صوت مألوف يطرق نافذتي الصغيرة
يناديني ..
أ هو صوتك؟..
· نعم غاليتنا .. أنا هو
جئت وفي رقبتي نذرٌ راودني كثيراً وما استطعت الإنتظار اكثر
جمعت جرأتي وأتيت حاملاً ريشتي وألواناً أخذتها من خيوطك حين أشرقت علينا فازدهرت روابي النبع
ولا اعرف هل ارسمك أم اكتبك
أكتبني كلمة ..
بحجم الكون ..
ترجم بها مكانتي في قلبك ..
ألقِ بها إلى الريح لتحملها معها ..
لتصلني على جناح الطير ..
فتعانق قوارب إغترابي
مازلت أجوب الأماكن ابحث عن كل ورقةٍ ذبلت من عمرنا كنا قد كتبناها بحبور.
أشعر أنك وصوت المطر سيّان
كم أسعدني هذا الشعور
وكأنك حول بيتي تدور
أطربني صوت المطر، وجعلني أحضن بسعادة كل ما حولي من أشياء
اتذكر؟..
· نعم ولذلك أدُور لعلِّي أجد أي سنبلة تمايلت بين أناملك أوأي شجرة حفرنا اسمينا عليها معاً.
كنا نمشي سويةً .. نرفع وجوهنا للسماء
نفتح أذرعنا، و أفواهنا لنشرب ماء المطر
نرفع قبعاتنا لنبتل أكثر و أكثر
لا نشعر بالبرد ..
نعم سيدتي فالأرض تحفل بخطونا ونحن نضرب بأقدامنا ما
رسى عليها من ماءٍ وأوراق شجر .. خَطَوْنا الى اللاوراء ووجيب صدورنا يخشى نهاية الطريق وأنين الناي لايفارق روحينا..
أنام على صوت الناي الحزين
و أرسم في عتمة الطريق دربا آخر
أنا امرأة تبحر في الليل باحثة عن الذكريات الجميلة
وحيّرني رسمك وبحثك في الذكريات
وأنا أبحث عن قطرة حبر اختلطت مع مالحٍ من المآقي تبادلنا ابتسامتها مع هاطل من السماء دغدغ وجوهنا ..
من منا لا يحتاج لزمن آخر كي ينطق بما ليس مباحا الآن ؟..
فهل نكتفي بحب الحياة على هامش الذكريات
لست أدري
* تعالي ببريد اليوم وماء الورد نغسل الذكريات ونعيد سني العمر الى الوراء فهناك عبق الجمال ميسور
هل لا زال في العمر متسع كي نفتش عن بقايانا التي تركناها هناك
أم أننا نحفر في رمال دون ماء .
* وكيف لا ؟ وان مازرعناه ربى وأزهر وأكلنا منه دهور .
وتلك الأشجان توارت
وما عاد يعنينا منها سوى الذكرى وليالٍ مقمراتٍ والنذور
إن حبي
و جنوني
سائراً فوق التراب ..
لست ادري
أن شوقي
وحناني
نابضاً فيه الغياب
و ارتواءات عيوني
ساكناات في السحاب ..
ليس لي من أيكةٍ
للحب الا
وردةً أخلو بها
عند الإياب
ليس لي من مأرب
في الحب إلا
خفقة أعلو بها
فوق الهضاب ..
وأنا
ها أنذا
لاتعتبي
تاركاً خلفي غوايات الشباب
حبي الطهر المصفّى
كالعتاب ..
و مواويلي
جمر عشق
والتهاب .
ربما سيدتي
كنت عنواني ومجدي في كتاب
فاكتبي للمجد تاريخاً
يغني
ثم جيئي بثباتٍ
زغردي
فالرسم يحلو بالهوى
بـ ( ميرفت)
وابتسامات الشباب
أشعر بالخيانة حين لا اكتب لك ..
أو عنك ..
فأنت الذي سكنتني، و لم تبارح قلبي منذ ان التقاك بعصر ظلماته؛ فأضاء بك ..
و نشر من حولي الضياء.
لازالت ريشتي يا ميرفت لم تكمل مهمتها
فالمناجاة أخذت دورها
وتراتيل الذكريات
فكيف بنا وقد يسأم قراءتنا الأصدقاء
أو ترشقنا عينُ حاسدٍ فنفترق
علينا أن نعتاد على ألم الفراق
و نلجأ، ولو مؤقتاً ..
الى شجرةٍ باسقة .. تحمينا من تراشق السهام التي تريد أن تطالنا ..
و تردينا أرضاً
وكيف؟
أُريد الحرية ..
أن اخرج من هذا القفص الذي ولدت فيه ..
أحلم بجناحين .. أطير بهما ..
أُحلق عاااالياً ..
وهل يطيب لك ترك قلبٍ يرفرف وهو مكسور الجناح كلما دغدغه الشوق أو داهمه الحنين
وأنت تحلقين في الأعالي
كُلَما دغدغني شوقي إليك
حَلَقَتْ أحلامي
وهتفت شفتاي باسمك ..
كسيمفونية عشق
كنا قد عزفناها معاً
* وغنيناها معاً
وتسامرنا
وركضنا وسبقنا ظلنا
تصرخ لهفتي طلباً لرؤياك
فيغزوني دفء حبك
و تُذوِّبُ صورتك .. صقيع وحدتي
فأتدثر باحضانك كطفلة تبحث عن الأمان .
أخذتني راحلتي وما حملت على ظهري
( واليوم أجلس فوق سطح سفينتي = كاللص أبحث عن طريق نجاتي )
حزمت أمتعتي
و اعتزمت الرحيل .. إليك
لأسكن فيك
فأكونك وتكونني
ولما لم أجدك هناك ..
أخذت اسير نحو البحر
أبثه همومي كما اعتادني
واستعجل المغيب
وكدت افقد بوصلتي ومرساتي
الليل يتسلل ...
يخيم فوق رأسي
البحر تركني و رحل مع الغيم الأسود
وحدي في الظلام ..
لا أرى طريق العودة ...
ومع الأمواج كنت أرسل صوتي
لعله يوصل اليك أشواقي
تسمرت مكاني على الشاطئ
أناديه .. و أناديه
فلا اسمع غير صوت تلاطم امواجه الغاضبة
وهديرها الذي ارعبني ..
لذلك كنت قلقٌ
وكان صدري يخفق بالألم
الألم يَسْكُنني .. يتآكلني
انه نفس الألم الذي طالما حدثتك عنه
تُسَكْنه بكلماتك الرقراقة
فيسكنني أكثر ..
هل لأنه أدمن رقتك
ودفء مشاعرك
أو لأن الألم هو ما جمعنا ذات يوم ..
لا أدري .
·ربما النبعُ كان السبب
وربما الآلام التي أصابت مرابعنا الخضراء
وربما حين لم أصغِ لآهاتك
فناديتيني
احببت الحب فيك
واستعذبت معاناتي
آلمني انك يوماً
لم تصغ لمنطق آهاتي
وبأني في قمة حبي
لم أُسْمعك شذا همساتي
·وربما حين وعدتيني وقلتِ
لأجلك سأهجرُ سفني القديمة
و أمزق اشرعتي ..
لأجلك سأبدلُ دورةَ الأوقاتِ في عمري
حتى لا تسقط أوراقي قبل أوانها
سأوقف عجلة الزمن
حتى لا تسبقني ..
· أتذكرين صباحاتنا المشرقة؟
ووردتك المفضلة
ترادوني ذكريات الأمس البعيد
إبتسامتك المشرقة التي كنت تهديني عند كل شروق
لأبدأ بك نهاري …
و تلك الوردة التي حملتها لي ذات مساء ..
لا تزال تعطرصفحاتي.
وكان الكون احياناً لا يسعنا
آمل أن ألقاك حينما يتبدل الكون
ويُعاد توزيع الكواكب في مجراته
سأقتفي أثرَ الروحِ التي تزورك
و أمتطي صهوة جروحي
وآتيك ..
فروحي انتقتك لونا آخر لعيناي
ولنْ أرتضي عنك أبداً ..
ابداً بديلاً .
بدأ الخجل يلون ريشتي
واقترب الشفق منها
وشقائق النعمان رسمت خدود لوحتك
وكحلها قد سال مع دميعات تجددت
ألا يكفي لننهي رسمنا ؟
أفلا يكفيك الحب الصافي
وجودي
وربيع مسراتي؟..
إني احببتك يا قمري
يا صدقا يلفح صلواتي
كم احلم بلقاءك دوماً
بالقرب ستحرسْك عيوني
وستُروى من جدول
دمْعاتي ..
سأهدهد مهدك يا طفلي
وسأقرأ حلو رواياتي
وستغفو في موقد صدري
وغطاؤك دوما خصلاتي
وتحلق في دنياي ملاكا
تحرسه رقة بسماتي
وأغرد حين توشحني
بنسيم الحب..
بأغنية
ستبلسم كل جراحاتي.
سأترك لك عينيَّ
انظري اليهما
غوري
ستجدي فيهما كل آهاتي
وابتهالاتي
وشوقاً للِّقاء
أبحرْتُ فيكَ.. وفي عيونكَ
في ابتسامتكَ التي بَرَقَت
لتفضح شوق قلبي
للِّقاء..
ولحقْتُ طيفكَ
ذاتَ عشقٍ
طرتُ فوق جناح حبي
ولن أعود إلى الوراء
عاندتُ قلبي
واندفعتُ إلى الضياء..
قد جئتُ أحمل شوق كل العاشقين
ولهفة المحروم تخترق الفضاء..
* سيخضرّ عودي وتورق أغصاني
وتلمع أحداقي
ونستبق للعشق سواء
في..
ذات عشقٍ..!!
أشرقتْ عيناكَ
قابلتُ السناء..
ونظرتُ فيكَ
وقد بدا ذاك البريق بلا انتماء..
الأن .. و المطر يهطل .. تذكرت أيام الطفولة
وكيف كان الشتاء يروي فناء بيتي بغزارة
هل لا زلت تحب الشتاء ؟..
اتسائل ..
وكيف لا و ( أخاف أن تمطر الدنيا ولستِ معي )
أرسل لك مع كل قطرة منه تحية
فهل سمعت صوتي مع قطرات المطر يداعبزجاج نافذتك بحياء؟..
نعم
وكنت ألوذ كذباً وأكابر
واتخذ من صمتي رداء
أحاكيك ودفتر ذكرياتي بين ذراعي
و وردتك المجففة تعانق حروفي
وتواريخنا معاً
تحكي حكاية زمن.
انتهت لوحتك ايتها الفاتنة الإستثنائية
فقولي لأهل النبع شيئاً قبل أن يأتوا ليباركوا لوحتك
هل تعرفون من أنا؟..
.
.
.
أنا هوية، و جواز سفر ..
أنا مجموعة أوراق، و أختام، و صور ..
أنا ملف في سفارات العالم ..
أنا رقم.
فمن انتم؟..
سيجيبوك هم كلٌ عن نفسه
وتمت اللوحة بإسم ( وماذا لو أرسم ميرفت )
بتاريخ اليوم 30/8/2012
وشاكر السلمان
ملحوظة : الخط الأزرق هو من حروف ميرفت