تلبيةً لرغبة الدكتور أسعد النجار أثناء لقاءنا سنتعرف على القهوة ومنشأها وفائدتها وأجودها وسنبدأ بأسماء فناجينها
الفنجـان الأول ( الهـيف ) :
وهو الفنجان الذي يحتسيه المعزب أو المضيف قبل مايمد القهـوة لضيوفه..
قديما : كانت تسري هذه العادة عند العرب ليأمن ضيفهم من أن تكون القهوة مسمومة..
حديثا : جرت هذه العادة ليختبر المعزب جودة وصلاحية القهوة قبل تقديمها إلى الضيوف خوفا من أن تكون "صايدة" فيلحقه ( حق ) كبير يقدمه لضيوفه، وإلا فيلحق به العـار ويصبح مثارا للسخرية عند الآخرين..
القهوة الصـايدة:هي القهوة التي لحقها الأذى من طعم غريب أو جسم غريب أو كأن يعملها شخص على نجاسة.....الخ
وقد كان البدو الأولين يعرفون ويميزون القهوة الصايـدة، وقلـة من الأشخاص في وقتنا الحالي كذلك..
الفنجـان الثاني ( الضـيف ) :
وهو الفنجـان الأول الذي يقدم للضيف وهو واجب الضيافـة، وقد كان الضيف قديما في البادية مجـبرا على شربه إلا في حالـة العداوة أوأن يكون للضيف طلب صعب وقوي عند المضيف فكان لايشربه إلا بعد وعـد من المضيف أو المعزب بالتلبية..
وقد كان من عظائم الأمـور أن يأتي إنسان إلى بيتك ولايشرب فنجانك إلا بعد تلبية طلبه..
فأنت حتما مجـبر على التلبيـة وإلا لحق بك العـار عند النـاس..
الفنجـان الثالث ( الكـيف ) :
وهو الفنجـان الثاني الذي يقدم للضيف، وهو ليس مجـبر على شربه ولايضير المضيف إن لم يشربه الضيف..
إنما هو مجـرد تعديل كيف ومزاج الضيف، وهو أقل فناجين القهـوة قـوة في سلوم (عادات) العرب..
الفنجـان الرابـع ( السـيف ) :
وهو الفنجـان الثالث الذي يقدم للضيف، وهذا الفنجـان غالبـا ما يتركـه الضيف ولايحتسـيه لأنه أقـوى فنجـان قهـوة لدى عرب الباديـة..
إذا أنه يعـني أن من يحتسـيه فهـو مع المضيف في السـراء والضـراء، ومجـبر على الدفـاع عنه بحـد السـيف، وشريكه في الحـرب والسلم يعادي من يعاديه ويتحالف مع حلفـاؤه، حتى وإن كان من بين حلفائه من هم أعداء له في الأصل ( أعداء للضيف )..
فقد كان هذا الفنجـان عبارة عن عقد تحـالف عسكري ومدني وميثاق أمني مابين الضيف والمضيف، وقد كان هذا الوضـع يحمل النـاس أمورا شداد ويواجهون الموت والدمـار بسببه، فلذلك كانوا يتحاشـونه ويحترصون منه أشـد الحـرص، أما شرب أكثر من 3 فناجـيل فعادة يعملها أهل وذوي صاحب القهوة وأفراد قبيلته وأنسبائه وذوو الدم..
الفنجان الخامس يسمى فنجـــــــان ( الفارس )
حيث يكون هناك من يطلب شخص ما بدم أو ثأر أو ما شابه إن كان شيخ القبيلة أو كبير في السن أو امرأة يجمع شباب القبيلة وفرسانها ويصب القهوة في الفنجال ويرفعه عالياً على رؤوس الأشهاد وأمام الجميع ويقـول : هــذا فنجـان فـلان بن فـلان من يشربـه ؟
أي من يأخذ حقنا أو ثأرنا أو دمنا منه؟فيقوم أحد الفرسان ويقـول :أنا له .. ويأخذ الفنجـان ويشربـه ، ويذهب في طلب هذا الشخص ولا يعـود إلى قبيلته إلا بعد إحضـار البينة على أنه انتقم لصاحب الفنجـان من الشخص المطلوب وإلا فله أحد خيارين :
إما أن يجلى من قبيلته ولا يعـود لها أبداً لما لحقه من ذل وعار وَسَم بها جبينه ...
وإما أن يعود محملا بالخزي والعار ويصبح مدعاة لسخرية أفراد القبيلة صغيرها وكبيرها رجالا ونساء ولا يتزوج منها ولا يخرج للحرب مع فرسانها.
تُعتبَر القهوة رمزًا من رموز الكرم عند العرب، وقد حلت عند العرب محل لبن الابل، فباتوا يُفاخرون بشربها وصارت مظهرًا من مظاهر الرّجولة في نظرهم. ويعقدون لها المجالس الخاصّة التي تُسمّى بالشبّة أو القهوة أو الدّيوانيّة.
وللقهوة بروتوكولات خاصّة بها وأوانٍ خاصة عند العرب ، تُسمّى الدلّة (وجمعها دِلال) التي يجلبها بعض المُضيفين من بلدانٍ بعيدةٍ وبأسعارٍ باهظةٍ طمعًا في السّمعة الحسنة.
تقتضي العادات أنه كلما دخل ضيف جديد على المجلس تدور فناجين القهوة من جديد على جميع الجالسين، ولا يجوز أن يغادر أحدهم المجلس والفناجين تدور، بل عليه الانتظار حتى تستقر الفناجين مكانها، حيث تقدم القهوة العربية في كل المناسبات في الأفراح، وبدون مناسبة أيضا، ويعتبر الاعتذار عن شربها في بيت المضيف من قلة الواجب وعدم الاحترام لصاحب البيت، وللأهمية الكبيرة لفنجان القهوة في عاداتنا وتقاليدنا العربية نجد أنه عندما يأتي أحدهم إلى آخر بطلب معين، كأن يأتي معاتبا أو يخطب عروسا فإنه يضع فنجان القهوة أمامه ولا يشربه حتى يسأله المضيف عن حاجته ويلبيها، وأي بيت عربي أصيل عامة، أو بدوي خاصة، لا يخلو من دلة نحاسية مملوءة بالقهوة العربية الدافئة التي يضيفها للداخل والخارج من عنده، مع حبة التمر.
وتقدم القهوة العربية للضيف بعد السلام عليه، وإيجاد مكان مناسب لجلوسه، ثم يصب له فنجان القهوة ويقدم باليد اليمنى، ويتناوله الضيف باليمنى أيضا، ويهزه عندما ينتهي من شرب الفنجان إذا لم يكن يريد غيره، إشارة إلى الاكتفاء والشكر، ومن عادات شرب القهوة العربية أن المضيف يشرب فنجانا من القهوة التي يقدمها لضيوفه قبل أن يضيفها لهم، وهذه عادة قديمة من عادات البدو للدلالة على خلو القهوة من أي مكروه، “قول له اشرب قهوتك، طلبك مستجاب”·
انتقلت القهوة من اليمن إلى أنحاء الجزيرة العربية وفي القرن الخامس عشر وصلت القهوة إلى تركيا ومن هناك أخذت طريقها إلى فينيسيا في عام 1645.
ثم نقلت القهوة إلى إنجلترا في عام 1650 عن طريق تركي يدعا باسكا روسي الذي فتح أول محل قهوة في شارع لومبارد في مدينة لندن.
القهوة العربية تحولت إلى قهوة تركية ثم إلى قهوة إيطالية ثم إلى قهوة بريطانية.
وكان الطبيب الرّازي الذّي عاش في القرن العاشر للهجرة فكان أوّل مَن ذكر البن والبنشام في كتابه "الحاوي".
وكان المقصود بهاتين الكلمتين ثمرة البن والمشروب. وفي كتابه "القانون في الطّب" لإبن سينا الذّي عاش في القرن الحادي عشر، يذكر البن والبنشام في لائحة أدويةٍ تضم 760 دواء.
من المؤكّد أنّ البن كان ينبت بريًّا في الحَبشة واليمن.
وكان اليمنيّون أوّل من عمل على تحميص بذور البن وسحقها.
وسُجِّل في القرن الرّابع عشر في اليمن أوّل استعمالٍ غير طبّي للبُن. وبدأت زراعته على نطاقٍ واسعٍ منذ ذلك الوقت.
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
آخر تعديل شاكر السلمان يوم 03-14-2014 في 09:20 AM.