رؤية نقدية /حكايات نبيل مصيلحي / بقلم أحمد محمد عبده
رؤية نقدية
حكايات نبيل مصيلحي
بقلم
أحمد محمد عبده
هادئ الطبع. متمرد في آن. صوت شعري صاخب. راصد في هدوء لسلبيات المجتمع الذي يعمل به. مجتمع الجامعة الأكثر صخباً وضجيجا. المجتمع الذي يتماوج بكتل اللحم التي تبحث عن مساحات أكثر للحرية. مجتمع الفيس بوك والنيولوك. ولنبيل مصيلحي عدة دواوين شعرية منها "بوح القمر" و"حكايات تخلي الواحد يموت م الغيظ" و"شتات عاشق" و"علي مرسي الدموع" إلي جانب مشاركاته النقدية في الصحف لبعض الأعمال الابداعية واشرافه علي الصفحات الثقافية في الصحف الاقليمية.
وديوانه "حكايات تخللي الواحد يموت م الغيظ" يعزف فيه الشاعر علي الناي. حزنا وأسي علي الواقع المتدني لشباب عصر السموات المفتوحة. والذي يعيش الآن بلا قضية تعمل علي رصانة شخصيته! كما يدق علي طبلة المسحراتي لعل النائم يصحو والغافل يتنبه. فلما لم يصحوا.. راح يؤذن فيهم مع أنه يعرف أنه يؤذن في مالطة.
يسوق الشاعر من المعاني الكبري الكائنة في البيئة الشرقاوية.. فبحر موسي سوف يبكي عليهم ويلعنهم. وأيضا حصان عرابي. يقول: "حتي البنية الشرقاوية الطيبة/ ندهت عليها النداهات/ رمت الكتاب واحمر برواز اللسان/ ابكي يا بحر موسي عليها وع الحصان".
ويقول: "عيال وبنات/ في عيون اللحظة النشوانة/ تبتعها ع الفوضي/ وما يهمش/ ايه يعني الناس/ مليون طظ في كل الدنيا".
فالشاعر يعيش حالة الراصد لتصرفات الشباب والرافض أيضا. ولا يكاد يفوت عليهم التفاصيل الصغيرة في حياتهم الخاصة/ الواد واقف مش علي حيله/ وبنت قصاده مش قاعدة كويس/ كان نفسي/ سمع بيقولوا ايه/ بتمد إيديها البنت وتمسك/ صدر الجاكت وتشد عليها الواد/ والواد بيمد إيديه وبينكش شعر البت".
حتي عناوين الديوان وكما يقول الدكتور محمود عبدالحفيظ استاذ الأدب والنقد بجامعة الزقازيق من العناوين تعلن عما يمزق أمعاء القصائد فمن عناوينه: شيطان خبيث جداً/ خللي شيطانك ياخدك منك/ كرباجك ليه عاشق جدي.
صار حرم الجامعة والسيارات والسلالم وزجاج الفاميه الميدان المباح لشباب الجامعة الذين لا هم لهم اليوم سوي اشباع الرغبات من كل نوع. بعكس شباب الجامعة أيام زمان الذين لم يكن لهم هم سوي الكتاب والبحث. حتي صرنا نهتف مع نبيل مصيلحي حين يقول: مليون لعنة تكنس كل عيال الجامعة/ الغاويين اللعب في قلب عيون إبليس".