للشاعر الكبير اسحق قومي
ترجمة: محمود عباس مسعود
----
The Return of the Traveler
By Ishaq Qumi
Translated by Mahmoud Ab
bas Masoud
Often the dream lingers on at night!
And we refuse to admit the borders of darkness.
The seas weave dewdrops,
While the color of hunger and privation
Tinge the lips
As streamlets long for a return.
On the lips of the poor
You were a thwarted tryst
And you will be their tears as well.
O how my dawn drags long
As you fashion it
With your hands!
My hopes and my paths
Rejoice and break into singing
As they return into the heart
And flowers enclose the garden.
Like little birds
We are in the hands of the glory
That refuses to be consumed by flames.
How would life fare when death arrives?!
You are the one who suffered departure
In your hand, the sword turns into flowers
You are the one who travelled backwards
Carrying a wound with salt.
You are the one who celebrated the frost
With songs, and waited long
For the offerings of jasmine,
For seas that are a tumultuous night
Dwelling amidst the crowds.
O how I wish I had dashed into the open spaces
As streaks of lightning!
How I would love to overcome my own frustration!
In my blood you live as a migrating bird
Tearing my bodily cells down then building them anew
You and Dawn are anxious anticipation.
In the songs of death
You were a phrase, an abiding trust
Some vintage libation
Awakening in the wake of inebriation
Loving long silences
Singing to sharp axes
To hands longing for you.
You came carrying bread
And we relished ambrosia
In the presence of the Sun.
The sunset wandered away into the east
The sea baptized the masts in your eyes
And constructed therein the edifice
Of my sore disappointment.
O song of the wound
Awaken me
For you are salt-intoxicated
And fully alert.
It is the taste of home-coming!
In separation we become
Witnesses and surviving vestiges
Feeding on hunger, such are the laws of blood
O how love is killed
At the painful moment of parting!
-------
المسافر رجوعاً
للشاعر الكبير اسحق قومي
ترجمة: محمود عباس مسعود
كمْ يطولُ الحلمُ في الليل ونحنُ نرفضُ حدَّ الظلامْ ؟!
البحارُ تنسج قطر الندى
ويظلُّ في الشّفاه
لون حُرمانٍ وجوع،
يكبرُ النبعُ وتشتاق السواقي للرجوعْ…
حين كُنتِ في شفاه الفقراءِ
قهر لُقيا وتظلين الدموع
كم يطول في يديك صنع فجري ؟!
والأماني.
والدروب…
حينما ترجعْ للقلب تغني…
والزهور تُصبحُ سور الحديقةْ.
يرفضُ المجدُ
ونحنُ في يديهِ كالعصافير احتراقْ،
كم يكونُ العمر حين الموتُ يأتي ؟!
أنتَ من عانى الرحيل
في يديك يُصبحُ السيف زهوراً
أنت أعلنت الطريق
أنت سافرت رجوعاً.
حاملاً جُرحاً…
وملحاً.أنت أنشدت الصقيعْ
وتساءلتَ طويلاً عن هدايا الياسمين.
عن بحارٍ هي ليلٌ .تسكنُ بين الجموعْ.
آهِ لو شردتَ برقاً
آهِ لو أنهيتَ قهري
في دمائي تسكنُ طيراً مهاجرْ
تبتني هدمَّ الخلايا
أنتَ والفجرُ انتظارْ.
في أغاني الموت كُنتَ
جملةً، عهداً …وخمراً.
في بقايا السكر تصحو…
تعشقُ الصمت الطويلْ
وتُغني للفؤوس الماضيات
للأيادي حين تشتاق إليكْ
جئتنا تحملُ خُبزاً …
وأكلنا في حضور الشمس مَنَّاً
تاهَ في الشرق الغروبْ …
عمدَّ البحرُ بعينيكَ السواري
وابتنى إيوان قهري …
يا نشيد الجُرح أيقظني فأنتَ
تسكرُ بالملحِ تصحو، إنهُ طعمُ المجيءْ…
نحنُ في البعد نصيرُ…
شاهداتٍ وبقايا.
نأكلُ الجوع قوانين دماء.
واغتيال الحبِّ أوقات الوداع
أيها القطر الذي يمضي حثيثاً للوراء.
ما بها كأسي أحالت ليلتي صحواً وعقرا.!
وانتظرتُ …مثل طفلٍ يرقب ذاك الرجوع.
ووعود الأب كانت .صحوةً سهماً جبالا.
ثمَّ كانت تلك(بنلوب) تُغني
في القوافي قد رسمتُ المستحيلْ
أنتَ أحرقت دروبي …
واكتسيتُ من دمائي
جاءني البحر يُغني
كنت غيماً هاطلاً خوفاً ..رياء.
ووقفتُُ بين أيديك وقهري .
كلَّ عُمري أرقب منك الوعود…
إلاَّ إنَّ الحارس كان جميلاً قذراً يلوي الجموع
بعصاهُ …بيديهِ لطخ صدراً لأُمي.
وصرختُ .حين كُنتَ تكتبُ عهداً لموتي،
ما اكترثتَ للعويل.
الدموع حين كانت تكتب عهد المخاض.
تسقط نصف الغيومِ
نصفها زيفٌ ووئدُ ولنتابع ليلة الموت الولادة.
مَنْ يجوع والبحار في الصحارى ؟!
مَنْ يُعاني قهر أُمي ؟!
مَنْ يسيرُ والدروب قصرت عمر الرحيل ؟!
هذا أنت ترجعُ نصفي المزيفْ
أملك فيك تشفي الآخرين…
أسدل وجهي كتاباً لوّن العشاق فيهِ
بعضُ أشكالٍ لقهرٍ كان منك.
أملك فيك البحار ثمَّ أغفو.
لوجودٍ أنت لست أنت. أنت. أنت لستَ.
نحنُ .نحنُ .نحنُ لسنا!!
هذا أنت فرق الضحك لحزنٍ في الوجوه
وزعِّ القهر تساوٍ زينِّ الصدر بطاقات الورود
ورياحين البراري.
قادر للخلق معنىً … قادراً ألاَّ أكون.
أنت من أورثت فينا بذرة الفجر المجيءْ
صوت طفلٍ يصرخُ أين الربيع؟!
ثمَّ يأتي من بعيدٍ
لا تجيءْ
قبل أن يصحو الجميع
قبل أن يصحو الجميع.
***
الحسكة.سوريا.23/12/1986م.
.**
فاجأتني أيّها الصديق الصدوق ،إنّ ألقاباً كالشاعر والمفكر والمترجم أرى أنها غير كافية.
حقاً سأرفع قبعتي إكراماً لفيض جودك وكرمك وتقديرك .
ولا أشك في أنك منذ هديتك الأولى لي حين كتبت عن صورتي بأنك كبير
لك ستبقى المودة الخالصة يا أخا الحرف والفكر وأتمنى أن أفيك حقك أيها الكبير
أخوك اسحق قومي
مع المودة الخالصة
ألمانيا
2/5