في السنة التاسعة من الهجرة([2]).
قال الواقدي: إنهم قدموا سنة تسع عند مَرْجِعَهُ مِنْ تَبُوكَ وَكَانُوا ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا منهم الحارث ابن عوف، فأجازهم عليه السلام بِعَشْرِ أَوَاقٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَعْطَى الْحَارِثَ بْنَ عَوْفٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً، وَذَكَرُوا أَنَّ بِلَادَهُمْ مُجْدِبَةٌ فَدَعَا لَهُمْ. فَقَالَ: «اللَّهمّ اسْقِهِمُ الْغَيْثَ». فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى بِلَادِهِمْ وَجَدُوهَا قَدْ مَطَرَتْ ذَلِكَ الْيَوْمَ الَّذِي دَعَا لَهُمْ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ.
وجاء في الموسوعة العربية لعبدالكريم الحشاش مايلي: مرّة اسم لعدد من أجداد العرب منهم القحطانيّ والعدنانيّ.
من القحطانيين: مرّة بن أدد بن زيد بن يشجب، من كهلان جدّ جاهليّ يمانيّ. ومنهم: مرّة بن مالك بن أوس من الأزد، يقال لبنيه الجعادرة.
ومن العدنانيين: مرّة بن الحارث بن نصر بن جشم بن بكر، من تغلب، جدّ جاهليّ من نسله كليب ومهلهل. ومنهم: مرّة بن الدول ابن حنيفة، من بكر بن وائل، من عدنان.
ومنهم: مرّة بن ذهل بن شيبان جدّ جاهليّ هو أبو جسّاس. ومنهم: مرّة ابن صعصعة بن معاوية، من هوازن، من قيس عيلان.
ومنهم: مرّة بن عبيد بن مقاعس من سعد بن زيد مناة من تميم، ومن نسله الأحنف بن قيس. ومنهم: مرّة بن عوف بن سعد من بني ذبيان من غطفان، ومن نسله هرم بن سنان الذي مدحه زهير في الجاهليّة.
ومنهم: مرّة بن كعب بن لؤيّ من مضر من عدنان.
ومنهم: مرّة بن عبد مناة ابن كنانة، ومن عقبه بنو مُدلج، وفيهم القيافة والعيافة، وخيول بني مدلج تسّمى الكحيلات وهي من أعرق الخيول، ومن هؤلاء سراقة بن مالك ابن جعثم الذي أرسلته قريش في أثر الرسول يوم شرع بالهجرة، ومعن ابن حرملة بن جعثم، ومجزر بن الأعور الذي سرّ النبيّ بقيافته وابنه علقمة، وأعقاب هؤلاء توارثوا القيافة جيلاً عن جيل، وهذا يرجّح أنّ قبيلة مرّة الحاليّة تعود إلى جدّها الجاهليّ مرّة بن عبد مناة.
ومُرّة اليوم من القبائل التي لازالت تحافظ على اسمها الجاهليّ وتعيش بداوتها الأصيلة، وتتمسّك بنمط حياة البادية الذي يحتاج إلى صبر وشدة مراس، يقتنون الإبل والخيول الأصيلة، ويقنصون الضبّ واليربوع، ويصطادون بالصقور التي يدرّبونها على الصيد، وتنزل هذه القبيلة بين نجد والربع الخالي، وهي أكبر القبائل التي تنزل شرقيّ الجزيرة العربيّة، تمتدّ منازلها من جنوبيّ الطريق الموصلة بين الأحساء والرياض إلى جهات الخرج وجهات العقير إلى واحتي جافورا ويبرين حتّى أواسط الربع الخالي، ومن ديارها الحرض وما حوله، والخنّ والسكك ونُباك، وللمريين تواجد في قطر والإمارات العربيّة.
ولآل مرّة في الدكاكة عدد من الآبار التي حفروها أو جدّدوا حفرها أو أصلحوها، منها: بئر سالم، بئر معمورة، بئر الأذاني، بئر هادي، بئر الحارة، بئر الخشبي، بئر صبغة، بئر طريوة، بئر شنّة، بئر زويرة، بئر القعدة، أبو رويقة، بئر مبارك، خور ابن رشدان،أبو الحيايا، القعاميات، الحوايا، الشويكلة، الأوراك، كرش البعير. والنسبة إلى قبيلة مرّة: مُرّي، ويشتهر أبناء هذه القبيلة بقصّ الأثر وتتبّع الجرّة، وهو ما كان يسمّى عند العرب بالقيافة، وبرعوا فيه براعة لافتة للنظر، حتّى إنّهم يطلقون على القائف اسم المرّي حتّى لو لم يكن من آل مرّة، ويبدو للمشاهد أنّه لا يمكن الاستغناء عن خبرة المرّيين في الصحراء الموحشة المترامية الأطراف، ويستفاد من فراستهم في تتبّع آثار المهربين والفارين والمجرمين، وللعثور على المفقودين والتائهين، ومرافقة القوافل، ممّا يرجّح أنّ لقبيلة مرّة الحاليّة أو أجزاء منها على الأقلّ علاقة مع أحفاد مرّة الجاهليّة، ومنذ العصر الجاهلي لا توجد قبيلة خالصة النسب بل لابدّ من أن يدخلها أخلاط من قبائل أخرى. ويروي بعض المرّيين أنّهم يردّون إلى قبيلة يام المحاذية للحدود اليمنيّة. ويطلق اليوم اسم المدالجة على عشيرة تسكن اللجاة السوريّة، ولها امتدادات في الجزيرة العربيّة، ويعد هؤلاء من أمهر أدلاّء القوافل ويستهينون بالسير في ظلمة الليالي الحالكة، ويهتدون بالنجم. تفرّعات قبيلة مرّة اليوم انبثق من مرّة جدّ هذه القبيلة الحاليّة بطنان هما: آل علي بن مرّة، وآل شبيب بن مرّة.
وخرج من آل علي بن مرّة بطنان هما: بطن الغياثين، بطن الجرابعة، ولهما فروع.
وانبثق من أصلاب آل شبيب بطنان هما: آل سعيد، آل غفران، ولهما فروع.
والتحق بقبيلة آل مرّة كلّ من: آل دمنان ومنهم: آل جبعة، والصقور (وهم بنجران)، هتيلة، آل هندي.