رسالة رقم (1)
\
بسم الله الرحمن الرحين
وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ
\
لا أعرف كيف أبدأ أنيني، صرخة تنفجر من عمق روحي
ماذا أنسى لأنسى!!!!!
تتساقطُ أوراقُ التقويمِ باستحياءٍ تباعاً
وتمر السنين والخوفُ يأكلُني
مطرُ الصيفِ يعانقُ جفافَ الشتاءِ والخريفُ يتمدّدُ .
ففي مثل هذا اليوم تغيرت حياتي لأعيش الوجع
فبين الأنين وغصة الذكرى الخارجة من رحم الوقت
حكايات وكلمات وآهات....
مُخضبة بالوجع تُدمي المسافات لوطن يستقر فوق صدري.
ما أقسى العمر حين ترفرف راية الغدر وحمامات السلام تسّاقط بأياد سوداء والتمر يصبح مُراً وأوراق الأشجار تتناثر على سطح النهر والنوارس تموت واقفة والأنين يصبح رداء الأيام.
أبعد جدائلي البيضاء عن وجه الليل وقذائف الظلام ,,وعلى صخب الحواس أكَحِّلُ عيوني برمادٍ من شوق.
جمر الألم يُسامرني كلَ مساء ويراهن الشمس على البقاء وبعثرتي .
أبحث عن سماءٌ بَعُدتْ عنها رعونةُ الجرادِ ونعيقُ الغُربانِ.
هل تعلم إن في غمرة الشوارع لم يعدْ للحياة نبض,,والمسافات غدت كطعنة السكين في خاصرة زمني والكُل واقف ولا يتحرك.
ستقول لي هل الحزن موجع !!!
نعم ولكنه يصهر النفس عندما تُغلق الأبواب وفي حضنه نتساوى أنا وأنت.
هل تعرف معنى لا حياة في الحياة؟
تعددت وجوه الفراق ,, ورائحته تسير خلفي .
رياح الأزقة تُبعثر أوراقي وبوصلتي أدركها العَطب وصحراء الروح كل يوم تتمدد وتكبر.
ضقت ذرعاً بكون لا يستوعبني والغياب كابوسٌ جاثمٌ على صدرِ الوقتِ يصفع يومي
كيف أغلق ذاكرتي و دمكَ يكَحِّلُ عيني برمادٍ من شوق يمنعُ خفافيشَ الليلِ من التحليقِ في سمائي
كل التواريخ كالحطب معلقة على جدار الوهم
تحرقها النار ليبتلعها النسيان
كل الضمائر أصابها داء الأنفصال
لتتعرى ويصير سعر الدم زهيداً في سوق الظلام
والليل يأخذ بيد النهار ليرميه على حافة القبر
كيف أجد للصبح رداء ,, وشقائق الألم تنبت وتتفتح فوق خاصرة الزمن.
فيشرد النبض في طرقات الغياب تعتريه الدهشة!!
وكلماتي داخلي تتكور .....
والغصة تكبر.....
مَنْ كسَرَ ساق الزمن ومنعه من أن يأتِ!!!
أين يديك لتخترق هضاب الوجع وتُلملم آهاتي!!!
حسبنا الله ونعم الوكيل
\