صدور أول رواية جزائرية وعربية منشورة على "فايس بوك" في نسخة مطبوعة
ستصدر بمناسبة الصالون الدولي للكتاب رواية الكاتب والإعلامي رابح فيلالي "رصاصة واحدة تكفي"، وهي أول رواية عربية تُنشر مسلسلة على صفحات موقع التواصل الاجتماعي الشهير "فايس بوك"، تخوض في تاريخ ألم وطن عاش سنين موت لم تمنع عنه دفق الحياة والحب.
ولد هذا العمل الروائي من أوجاع الأنا والوطن، حين كان يعيش على لحن جنائزي كئيب، في سنوات للحزن، كان خلالها أبرز ما في الحياة امتزاج اليومي فيها بالموت، حتى أصبح كما يقول الكاتب "صورة مغيبة في مواسم جنازات متلاحقة لجزائريين بسطاء وعظماء... لكنهم جميعا اتحدوا في قدر الترحيل الإجباري إلى العالم الآخر، في موجة تقتيل كانت تريد وطنا بكامله خارج التاريخ الإنساني وخارج جغرافيا التحولات العالمية."
تفنن رابح فيلالي في هذه الرواية في قول وجعه العابر للقارات، وهو ابن التلفزيون الجزائري والإعلامي الذي عايش أوجاع الوطن داخله، وتزامن معها خارجه، خلال وعبر كل الجغرافيا القارية التي عبرها مراسلا حربيا، من حرب إلى حرب، ومن قناة فضائية إلى أخرى، ربما لأن الوطن هو الجغرافيا الوحيدة التي تسكن أبناءه المحبين مهما رَحلوا أو رُحلوا عنه، وهو الزمن الوحيد الذي يبقى متزامنا معهم. ومع ذلك يقول الكاتب: "إياك أن تصدق أني قلت كل الوجع.. ذاك بعض وجعي ليس أكثر."
وتحكي الرواية انطلاقا من المدينة الأسطورية قسنطينة التي قال عنها في أحد المقاطع: "لم أتخيّلْ نفسي يوما أحبّك في غيرِ قسنطينة"، "المدن نوعان.. مدن نسكنها ونغادرها وتنتهي العلاقة بها في لحظة مغادرتها، ومدن أخرى تسكننا هي بغير إرادتنا.. ولا تغادرنا حتى وإن غيرنا وجربنا كافة عناوين الدنيا.. قسنطينة واحدة من تلك المدن التي تطبعك ولن تغادرك غيرتها أو بقيت للسكن في حاراتها.. أخاف جدا أن تتحول المدينة إلى موسم جنائز متصل وتسرق حقيقتها"، تحكي قصة سنوات الخوف والظلام الأخيرة التي عاشتها الجزائر كما عاشها الكاتب، لذلك فهي تتضمن كثيرا من السيرة الذاتية والشهادة على أحداث حولت الكاتب إلى قلب ينزف بالوجع، وحوله هو إلى قلم يقطر بالحب، فهو في كتابته وعبر شخصياته يصر على الانتصار لقيمة الحب عندما يعمل عرابو وتجار الموت على اغتياله بكل الطرق والوسائل. أبطال الرواية يتمسكون بالحب كقيمة ثابتة وبديلة عن أطراف أخرى اختارت أن تغرق الوطن في مواسم حزن مستمرة، لكن وحده الحب انتصر أخيرا على كل أشكال الخوف المعلب، وكتب الحياة عنوانا أخيرا له.
يقول الكاتب لـ "الشروق" إن روايته "تحارب منطق الموت المجاني في المكان وتدعو إلى التأسيس والتمسك بالحياة وقيمها النبيلة التي كانت دائما مركز الكيان الجزائري في رحلته العميقة عبر التاريخ".
وتمثل رواية "رصاصة واحدة تكفي" أيضا قيمة غير محدودة من المتعة والدهشة اللغوية، وفرصة للتلذذ بلغة شاعرية تقطر ممارسة للجمال التعبيري واستفزازا لصور رقته الإنسانية الحميمة.
وتسجل الرواية التي كان عنوانها الأول "امرأة بلا قلب" سبقا عربيا مميزا من حيث كونها أول رواية عربية ينشرها كاتبها مسلسلة على صفحات حسابه في موقع "فايسبوك" أحد أبرز وسائل التواصل الإنساني الحديثة، وتأسيسا لمرحلة جديدة في مفهوم النشر في الوطن العربي، وممارسة غير مسبوقة للكتابة الروائية، حيث يرافق قارئ النص كاتبه في مراحل كتابته الطويلة، وتكبر الرواية وتنشر فصلا ففصلا على وقع تفاعلات وتعليقات القراء, في صورة علاقة حوار مباشرة واستثنائية حميمية بين الروائي والقارئ الصديق الذي أصبح شريكا في بناء الكيان الإبداعي.
للإشارة، سيكون الكاتب حاضرا خلال معرض الجزائر الدولي للكتاب، لتوقيع روايته الصادرة عن جمعية البيت للثقافة والفنون لجمهور القراء، وللمشاركة في فعالياته الثقافية.
نقلا عن صحيقة الشروق