سيدة النبع الراقية الأديبة والشاعرة عواطف عبد اللطيف..ملكة الحزن العراقي المقدس
الرائعة البديعة سفّانة بنت ابن الشاطئ مديرة الحوار في قصة قصيدة .
الشعراء الكرام أعضاء اللجنة المرافقة في هذا الجزء :
- الشاعر عبد الناصر النادي
- الشاعر عمر مصلح
- الشاعر عبد الكريم سمعون
السادة أعضاء النبع الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحييكم جميعا وأبارك لكم الشهر الفضيل وأرجو مخلصا أن يكون رمضان خير ومحبة
على الأمة الإسلامية جمعاء وعليكم
شكرا لسيدة الحرف والحضور الرائعة سفانة على جميل تقديمها ..
مما لا شك فيه أنّ لكل قصيدة موقفا أو قصة أو حالة تدعو لها ..وأغلب قصائدي عادة لا تخصني شخصيا ، إذ أرى أن وجود الشاعر في مجتمع يمثل المرآة العاكسة لما يدور فيه ..وهذا ليس دليلا على أن الشاعر لا يملك نفسه ومشاعره الخاصة .. وقصة القصيدة المختارة .. حدثت معي بشكل مفاجئ
التقينا على غيرِ موعدٍ ، وتحادثنا طويلا بلغة الشعراء ..بحثت عنها قبل اللقاء، كانت أشبه ما تكون بالخيال أو بعروسةِ بحر أوحلمٍ لا يمكن تحقيقه ..ولكن التقيتُها وخلفنا تراكماتُ السنين ..كانت أجمل مما أتصور ، وكانت أبهى مما أتمنى .. حروفها تدخل في مسامعي بطعم الحلوى .. وتعيدني إلى شباب كنت قد تركته خلفي ..
امرأة بلون آخر وبشكل آخر وطعم آخر وفي لحظة من اللحظات قررت أن أنساها وإلى الأبد .فإن استطعت فذاك يعني أنها ستعتبر نزوة عابرة ..وإن لم أستطع فلكل حادث حديث..وابتعدت عنها وكلما أبتعد كانت تزداد اقترابا .. وتزدحم في ذاكرتي كلما انفردت بنفسي ، وتزدحم في عيني كلما أطبقت الجفون عن العالم ..وصرت كمن هرب منها إليها .. وكلما لم أستطع نسيانها كنت أقول لطيفها : (كأنّ الله لم يخلقْ سواك) عبارة كررتها وأنا بعيد عنها وفي طريق العودة كتبت هذه الأبيات لتكون هدية العودة إليها .. لأعلن عن مكنوناتي تجاهها وعن رغبتي في اللقاء بها رغم المسافات القصية بيننا .. وحين وضعت القصيدة بين يديها كانت مفاجئة لها .. لكنها فرحت بها كالطفل بهدية العيد ووافقت أن أنشرها في النبع
كَأَنَّ اللهَ لَم يَخْلقْ سِواكِ
حَبيبَةَ مُهْجَتي أَمَلي لُقاكِ
فَهَلْ لي فِيْهِ مِنْ أَمَلٍ مَلاكِيْ..؟
*
أَعِزُّ هَوَاكِ أكْثَرَ مِنْ حَياتي
وَهَلْ تَحْلو الحَياةُ بلِا هَواكِ..؟
*
أتُوقُ إلَيْكِ ..واللُّقْيا طُمُوحي
وإنْ يَكُ في مَراكِبِهِ هَلاكي
*
أُضَحّي في هَواكِ بِكُلِّ شَيْءٍ
أنا ، والشِّعْرُ ، والدّنيا ، فِداكِ
*
أنا مَيْتٌ .. وَصَدُّكِ أنْتِ مَوْتي
دَعِيْني اليَوْمَ (كَيْ أحيا) أراكِ
*
فإنَّكِ مُصْطَفايَ مِنَ الغَوانِيْ
بإصْرارٍ .. فَهَلْ أَنَا مُصْطَفاكِ ..؟
*
بِرُؤْيَتِكِ اعْتَرى قلبي هيامٌ
ألا هَلْ ما اعْتَراه قد اعْتراكِ
*
وَرُحْتُ أراكِ دُنْيا مِنْ خَيالِ
أتيهُ بِها كَنَجْمٍ في فَضَاكِ
*
فَلا أدري انْتَضَيْتِ السِّحْرَ سَيْفا
أمَ انَّ السِّحْرَ كالسَّيْفِ انْتَضاكِ
*
يُسافرُ بَيْنَ عَيْنَيْكِ اشْتِهائي
كَأنّيَ قُلْتُ : هاتِ ، تقولُ : هاكِ
*
فَمَنْ حُسْنِ إلَى سِحْرٍ رَحِيْلي
إلَى أَلَقٍ وَأعْطارٍ زَواكِي
*
وَحُسْنٌ قَدْ يُزَاحِمُ أَلْفَ حُسْنٍ
وَسِحْرٌ مَعْ سِوَاهُ في اشْتِباكِ
*
جَبِيْنُكِ كَالبُرُوْقِ لَهُ بَرِيْقٌ
وَطَرْفُكِ بَيْنَ مُبْتَسِمٍ وَبَاكِ
*
أَقاما بِالمَفاتِنِ زَهْوَ عُرْسٍ
وَبِالخَجَلِ المُقَدَّسِ وَجْنَتاكِ
*
وَلِلشَّفَتَيْنِ زَقْزَقَةٌ وَشَدْوٌ
كَأَجْنِحَةِ الفرَاشَةِ في ارْتِباكِ
*
وَجِيْدُكِ ثَلْجُ لَيْلٍ في هُطُوْلٍ
وَصَدْرُكِ مَوْجُ نُوْرٍ في حِراكِ
وَقَدُّكِ مِثْلُ رَيْحانٍ تَثَنَّى
بِما يُلْقي الطُّيُورَ عَلَيْهِ شاكِ
*
أَرَاكِ أَرَقَّ مِنْ أَرْقَى نَسيمٍٍ
وَلَنْ تَرَياكِ مِثْلِي مُقْلَتاكِ
*
فسُبْحان الذي سَوّاكِ حَتّى
كَأَنْ صَنَعَتْك مِنْ أَلَقٍ يَداكِ
*
حَوَالَيْكِ القُلُوْبُ تَذُوْبُ عِشْقاً
وَيَسْعَى المُعْجَبُوْنَ إلَى رِضَاكِ
*
هَنِيْئًا لِلّذي أَمْسَى حَبِيْباً
فَتَى الفِتْيانِ مَن أَمْسَى فَتاكِ
*
سَتَغْدُوْ كُلُّ مُقْفِرَةٍ رَبِيْعاً
إذا ما مَرَّ في دَمِها شِتاكِ
*
فلو قِيْلَ : اخْتَرِ (امْنيَةً) سَتُعْطَى
لَمَا كانَ الخَيارُ إذنْ عَدَاكِ
*
أُحِبُّكِ فَوْقَ حُبِّ الذّاتِ حَتّى
كَأَنَّ اللهَ لَمْ يَخْلقْ سِواكِ
*
عَشِقْتُكِ عِشْقَ محْرُوْمٍ فَلاقَى
فَهَلْ عَشِقاكِ مِثْلي..؟ وَالِداكِ
*