بين خطواتٍ عتيقةٍ وذاك الباب العاتي تتزاحمُ انشودةُ الهال .. سَتَسْمَعُها ياصاح حين يَتَجَمْهَرُ طيّها عبقٌ متوارثٌ من عشقٍ روحيٍّ أنبتهُ الفجرُ يومَ ولادةِ طاغور على ركامِ الحقيقة التي داسَتْها غزالاتُه، وبين ثنايا ذلك العشق وعلى مشارف مدينتي انتصبتْ يافطةٌ بيضاء تخلو من أيِّ سوارٍ سوى البياض، يستظل خلفها نهرُ باداما الذي منحَ العاشقَ ديوان ( سونار تاري). لا أعلم ما الذي أتى بنهر باداما هنا وانا بقاربي في دجلة أتودد نوارس الشاطيء، علّها تُوصِلُنِي مُبْتَغاي لِمَئْذِنَةٍ تَسْبِقُ في جذورها حكايات العشقِ لِحَسْناوات الشام او بَتلاتِ الوردِ في الإسكندرية، فتثور مرّة اخرى في خاطري رحلتُهُ الطويلة بحراً ليترجم آخر دواوينه "جيتنجالي" إلى الإنجليزية لقتل الوقت ليس إلا. بين ضفافِ دجلةَ وذلك الباب مسافةٌ لاتُقْطَع إلّا عِبْرَ حدائقٍ رسمناها سَوِيّاً في عهْدِ الصبا، شكرتُ الأشواك بابتسامة حيْرى على شفتي لأنها علمتني الكثير، وقالت بأنك لن تستطيع أن تقلع عبيرَ زهرةٍ حتى ولَوْ سحَقْتَها بقدميك. كذلك لو أغلقت كل أبواب الأخطاء فإن الحقيقة ستظل خارجا، وبخطوي المتأني المتغني بترنيمة إبْتَدَعْتُها حين لاحَ لي عيسى في سُورِهِ المعَلّم وبَدَتْ لي جَنْبُهُ مَئْذِنَةُ ( الملوية ) في شموخها لأتَذَكّر الحكمةَ التي قفزتْ من ذهني ( بِقَدَر دُنُوُّكَ من العظمةِ بقدر ماتَدْنُو من التواضع ). هنا ترْتَسِمُ امامي لوحةُ الشموخ لأقرأ مقصوصةً اضاءتْ جيبي قرب المغرب، فيها ابياتٌ من قصيدةٍ أطفأها ماءُ دجلةَ حين سقَطْتُ وثوبي فيه عند النزول من القارب،
(القصيدة) بساحة حسّان .. ..... عذراً يبدو أنّ الماءَ قدْ مَحى ابياتَ القصيدة... لكن الصومعةَ ماثلةٌ أمامي ولنْ يَبْلُغَها الماء. توَجَعَتْ كلماتي أمامَ ( بابِ الرواح ) وهناكَ ومِنْ فَقْرِها أيضاً تسمّرتْ امام ابتسامةِ طنجة وتطوان. وتمرّغَتْ حروفي بشهدِ شفشاون والعرائش وتغنّتْ في جمال أصيلة وأجادير وسلا. فأغْمَضْتُ عينيّ مسحوراً في الجديدة والعيون. قبل اجتياز الملوية وطرقاتها الطفولية لابدّ من استراحةٍ تشتهيها النفسُ في مُعْتمدية الناظور بولاية زغوان ومشوار في مدينة النفيضة وساعات لاتُنسى في مدينة صواف كما السَمَرُ عند نسائمِ دِجْلتنا على شواطيء القلعة ليلاً. ولا أكتمكَ سراً ياصاح بأن الريحَ قد أخذتَني بِبِساطها، لتلقي بي هُناكَ في حَديقةِ العُمرِالتي تُرْبِكُنِي، فافْترَشْتُ بِساطِيَ الذاوِي، وبناظريّ أتصفَّحُ جَنَباتِها المُورِقَةِ بالحزن، أُدْمِعُ بعضاً من ألمي في سواقيها الصاديةِ، أتغزّلُ بِزَهْوِ فراشاتها بين الوريقات التي يُلوّحُ الإصفرارُ لها بِعَصاهْ، يتلاعبُ بي رفيفُ أجْنِحَتِها الذي يَهُزُّني وَمُتَوَكَّئِي، ومِنْ بعيدٍ يَهَبُني عُصفوري المغرِّدُ في السهلِ المُمْتَنِع لحْناً من تراتيلِ الماضي. قبل أن أهديها له شمَمْتُ وردةً جوريةً فَوَخَزَتْنِي بِشَوْكِها، قِفْ عِنْدَ حُدُودِكَ قالتْ، واهْدِ عُمْرَك وَتَراً وَغَنِّ إنْ شِئتَ، أو اْرْقصْ كالطيرِ المذبوحِ، ولاتَقْرَبْني. رَجَعْتُ مُنْتَعِلاً قَدَمَيّ المُتْعَبَتَيْنْ، وعرْجُوني يَتَفَقَّدُ ما ضاعَ تَحْتَه مِنْ عجافٍ، لمْلَمْتُ بِساطِيْ على عَجَلٍ كيْ لا يُدْرِكُهُ الشَفَقُ، ويَرْمُقُهُ المَغيبُ بِدُجاهْ
رحلة روحية في تأريخ وبين معالم وأعلام، ألبسها الأستاذ السلمان ثوب الخاطرة، فتمايلت غنجاً مثل كاعب استغنت عن الحلي والتزويق.
نص مفتوح على الصورة الشعرية، والخاطرة، والتأريخ بتدوين أدبي سلس.
لقد أخذتني برحلتك هذه ياسيدي، فاستذكرت علي ابن الجهم حين قال عيون المها بين الرصافة والجسر، وانتبهت إلى شلال الدم النازف فتأكدت أنهم حولوها إلى ماقاله الحداد عيون المها بين الرصافة والجزر.
ولا من مغيث أو متطوع غير من هم برتبتك جمالاً، فأنشدوا فأجادوا.
منذ زمن لم أقرأ أدب الرحلات بهذا الجمال، وهذه العفوية والسلاسة بالربط بين ماهو قائم وبين العاطفة.
لله درك سيدي.
ضفافِ دجلةَ وذلك الباب مسافةٌ لاتُقْطَع إلّا عِبْرَ حدائقٍ رسمناها سَوِيّاً في عهْدِ الصبا، شكرتُ الأشواك بابتسامة حيْرى على شفتي لأنها علمتني الكثير، وقالت بأنك لن تستطيع أن تقلع عبيرَ زهرةٍ حتى ولَوْ سحَقْتَها بقدميك.
.....
من دجلة للمعتمدية، للإسكندرية
لغزالات طاغور..
لحدائق الذكرى التي أثمرت وأينعت بماء هذا القلب الكبير...
كيف فعلتها وأخذتنا بصوتك الأخضر من تلابيبنا في رحلة عبر المكان والزمان والذكرى بكل أناقة الكلمة والتصوير والشعور...
لكنه أبدآ ليس غريبا عليك ياصاحب الكلمة الروح
و القلب الوفي..
صباحك رحمة وصباحي إبداعك الذي أومض كالنجوم الوضاءة وأعلى وأعلى..
سلام لك وعليك وسلام لحرفك
رحلة روحية في تأريخ وبين معالم وأعلام، ألبسها الأستاذ السلمان ثوب الخاطرة، فتمايلت غنجاً مثل كاعب استغنت عن الحلي والتزويق.
نص مفتوح على الصورة الشعرية، والخاطرة، والتأريخ بتدوين أدبي سلس.
لقد أخذتني برحلتك هذه ياسيدي، فاستذكرت علي ابن الجهم حين قال عيون المها بين الرصافة والجسر، وانتبهت إلى شلال الدم النازف فتأكدت أنهم حولوها إلى ماقاله الحداد عيون المها بين الرصافة والجزر.
ولا من مغيث أو متطوع غير من هم برتبتك جمالاً، فأنشدوا فأجادوا.
منذ زمن لم أقرأ أدب الرحلات بهذا الجمال، وهذه العفوية والسلاسة بالربط بين ماهو قائم وبين العاطفة.
لله درك سيدي.
ضفافِ دجلةَ وذلك الباب مسافةٌ لاتُقْطَع إلّا عِبْرَ حدائقٍ رسمناها سَوِيّاً في عهْدِ الصبا، شكرتُ الأشواك بابتسامة حيْرى على شفتي لأنها علمتني الكثير، وقالت بأنك لن تستطيع أن تقلع عبيرَ زهرةٍ حتى ولَوْ سحَقْتَها بقدميك.
.....
من دجلة للمعتمدية، للإسكندرية
لغزالات طاغور..
لحدائق الذكرى التي أثمرت وأينعت بماء هذا القلب الكبير...
كيف فعلتها وأخذتنا بصوتك الأخضر من تلابيبنا في رحلة عبر المكان والزمان والذكرى بكل أناقة الكلمة والتصوير والشعور...
لكنه أبدآ ليس غريبا عليك ياصاحب الكلمة الروح
و القلب الوفي..
صباحك رحمة وصباحي إبداعك الذي أومض كالنجوم الوضاءة وأعلى وأعلى..
سلام لك وعليك وسلام لحرفك
مراحب يا منية الخير
أيامها كانت عصيبة عندما جئت مصر من المغرب في أول يوم لثورة يناير وغادرتها بعد ساعات مكرهاً
فكانت هذه الخاطرة ممزوجة بواقع وخيالات حين تذكرت طاغور من خلال قراءتي لتاريخه وأدبه
الله يا أديبنا الجميل الرائع لهذه التحفة الفنية تنقلنا من مكان لمكان من مدينة لقرية لنهر من روح لجسد إلى عقل وذكرى رحيل بين الذات والذات وولوج في أعماق الذكريات لتصل إلى ما مضى من عمر نص مهيب تأريخ لقد ذهبت معك وتركتني هناك فمتى تعيدني أثبت النص
مواقف تملأ الحاضر بماضيها المتجذّر في ذاكرة الخُلد
مواقف طالما أعادتنا إلينا في خضمّ الغياب والتلاشي
نصّ مفعم بالهطول.. يحفّز ربيع القلب على اخضراره
وليس لي إلاّ الانحناء والترنّم
سلامي إليكم ما تنفّس صبح