ومحاولة أستشفاف ما في هذا الترياق . هذا الترياق الرباني من منافع وفوائد للصيام تعود بنفعها على الروح والجسد .
وذلك كله من منظور تطوير ودفع عجلة النفس الحانية والمتآلفة في ذاتها نحو آفاق بلوغها سدرات الكمال والنضوج والتناغم الذاتي . وليس مدار حديثنا هاهنا النفس التي تسعى سعيها وتلهو بلهوها بعيدة عن الضياء الرباني . النفس النابية عن البلسم الإلهي . وربك أعلم و أدرى ما هي .
آخر تعديل يعقوب القاسمي يوم 08-11-2010 في 11:40 PM.