مُذَكّرَات رَجُلٍ ثَمِل

الكأس
خيرُ جليسٍ في ليالي الهم
وسيجارةُ الـ " بن " الرفيع
هما الوحيدان الـ يصافحاني دونَ زيف
يستمعان لـِ هذياني , فـَ يبتسما لي
صديقان في كف الحزن
أفضل من عشرة على شجرة الفرح


هُنا
سـ أعدّ لي
متكأ وسكّين
لأقطّع بُصيلات التعقّل
سـ أُثبّت سنابك خيلي
لـ صهيل ٍ متفرّد
لـ ِأُدوّن مذكرات رجل ساخر
يكتب لـ وطنه , لـ قلبه
و
لـ مآربه الأخرى

في بلد ٍ
يلقون الشاعر في النار
يحرقون حروفه في بورما
وفي غرفتي , أقبّل اعقاب سجائري
لـ تسكرني برشفة من نيكوتين مختوم
أُراقص كأسي , بـ رقصة " باليه "

ذات سهر ٍ
وضّبت كؤوسي
وأستدعيت كل ألم ٍ
لـ يهوى في قاع " سكرة "

سـ أشرئب الى جعبة لغتكِ ,
علها تُسقط من فمها حروف تعنيني .. !

دعيني أصفف لكِ شعركِ ,

وأفرض على خدّيك ِ ضرائب قُبل .. !

حين تختفين عن عيني تدريجيا ً ,
تتّضح في حلاقيم أيامي
مرارة فقدك ِ.. !

ليتني أتقن فن رسم إبتسامة ,
حينما يسيطر على ملامحي
ألم غربتي دونك ِ .. !

ما زلت أبحث ,
عن فردة حذاء ذلك المساء
حينما سقط نهدك الايسر في حوض فمي
منذ ذلك المساء
وانا قرين دمعة
منذ ذلك المساء , منذ ذلك العزاء
منذ ذلك الخواء
وانا فوق رفوف عصر مترب
منذها
لم يعرفني اي تقويم
ولم يتبناني اي عام كريم .. !