" فيضل الله من يشاء ويهدى من يشاء "
========================
بعض الناس ، وخاصة المتأثرين بالملحدين ، يستغلون هذه الآية فيتهكمون ويقولون بملء فيهم :
طالما أن الله هو الذى أضلنى فلماذا يؤاخذنى ؟
يا أخى..أنت ترى أمامك وبأم عينيك شمسا ساطعة تشرق لك كل يوم فتذهب لعملك فى طريقٍ مضاء وتسمتع بالنظر إلى الكون الجميل ، وتأكل من نبات الأرض ، وتشرب من النهر العذب الجارى ، وعندما يحل غروب الشمس تكون مرهقا تريد أن تستريح وتنام ..فيحيط بك ظلامٌ دامسٌ مريح لأعصابك ومخك فتستغرق فى نومٍ هادئ ! ثم تستيقظ وقد أشرقت الشمس . والخالق لهذه الأشياء ينتظرك لتشكره على هذه النعمة..لن يكلفك شيئا أن تقول " الحمد لله " . ولكنك بدلا من ذلك تفكر وتقول - بمحض إرادتك - : هذه هى الطبيعة ،، الشمس هكذا والمحيطات هكذا ، والأنهار هكذا ، والأشجار والجبال والرمال والفضاء..هكذا منذ الأزل..ولا شيئ اسمه الله ولا قيامة ولا بعث..إلخ وتصر على رأيك هذا . من أجبرك على هذا الرأى ؟..هل أنزل الله عليك قوة خفية تلوى لك يدك وتقول لك " قل هكذا " ؟ لا ، إنك بكامل حريتك . تنظر إلى الآيات الظاهرة أمامك وتقول إنها هى الطبيعة وليس هنالك شيئ اسمه الله . ويتكرر نظرك إلى الآيات فلا يتغير رأيك ، وتعاند وتصر على أنها هى الطبيعة ( الصماء ) !..فهل تريد الخالق أن يكافئك على موقفك هذا ؟ الطبيعى هو أن يزيدك ضلالا .
هناك تفسير يقول بأنّ المشيئة هنا لمن يريد الهداية من البشر
فيهديه الله بمشيئته واختياره هو
عصمنا الله وإياكم من خطل الآراء وزلل الأهواء
شكرا أيها العزيز
(( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4) ابراهيم
هذا من لطفه تعالى بخلقه : أنه يرسل إليهم رسلا منهم بلغاتهم ليفهموا عنهم ما يريدون وما أرسلوا به إليهم ، كما قال الإمام أحمد :
حدثنا وكيع ، عن عمر بن ذر قال : قال مجاهد : عن أبي ذر قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " لم يبعث الله ، عز وجل ، نبيا إلا بلغة قومه " .
وقوله : ( فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء ) أي : بعد البيان وإقامة الحجة عليهم يضل تعالى من يشاء عن وجه الهدى ، ويهدي من يشاء إلى الحق ، ( وهو العزيز ) الذي ما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن ، ( الحكيم ) في أفعاله ، فيضل من يستحق الإضلال ، ويهدي من هو أهل لذلك .
وقد كانت هذه سنة الله في خلقه : أنه ما بعث نبيا في أمة إلا أن يكون بلغتهم ، فاختص كل نبي بإبلاغ رسالته إلى أمته دون غيرهم ، واختص محمد بن عبد الله رسول الله بعموم الرسالة إلى سائر الناس ، كما ثبت في الصحيحين عن جابر قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر ، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ، وأعطيت الشفاعة ، وكان النبي يبعث إلى قومه ، وبعثت إلى الناس عامة " .
وله شواهد من وجوه كثيرة ، وقال تعالى : ( قل ياأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ) [ الأعراف : 158 ] . ))
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد الحفيظ القصاب
هي الحجة البالغة لله تعالى على خلقه
وجاء في التفسير
(( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4) ابراهيم
هذا من لطفه تعالى بخلقه : أنه يرسل إليهم رسلا منهم بلغاتهم ليفهموا عنهم ما يريدون وما أرسلوا به إليهم ، كما قال الإمام أحمد :
حدثنا وكيع ، عن عمر بن ذر قال : قال مجاهد : عن أبي ذر قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " لم يبعث الله ، عز وجل ، نبيا إلا بلغة قومه " .
وقوله : ( فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء ) أي : بعد البيان وإقامة الحجة عليهم يضل تعالى من يشاء عن وجه الهدى ، ويهدي من يشاء إلى الحق ، ( وهو العزيز ) الذي ما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن ، ( الحكيم ) في أفعاله ، فيضل من يستحق الإضلال ، ويهدي من هو أهل لذلك .
وقد كانت هذه سنة الله في خلقه : أنه ما بعث نبيا في أمة إلا أن يكون بلغتهم ، فاختص كل نبي بإبلاغ رسالته إلى أمته دون غيرهم ، واختص محمد بن عبد الله رسول الله بعموم الرسالة إلى سائر الناس ، كما ثبت في الصحيحين عن جابر قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر ، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ، وأعطيت الشفاعة ، وكان النبي يبعث إلى قومه ، وبعثت إلى الناس عامة " .
وله شواهد من وجوه كثيرة ، وقال تعالى : ( قل ياأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ) [ الأعراف : 158 ] . ))