آخر 10 مشاركات
: يوم الجمعة .. (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          حين تظلم السماء (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          نسائم الإيحاء (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          صباحيات / مسائيـات من القلب (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          تقويـم (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          ارقب عصفورا (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          حبة القطائف (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          كان من الأصحاب (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > السرد > القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية

الملاحظات

الإهداءات
منوبية كامل الغضباني من قسم اللإشراف : مرحبا بدفقكم وبكتاباتكم المنسابة كنهر رقراق****************فقط رحاء انزالها تباعا حتّى يتسنّى لنا التّفاعل معها ************ولكم ك المحبّة يا أهل نبعنا الجميل

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 05-25-2012, 05:26 PM   رقم المشاركة : 1
أديب
 
الصورة الرمزية رشيد الميموني






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :رشيد الميموني غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 لقاء
0 صخرة هنية
0 من شرفتي

افتراضي ولات حين مناص


و لات حين منـــــــــــــــاص


حين رن الهاتف بالمكتب المجاور لديوان الرئيس ، لم تكن لمياء تدري أن شيئا يمكن أن ينغص صفو ذلك اليوم المشمس من أيام يوليوز الزاهية . كل شيء بدا على أحسن ما يرام ، وانتهى أو كاد كما كانت تأمل دائما . الوفد الذي زار المسؤول الكبير منذ لحظات ، خرج بانطباع جيد عن سير العمل و بدت على محيا أعضائه إمارات الرضا . و للتو ، جاء خبر الترقية مع ما صاحبها من مكافآت ، ثم نبأ الفوز بصحبة رئيسها ، دون غيرها من الموظفات ، في رحلة عمل إلى أوربا ، قبل أن يعود ليتفرغ إلى الحملة الانتخابية التي بدت بشائر الفوز بها في الأفق . و أخيرا خبر قبول زوجها بتطليقها دون شروط ، طبعا بعد تدخل المسؤول الكبير شخصيا في القضية .. إذن كل شيء بدا كما تمنت منذ أغلقت أبواب الماضي و أعرضت عن كل ما يمت إليه بصلة . هجرت الأهل و الأحباب والخلان لتبدأ حياة جديدة ، وتكون نفسها بنفسها بعيدا عن القيل والقال ومراقبة كل من هب ودب من الأهل و الجيران و المعارف . حقا ، كان دون ذلك الكثير من التضحيات والآلام ، لكن الإصرار توج بما كانت تحلم به ، و صارت قاب قوسين أو أدنى من بلوغ الحلم الأكبر الذي ترعرع شيئا فشيئا منذ أن اختارها المسؤول الكبير سكرتيرته الخاصة وحباها برعايته حتى استطاعت التخلص من الزوج الذي كان "سلبيا و خال من كل طموح ."
امتدت يدها لترفع السماعة و شفتاها لا زالتا تترنمان بالأغنية التي لازمتها منذ الصباح لدى خروجها من مكتب الرئيس:
أغدا ألقاك يا خوف فؤادي من غدي ///////يا لشوقي واحتراقي في انتظار الموعد .
- آلو .. آنسة لمياء ؟.. هنا المستشفى المدني .. حسنا لا تقطعي الخط ..
المستشفى المدني ؟ .. و ما علاقتها به ؟
- آلو .. لمياء... بنتي ؟...
اضطربت يدها حتى أفلتت السماعة منها . الصوت مألوف لديها أو هكذا خيل إليها . تركت السماعة معلقة تتأرجح في الهواء و همت في لحظة بإقفال الخط ، لكن النداء تكرر متضرعا . عرفت صوت أبيها . ماذا يريد ؟ و لماذا هذه المكالمة وقد انقطع ما بينهما منذ سنوات .. خمس سنوات ! منذ رحيل الأم . كانت صدمة . كانت فاجعة . بكتها بحرقة ، وبكت معاناتها الصامتة . غلف الحزن قلبها طويلا ، لكنه حزن تشبع شيئا فشيئا بالحقد على من كان السبب . و أبوها ، كما حدثها البعض، كان السبب . لم يكن يكاد يخلو يوم دون شجار رغم فترات قصيرة من الود . ربما كان يريد الظهور أمام الملأ بمظهر الغيور على حياته الزوجية و محاولة صيانتها و تضييق هوة الخلاف . لكن هيهات .. فدموع الأم لم تنقطع يوما إلا يوم رحيلها. تذكرت لحظة لقائها به في العزاء ، ثم في المقبرة . حاول التقرب إليها ، لكنها تجنبته . بدا لها رغم ذبوله ورغم الدموع التي كانت تملأ عينيه الكسيرتين ، كوحش ازدرد أمها ويهم الآن بابتلاعها . كان ذلك اليوم آخر عهد لها به . حاول الاتصال بها ، وبعث إليها من يترجاها ويستعطفها كي تسمع فقط ما يقول . لكنها ردت الجميع ردا غير كريم . هجرت المدينة لتبدأ حياة جديدة . ابتعدت مئات الكيلومترات لتقطع كل صلة لها بالماضي . تذكرته يوم خطبتها ثم يوم زفافها ، و قاومت دموعها وهي تصد عن قلبها كل شعور بالغربة والوحدة ولم تعد تذكره إلا بقاتل أمها .
- ماذا يريد الآن ؟
أخذت السماعة و أنصتت . يبدو أنه أحس بأنفاسها اللاهثة عبر الهاتف .
- بنتي.. لمياء... أريد ... أن... أراك .. قبل أن... أرجوك... للمرة الأخيرة...
ثم صوت آخر :
- آنسة لمياء ؟ ... الرجل متعب .. يمكنك الحضور الآن إلى المستشفى .. بقسم العناية المركزة .
" المستشفى؟.. ليكن .. ولتمت .. ولتشبع موتا..هذا مصير الظالمين.. ألم تنس دموع المرحومة و آلامها ؟".. أقفلت الخط وجلست تفكر. انتفى كل شعور بالبهجة و انقلب الجو كئيبا . ما العمل الآن ؟ .. سيان موته أو حياته . لا يهمها شيء . لتخرج قليلا ولتنس ما حدث منذ قليل ، ثم لتعد العدة للسفر.
ينتصف الليل ولم تستطع لمياء النوم رغم إرهاق يوم كامل من العمل المضني . و في لحظة شرود تمتد يدها إلى الهاتف المحمول وتطلب رقم المستشفى المدني :
- آلو؟.. نعم المستشفى .. من ؟ ... آسف . لقد دخل في غيبوبة ... طبعا ممكن.. مرحبا .
تنهض و تنزع عنها منامتها ، وترتدي ملابسها على عجل . تحس بالدنيا تميد بها ولا تدري ما تفعل . تخرج مسرعة. المستشفى يسبح في الأنوار الساطعة المبددة لظلام الليل الموحش . تحس بالارتياح لخلو المكان من الخلق ، لكن السلالم و الردهات تعج بالزوار . في هذا الوقت ؟.. تسأل عن رقم الحجرة . رقم 5.. كم تتشاءم منه !.. يوم وفاة أمها.. 5 يونيو 5..19 . يوم الخميس . في الخامسة صباحا .
تقف عند أعلى السلالم ثم تتوقف عن السير. الحشود تملأ الردهة . أما باب الحجرة فلا يبدو منه سوى رقم 5 يطل عليها ناظرا إليها في شماتة و احتقار. من أين أتوا ؟ ولماذا ؟ .. في العيون حزن و على الوجوه مسحة حزن وفي الإشارات يأس .
- لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. إنا لله و إنا إليه راجعون ..
تشق الممرضة المعلنة للخبر طريقها بصعوبة عبر الحشد المتلهف لسماع مزيد من الأنباء . عينها دامعة هي الأخرى.." طبعا .. فهي مذ رحلت المرحومة ، بل قبل الرحيل بكثير، وهي تلازمه كظله بذريعة حقنه كل يوم بعد الحادث الذي تعرض له في الثكنة . ربما تكون هي وراء كل المصائب.. الحية الرقطاء.. كانت تتظاهر بالوساطة لإصلاح ذات البين.. لكن هيهات .. لن يخدعني مظهرك الزائف ."
تشير إليها الممرضة بعدما لمحتها وحيدة في أقصى الردهة ، و قادتها رغم ممانعتها الخفيفة إلى إحدى الحجرات ..
- رحمه الله... كان رجلا ولا كل الرجال !
" طبعا. و أنت امرأة ولا كل النساء !"
- انظري إلى هذا الجمع .. كل يريد تقبيله .
- كلهم ؟
- نعم ... عمر حافل ..
تلوذ من جديد بالصمت .
- هل ترغبين في رؤيته ؟
لا تقوى على الإجابة . في حلقها غصة .
- لا تبكي .. لن ينفع البكاء .. كان عليك تجنب هذا لو...
- أنا لم أفعل شيئا ألام عليه .. هو...
- هو ماذا ؟.. ماذا جناه حتى تعامليه هكذا ؟
- تدافعين عنه و كأنك لا تعلمين ما فعله بأمي !
- ماذا فعل ؟ .. أنا أدرى بكل شيء منك .
نظرت إلى الممرضة بحنق ثم قالت وهي تنتفض غيظا :
- لقد قتل أمي .. قتلها بعناده وقسوته !
- أهذا ما حدثوك عنه ؟.. و.. أنت ، طبعا ، صدقت كل ما قيل لك دون تحري الحقيقة !
- أية حقيقة ؟ كل شيء بين واضح !
تأملتها الممرضة هنيهة قبل أن تقول وهي تهز رأسها :
- على العكس.. أرى أنك تجهلين كل شيء .. ولو أنك صبرت قليلا ، و أصغيت إلى إلحاحي عليك بعدم اتباع أقوال المغرضين من جيرانكم لكنت الآن في أحسن حال و لكنك اختفيت لتزيدي من آلامه !.. زواج في السر.. طلاق بالإكراه .. ودور رئيسك فيه.. ألا تعلمين أن سيرتك على كل الأفواه رغم رحيلك ؟ .. لقد أوقعوا بينك بين أبيك ثم راحوا يشمتون بك ..
سكتت المرأة وهي تمسح دمعة . و بعد صمت قصير استطردت قائلة :
- المسكين .. كم عانى .. أنا لا أنكر آلام المرحومة أمك ..
- أرأيت ؟.. لقد قلت لك...
- مهلا .. لا تفهميني خطأ ..لقد عانت أمك لسبب آخر غير ما قيل لك عن قسوته .
- وما هو هذا السبب الذي يجعلها تموت وهي في عز الشباب ؟
- على رسلك .. لقد كنت دائما نزقة و متسرعة .. و الآن ترين عاقبة ذلك .. ألا فاعلمي أن موتها كان قضاء وقدرا.. لا تنسي مشاكلها مع القلب !
- أعلم .. وزاد هو من تلك المشاكل .
- ألم أقل لك إنك تتسرعين في أحكامك ؟ .. إنك تظلمينه بهذا ، و أمك نفسها لا يرضيها ذلك .. لقد ساءت علاقتهما بعد الحادث في الثكنة .
- ؟ ؟ ؟
- أمك طلبت الطلاق مباشرة بعد العملية .
- ؟ ؟ ؟
- لم تعد ترى فيه كفؤا لها .
- ولم ؟
نظرت إليها الممرضة طويلا ثم أطرقت قائلة في شبه همس :
- لم يعد زوجا بالمعنى ... أنت تفهمين .. لقد قضى الانفجار على رجولته .
ساد الصمت من جديد . صورة الوجه العابس يتحول في مخيلتها إلى عينين ذابلتين و جفون مغرقة في الأسى .
- و لماذا لم يطلقها ما دامت هذه رغبتها ؟
سالـت دون أن تنتظر جوابا . تحس بوخز يتغلغل في قلبها ، بل في حنايا جسمها الجامد .
- كان المسكين يحبها حتى الجنون .. أرأيت..
- كفى !
هبت واقفة وهي ترتعش . تحس بأنفاسها تضيق و بغصة تجثم على حلقها . تهرول نحو الحجرة رقم 5 ، فتصلها بعناء . يفسح لها المجال بإشارة من الممرضة و تدخل حيث الجسد المسجى . ترفع الغطاء الأبيض و تمرغ وجهها على الخدين الغائرين . تريد أن تنتحب فلا تقوى على ذلك ، و تريد أن تتكلم فيعجز لسانها و تضيق أنفاسها أكثر ، فتعود أدراجها و تنزل السلالم مترنحة ثم تغوص في الظلام بينما تعلو التراتيل من ورائها . تطل الرؤوس من شرفات البناية ، و تشير الأصابع نحو الشبح وهو يهرول نحو الجسر الجاثم فوق النهر الهادر .






  رد مع اقتباس
قديم 05-18-2014, 01:26 PM   رقم المشاركة : 2
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ولات حين مناص

كانت غير بارة وتلقت جزاء ما كانت عليه
متناسية إن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة وإن للمشاكل سبب كل واحد يفسره كما يحلو له
قصة مؤلمة
أرفعها للمقدمة
مع تحياتي وتقديري













التوقيع

  رد مع اقتباس
قديم 05-18-2014, 01:40 PM   رقم المشاركة : 3
أديب
 
الصورة الرمزية رشيد الميموني






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :رشيد الميموني غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 لقاء
0 صخرة هنية
0 من شرفتي

افتراضي رد: ولات حين مناص

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عواطف عبداللطيف نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
   كانت غير بارة وتلقت جزاء ما كانت عليه
متناسية إن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة وإن للمشاكل سبب كل واحد يفسره كما يحلو له
قصة مؤلمة
أرفعها للمقدمة
مع تحياتي وتقديري

الأستاذة الكريمة عواطف .. كنت سخية معي ومع قصتي التي نالت شرف تجاوبك معها ..
ألف شكر ولك ودي وورودي .






  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:26 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::