الأدب فى القرآن الكريم
==============
الأدب فى القرآن ليس كأدب الأدباء فى الكتب والقصص والروايات والشعر..إلخ . إنه أدب يلامس الروح وليس أدب دراما وتراجيديا ورومانس..إلخ . أدب الأدباء مقصودٌ به الأدب فهو غاية ينشدها الأديب ولكن الأدب فى القرآن تلقائىٌ يصاحب القول كمصاحبة الروح للجسد . القرآن يهدف إلى بيان الصواب والحق وإبطال الباطل والزيف وتعظيم المخلوق..وهو يبين للناس قدرة الله فى خلقه للسموات والأرض والدواب . ويقصّ على الناس ما حدث فى غابر العصور السرمدية وما سيأتى فى لاحق الأزمنة الأبدية ، فالغاية منه هداية الناس إلى الحق وليست غايته الأدب كما نلمسه فى الأعمال الأدبية للأدباء . ولكن الأدب يشعّ من القرآن لمجرد أنه قول الله . فهو مصبوغٌ بصبغة الله ، ومن أحسن من الله صبغة . عندما أقرأ فى سورة التوبة "ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأٌ ولا نصبٌ ولا مخمصةٌ فى سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدوٍ نيلا إلا كُتب لهم به عملٌ صالحٌ إن الله لا يضيع أجر المحسنين . ولا ينفقون نفقةً صغيرةً ولا كبيرةً ولا يقطعون واديا إلا كُتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يفعلون " أفهم المعنى المطلوب ولكنه مضمن فى إطارٍ بديع من الوعظ والتحذير والوعيد والترغيب فأمامى لوحة فنية آية فى الجمال . لو كانت هذه الموعظة من بشر كنت سأفهم المعنى فقط . ولكن فى الآيات القرآنية كسبت الهدفين معا ، المعنى المطلوب تماما مغلفا فى إطارٍ أدبىٍ فخم . فدخل فى عقلى المعنى المراد ، وتمتعت روحى بأدبٍ سامٍ رقيقٍ من جمال وقوة العبارات والمفردات .