انتقدت د.حياة شرارة دكتورة الأدب الروسي ترجمة قصة المعطف للأديب الروسي نيقولاي غوغول التي تُرجمت عن الروسية والإنجليزية والفرنسية في مقال بعنوان (ترجمة النثر الابداعي) "معطف غوغول" في مجلة الأديب المعاصر العدد 42 كانون الثاني 1990 .
[img]https://b.************/p_932y556g1.jpg[/img]
يمكننا القول , على وجه العموم , أن الترجمات تتفاوت من حيث مدى اقترابها من اسلوب الكاتب . بما فيها الترجمتان المنقولتان عن الروسية لابو بكر يوسف وجليل كمال الدين , رغم انها أدنى إلى النص الأصلي , من حيث صحة المعنى والعبارات والمفردات . ومع أن الأسلوب يتسم بجودته عموماً , غير أننا لاحظنا أحياناً ترجمة بعض العبارات والمفردات بصورة حرفية جامدة . زد على ذلك اننا لا نشعر بكل قوة الروح الغوغولية المنعشة التي ما أن تنتقل بنا إلى جو الدعابة والفكاهة حتى تترع نفوسنا بالمرارة والمأساة , وما أن يدغدغ سمعنا بالعبارات ذات الايقاع الداخلي الذي تخلقه أصوات حروفها او نطق نهاياتها او تكرار بعض مفرداتها حتى يعود بنا إلى الجمل ذات النبرة الخفية الهادئة , الشجية حيناً والظريفة طوراً , المفعمة بالتهديد او الرضوخ تارة , المرتطمة بأرض الواقع المر او المحلقة في دنيا الخيال احياناً . وكأن الكاتب يحملنا على ظهر أمواج خفيفة ملاطفة , ما ان تتلاشى عند أرض الشاطئ حتى تعود ثانية بزبدها الأبيض الضاحك , او بهديرها الهائج الرهيب الذي يصطدم بقوة على الضفة مبعثراً ما أمامه حتى يصل إلى غايته .
نحتاج اليوم إلى ترجمة جديدة لقصة المعطف عن النص الروسي بالروح الغوغولية
بقلم الدكتور تحسين رزاق عزيز