الفلسطينيون ذاهبون للاستقلال ...بقلم : عاطف القيسي
by عاطف القيسي on Friday, September 16, 2011 at 11:40pm
حسم الرئيس الفلسطيني أمره وقرر الذهاب للأمم المتحدة لطلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين 194...يكثر البعض من اللغط والتقليل من أهمية هذا القرار ...القرار إذا نجح يرفع الغطاء عن شرعية الاحتلال ويحول مسار القضية بنظر القانون الدولي (من أراض ٍ متنازع عليها ) وهذا ما دأبت على تثبيته دولة الكيان الصهيوني طوال 34عاما ً منذ 1967م إلى اليوم ، يحوله إلى واقع " دولة تحت الاحتلال " يلزم كافة الدول الأعضاء بدعمها حتى تتحرر وتستقل وتكنس الاحتلال ....وهذه نقلة مهمة في مسار القضية.
يحاول البعض من المعارضين التقليل من أهمية هذه الخطوة رغم أهميتها متذرعين أن هذه مقدمة لضياع حقوق اللاجئين في أراضيهم عام 1948م وهذا غير صحيح لأن هذه الخطوة تضع الفلسطينيين والعرب في موقف ٍ قانوني وتفاوضي ٍ أفضل ...وهي لا تلغي أو تقلل من أهمية هذه الحقوق والتي هي حقوق شخصية وخاصة وغير قابلة للتصرف وهي ملك لملايين اللاجئين كما يكفلها القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ...
كنا نأمل أن يذهب الفلسطينيون إلى الأمم المتحدة وهم أكثر وحدة ولكن ليس بالإمكان أفضل مما كان ونشيد بموقف طرفي المعادلة الحالية والذين دعموا هذه الخطوة المباركة ....
يذهب الفلسطينيون إلى نيويورك وهم يحملون مقعدهم المصنوع من خشب زيتون بلادهم الطاهر ويُجْلِسون عليه عذاباتهم ونضالاتهم ودموعهم ودماء شهداءهم وأحلامهم وآمالهم ....يذهبون إلى هناك وهم يحملون علمهم الوطني الذي نسجته أمهاتهم بدموع المآقي ودماء الأبطال وبياض القلوب وسواد الأيام الحالكة في جنبات المخيمات ...وخضرة الأرض المباركة وعرق الفلاحين ....
يذهب الفلسطينيون إلى الأمم المتحدة وقد سبقهم اعتراف ٌ دولي لأكثر من 126دولة والبقية تعترف وما زالت تناور بموقفها حفاظا ً على مصالح الكيان الغاصب الذي زرعته في أرضنا لتفصل المشرق العربي عن مغربه ..ولتفصل آسيا العربية عن أفريقيا العربية ...كإسفين شر وفرقة ومكر ٍ مدقوق ٌ في خاصرة الوطن العربي الكبير ...
يذهب الفلسطينيون للأمم المتحدة كأمة ٍ قررت منذ اليوم الأول بعد 1897م أن تصيغ مستقبلها كأمة وشعب يعشق الحياة والبناء والإبداع والكرامة كبقية أمم الأرض وشعوبها الحرة ...يدفنون فيه مؤامرة الوطن البديل ويقررون وبملء إرادتهم أن لا وطن لهم إلا فلسطين ولن يبدلونها حتى بالجنة ...ليريحوا إخوانهم الذين احتضنوهم ويطمئنوهم على مستقبلهم وأن لا مطمع لهم إلا بحياة ٍ حرة ٍ كريمة ٍ في وطنهم الصغير لكنه أكبر من كل الأوطان ...كيف لا وهو أرض الله المقدسة مهبط الأديان وموئل الحضارات ....
يذهب الفلسطينيون إلى الأمم المتحدة وقد لبسوا كوفية الثائر ياسر عرفات وتغنوا بشعر محمود درويش ورسموا بريشة (حنظلة ) وصلوا بساحة الأقصى وقرعوا أجراس القيامة ...
يذهب الفلسطينيون إلى الأمم المتحدة وقد أبدعوا بكل المجالات ...بالعلم معجزتهم التي لا تنضب و صبر أيوب المذهل ....
قد ينجحون وهذا هو المأمول وقد يفشلون وهو أمر ٌ متوقع في ظل موازين القوى المائل منذ طلوع زمان وحيد القرن الأمريكي ولكنهم حتما ً سينتصرون ...
عاشت فلسطين حرة عربية مستقلة
والله أكبر