متجذّرٌ
متفرعٌ
كمصدِّ ريحٍ عاتيةْ
عبثت بآمالِ القطافِ الآتيةْ
أنَاْ لا أريدُكَ أن تكونَ "تشي جِفارا "
أو "خِرِستو ياسِنوف "
من أجلِ حفنةِ صاغرينْ
متسلّقينْ
يتصيّدونْ
فرصَ الصعودِ على دماءِ المخلصينْ
وإذا ذهبتَ ...
فمَنْ يعيدُ الصابئينَ
لرشدِهم ؟
بمبادئٍ تسري كوشوشةِ النسيمْ
بين الحشائشِ والهشيمْ
ما بينَ أوراقِ الكرومْ
وإذا رحلتَ ...
فمَنْ يغيثُ الثائرينَ؟
الحاملينَ دماءهُم فوق الأكفِّ
الزارعينْ
أجسادهم في الأرضِ مثل الياسمينْ
***************
آهٍ على وطنٍ ...
يضنُّ على المناضلِ بالهُويّةْ
آهٍ على وطنٍ ...
تعيثُ بأرضِهِ مليونُ حيّةْ
آهٍ على وطنٍ ...
يعاني من تفشّي الطائفيةْ
آهٍ على شعبي الذي
جلادُهُ صارَ الضّحيّةْ
تبّاً لأيِّ مُزاودٍ
يرضى لأمتِهِ الدنيّةْ
شهداؤنا
بصقوا علينا
من دمائهِمُ الزّكيّةْ
فلتبقَ منتصباً كطوْدٍ
يهزمُ الريحَ القويّةْ
يا صانعَ الثوّارِ إحذرْ
كي تظلَّ لهم بقيّةْ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها النبعيون والنبعيات الكرام
أول الغيث قطرة
ها هو النص الشعري التفعيلي الأول بين أيديكم فاقرؤوه وعقبوا عليه بآرائكم بكل حرية وأريحية وعليكم أن تتوقعوا اسم الشاعر صاحب القصيدة ...
قراءة سريعة :
النص من شعر التفعيلة على البحر الكامل وهو من الشعر الوطني الناقم على الأوضاع المزرية التي تمر بها أوطاننا الجريحة وقد استطاع الشاعر أن يتغلغل في عمق الفكرة بأسلوب شعري يتراوح ما بين الإيحاء والمباشرة وهذا ديدن الشعر الوطني حيث أن الشعراء يركزون على الجانب المعنوي أكثر من الجانب المبنوي البلاغي علما أن النص زاخر بالصور الخيالية المتأرجحة بين القديم والجديد وهذا يعطي النص نكهة تراثية ومعاصرة في آن واحد...
العنوان : "إلى مصد الريح "عنوان موفق جدا ويذكرني بمقولة أبي عمار رحمه الله : "جبل ما تهزك ريح"
ويذكرني بقصيدة "الجبل" للشاعر الأندلسي ابن خفاجة القائل :
يسد مهب الريح من كل وجهة *** ويزحم ليلا شهبه بالمناكب
العنوان ذو دلالة نضالية تفاؤلية وكأنه يقول لنا :
نحن هنا باقون كالرواسي الشم مهما كانت قوة الريح العاتية وبذلك كان العنوان موفقا وتمهيدا شائقا للقصيدة التي لي إليها عودات كثيرات..
آمل أن يدلي النبعيون والنبعيات بدلائهم وأمامنا أسبوع لنتعرف إلى الشاعر ورده على تعقيباتنا وما على شاعرنا الحبيب إلا أن يتابع ما يكتب في نصه ليرد علينا جميعا في نهاية حلقة الأسبوع الأول..
ولكم مني ومن سيدة النبع ماما عواطف كل التقدير والمحبة
متجذّرٌ
متفرعٌ
كمصدِّ ريحٍ عاتيةْ
عبثت بآمالِ القطافِ الآتيةْ
أنَاْ لا أريدُكَ أن تكونَ "تشي جِفارا "
أو "خِرِستو ياسِنوف "
من أجلِ حفنةِ صاغرينْ
متسلّقينْ
يتصيّدونْ
فرصَ الصعودِ على دماءِ المخلصينْ
وإذا ذهبتَ ...
فمَنْ يعيدُ الصابئينَ
لرشدِهم ؟
بمبادئٍ تسري كوشوشةِ النسيمْ
بين الحشائشِ والهشيمْ
ما بينَ أوراقِ الكرومْ
وإذا رحلتَ ...
فمَنْ يغيثُ الثائرينَ؟
الحاملينَ دماءهُم فوق الأكفِّ
الزارعينْ
أجسادهم في الأرضِ مثل الياسمينْ
***************
آهٍ على وطنٍ ...
يضنُّ على المناضلِ بالهُويّةْ
آهٍ على وطنٍ ...
تعيثُ بأرضِهِ مليونُ حيّةْ
آهٍ على وطنٍ ...
يعاني من تفشّي الطائفيةْ
آهٍ على شعبي الذي
جلادُهُ صارَ الضّحيّةْ
تبّاً لأيِّ مُزاودٍ
يرضى لأمتِهِ الدنيّةْ
شهداؤنا
بصقوا علينا
من دمائهِمُ الزّكيّةْ
فلتبقَ منتصباً كطوْدٍ
يهزمُ الريحَ القويّةْ
يا صانعَ الثوّارِ إحذرْ
كي تظلَّ لهم بقيّةْ
هذه القصيدة من القصائد التي تصنّف تاريخيّا ....
مقياس تصنيفها أقامة الشّاعر داخل أرض ووطن يرزح تحت وطأة التّفرقة والتّهميش والصّراعات الموروثة والإديولوجيات الرّائجة
فهي قصيدة قضيّة تعلو على كلّ نقد وتزكّى بامتياز....ففيها ترابط وثيق وضروريّ بين الشّعر والإلتزام....
ولهذه القصيدة بخصوصيتها هذه معجمها اللّغوي الذي يقترن بها ومن العيّنات هذه المفردات أ ورد هذه من المقطع الأول ليتيّسر فيها التّأمل
[*يتصيّدون دماء المخلصين....من يغيث الثّائرين..الحاملين دماءهم ....الزارعين أجسادهم....
ويستعمل لفظ آه يا وطنأكثر من مرّة في المقطع الثّاني كأنّه يستنفر بها تعبئة تقوّي الإلتحام وتوحّد الشّعب
فهذه اللّفظ[آه يا وطن]هي الصّلة والسّند الحامي والموحّد ...
ثمّ يذكر ما ينخر هذا الوطن من آفات [ وطن يعاني من تفشّي الطّائفية...يضنّ على مناضليه بالهويّة...تعبت بأرضه مليون حيّة...جلاّده صار ضحيّة ] وهي صور ومواقف ووقائع يسردها الشّاعر لا لذاتها فقط وللتّشهير بها بل ليستقطب بها في نهاية القصيدة ويحوّل بها الوطن في صفة تهيئ رهيبة لتنفيذ ما يرجوه من وطنه بلا نكوص ولا نقاش وهذا يتجلّى في قوله[
فلتبقَ منتصباً كطوْدٍ
يهزمُ الريحَ القويّةْ
يا صانعَ الثوّارِ إحذرْ
كي تظلَّ لهم بقيّةْ
يمكن القول أن شواهد الإستدلال الذي بدأ بها الشّاعر قصيدته ليروي وضعا سيّاسيّا في وطنه لم تكن للاستدلال ولم تسق لغرضه فقط بل جاءت لتعلي صوته حتّى كأنّ ما ختم به قصيدته هو بلاغ وأمر من قيادة عليا في البلاد لوطن تتنازعه الخلافات وتعصف به التّفرقة والأديولوجيات
وليبق الوطن منتصبا كطود
يهزم الرّيح القويّة...
فليس ثمّة شكّ أنّ صنف هذه القصائد التي يغلب عليها طابع دراميّ تمتّن الوشائج فيها بين الشّاعر ولغته...بما يسمح للقارئ والمحلّل والمعلّق عليها بتهويمة في كوّى الذّات الشّاعرة ومعاناتها ...
فدعوني أجزم كمتلقيّة أنّ توصيل هذه الأوضاع والمواقف التي يرزح تحتها وطن تخترق جوهر الشعر وهويّة القصيدة ...ولهذا السّبب تراني أحجم اراديّا عن تفكيك القصيدة في بناها اللّغوية وعروضها وأسلوبها...
فشكرا لهذا الشّاعر القدير...
قصيدة تفيض جمالاً ومعنى حبكة ومبنى ..
عندما يتعلق الموضوع بالوطن تفيض المآقي بالدموع ..
لذا سأعود للتحليل
وأعتقد أني قد عرفت كاتب هذه القصيدة التي تشع فكرا ً ثورياً نيرا ً
فأسلوب الشاعر يفرض نفسه ...
لذا لابد من التأكد والرجوع...
دامت أقلامكم سامقة لترفع راية الوطن عالياً
مودتي مع أرق تحاياي
هذه القصيدة ثورية وطنية تحمل في ثناياها الكثير
من المضامين والحسرة والدعوة الى الصمود.
ةيبين لنا أن هناك الكثيرون من المنافقين الذين
لا هم لهم الا أنفسهم والصعود على أكتاف الشرفاء
بعد أن عاثوا في الأرض الفساد .
وأن الوطن فيه الكثير من الطوائف التي ساهمت في التفتت
والهزيمة عدا عن الدخلاء المشبهين بالأفاعي .
ونحن اذ نهمش الشهداء الشرفاء المدافعين عن الوطن والقضية
و هم في قبورهم تبرؤا منا ومن أفعالنا الشائنة.
فيها دعوة للوطن لمن يحمي الوطن أن يبقى صامدا كالجبال
يتصدى للطغاة الظالمين حتى يهزمهم ويخرجهم من الوطن أو يقتلهم .
قصيدة فيها الكثير من الوجع والألم لما آلت اليه حال الآمة كاتبها عانى
بنفسه تلك القضية وتلك الفجيعة وما زاد من الحزن والألم أن القاتل يتمسكن
أمام الجميع ليبدوا أنه ضحية ما يجري كالثعلب المراوغ يقتل القتيل ويمشي في جنازته
باكيا ويهم الأخرين أنه سيجد الفاعل ويعاقبه ,
تلك الحالة المتفشية في كل بلادنا العربية وللأسف تحية صادقة
لهذا القلم الوطني
تقديري واحترامي
هذه القصيدة من القصائد التي تصنّف تاريخيّا ....
مقياس تصنيفها أقامة الشّاعر داخل أرض ووطن يرزح تحت وطأة التّفرقة والتّهميش والصّراعات الموروثة والإديولوجيات الرّائجة
فهي قصيدة قضيّة تعلو على كلّ نقد وتزكّى بامتياز....ففيها ترابط وثيق وضروريّ بين الشّعر والإلتزام....
ولهذه القصيدة بخصوصيتها هذه معجمها اللّغوي الذي يقترن بها ومن العيّنات هذه المفردات أ ورد هذه من المقطع الأول ليتيّسر فيها التّأمل
[*يتصيّدون دماء المخلصين....من يغيث الثّائرين..الحاملين دماءهم ....الزارعين أجسادهم....
ويستعمل لفظ آه يا وطنأكثر من مرّة في المقطع الثّاني كأنّه يستنفر بها تعبئة تقوّي الإلتحام وتوحّد الشّعب
فهذه اللّفظ[آه يا وطن]هي الصّلة والسّند الحامي والموحّد ...
ثمّ يذكر ما ينخر هذا الوطن من آفات [ وطن يعاني من تفشّي الطّائفية...يضنّ على مناضليه بالهويّة...تعبت بأرضه مليون حيّة...جلاّده صار ضحيّة ] وهي صور ومواقف ووقائع يسردها الشّاعر لا لذاتها فقط وللتّشهير بها بل ليستقطب بها في نهاية القصيدة ويحوّل بها الوطن في صفة تهيئ رهيبة لتنفيذ ما يرجوه من وطنه بلا نكوص ولا نقاش وهذا يتجلّى في قوله[
فلتبقَ منتصباً كطوْدٍ
يهزمُ الريحَ القويّةْ
يا صانعَ الثوّارِ إحذرْ
كي تظلَّ لهم بقيّةْ
يمكن القول أن شواهد الإستدلال الذي بدأ بها الشّاعر قصيدته ليروي وضعا سيّاسيّا في وطنه لم تكن للاستدلال ولم تسق لغرضه فقط بل جاءت لتعلي صوته حتّى كأنّ ما ختم به قصيدته هو بلاغ وأمر من قيادة عليا في البلاد لوطن تتنازعه الخلافات وتعصف به التّفرقة والأديولوجيات
وليبق الوطن منتصبا كطود
يهزم الرّيح القويّة...
فليس ثمّة شكّ أنّ صنف هذه القصائد التي يغلب عليها طابع دراميّ تمتّن الوشائج فيها بين الشّاعر ولغته...بما يسمح للقارئ والمحلّل والمعلّق عليها بتهويمة في كوّى الذّات الشّاعرة ومعاناتها ...
فدعوني أجزم كمتلقيّة أنّ توصيل هذه الأوضاع والمواقف التي يرزح تحتها وطن تخترق جوهر الشعر وهويّة القصيدة ...ولهذا السّبب تراني أحجم اراديّا عن تفكيك القصيدة في بناها اللّغوية وعروضها وأسلوبها...
فشكرا لهذا الشّاعر القدير...
المبدعة القديرة دعد
وجهة نظر نقدية عالية ركزت على موضوع القصيدة الوطني بالأدلة والشواهد المعبرة
لغتك النقدية عالية تجعلنا نعيد قراءة النص المرة تلو الأخرى فالنص الجميل هو الذي تتعدد فيه القراءات ووجهات النظر ..
لكني لست مع" إحجامك إراديا عن تفكيك القصيدة في بناها اللغوية وعروضها وأسلوبها .."
فالقصيدةهنا وحدة موضوعية وعضوية ونفسية متكاملة تتشابك في الخيوط والخطوط
ويبقى لك رأيك الذي لا يفسد للود قضية ..
شكرا على مرورك المفيد والممتع الذي استفدت منه كثيرا ولا أنسى لغتك الساحرة التي تصل إلى مستوى الشعر هنا
كوني معنا
وبالانتظار