مُدَّ ذراعيكَ إليها..
أتعبها الإشراق فخذها في حضنكَ..
دفِّئها بالحبِّ لتنفض عن كاهلها
كفر الناس..
وبغض الناس..
وحقد الناس على الناسْ
يا بحر الحبِّ تدلَّى
عنقود حنانٍ
ميّاسْ
تشتاق الشمس لبعض الحبّ فلا تبخلْ..
ستنام قليلاً..
تنسى مدن الزيف وتصحو
لتشد خيوط الفجر وتغزل نوراً
في مغزل عينيها
ستجب الأمس بضمة شوقٍ
يا بحر الحب تقدمْ..
أشْعِلْ فيها الرغبة والإيمان..
لقد فضح الشفق العابث قصتها..
قَبِّلها..
قَبِّلْ حمرة خديها
أحرقها بشفاهكَ..
أشْعلْ سيِّدة الإحساسْ..!!
مُدَّ ذراعيكَ إليها..
خاصرها
وارقص حتى أذان الفجر على
وهج الأنفاسْ
عند الغروب.. قالت الشمس:
--------------
خذني إليك
فقد تخطفني الحنين
إلى رباكْ
أطفئ لهيب الشوق
دفِّئني بأنفاس العناق
أنا صباكْ
قبّل وخاصرْ
جد بخمر
من لماكْ
ورد الخدود سقيتَه
بالنور فرشفْ
شهد ما صنعت يداكْ
مدَّ الذراع.. وسادتي
قد حان ميعاد التوحدّ
سوف أشرق في سماكْ
وأغوص...
فيك وفي حماكْ
سأنام..
في حضن الملاكْ
يا بحر لا أهوى
سواكْ
تحت ظل شجرة كبيرة
في ركن خالي
من جزيرة اللاوجود
تركت مركبي
جلست وحدي
في بحر من الظلمات
الخوف يقطن أفكاري
تشرد بي الظنون
تخترقني عواصف الأحزان
يهطل الوجع على أضلعي
أضرب برأسي عرض القهر
وحروفي تتناثر بلوعة
ينهكها صمت الأهمال
تبكي وتبكي وتبكي وتئن
على أيام رحلت كالإعصار
أتت على كل شئ
وتركلني لمنفى خارج دوائر اليقين
\
مثل
طائر بلا فضاء يبحث عن أرض الحقيقة في متاهات الوهم
أو
قطرة ندى جافة على غصن شجر عاري من وريقاته في صحراء الصمت المجدبة
أو
صدفة مهجورة على جرف شاطئ بحر جزرت مياه أمواجة صفحات الفرح
داخل قلب مزقه الغياب
نهشته الغربة
وأحرقت أوراقه المهترئة
وآهات الفقد تتطاير منه بكل حرقة
وعند ذبول النهار وقت الغروب
تتساقط اقراط الوهم
تتوقف دقات الساعة
يصيب الشلل العقارب
ينزف الجرخ
تتلاطم أفكاري
وتتزاحم أحلامي
وهي تخترقني
فتحمر أحداقي
أتهاوى بعيدا ينخرني الحنين
\
أغمض عيني
على ناصية الجرح
فأراك صورة في مرسم أنت عنوانه
تسكن في أركانه
قابع بين أضلاعه
أركض اليك
أذرف دموعي على صدرك
أرقص على إيقاع نفسك
أغمس عيني في اهدابك
وعلى صدى صوتك تنتفض روحي
فتزيل عن نفسي رتابة الأنتظار وحرقته
أفتح عيني على ضوء
قنديل نخر خديه الصدأ
الريح لعقت فتيله
وأحلام تتمدد في العراء
لعل النوريعود لقنديلي
يضئ طريقي
قبل أن أغرق في البحر
وتطويني أمواجه
ويأكلني القرش