2
مَسّتْنِيَ نارٌ
مِن فمكَ والآنَ تريدني أن
أبتلعَ المحيط.
3
حينَ نقولُ وداعاً
أريدُ لسانكَ في
فمي هالةً راقصة.
4
مختلطةً بالشّمسِ وبالنّهارِ
أنحني في الأرضِ التي تحملكَ
مثل نهرٍ مُعتم.
5
مُتَفَلِّتٌ أنتَ أكثر ممّا ينبغي
لا أستطيعُ الإمساكَ بكَ طويلاً أَوْ
بِشدّةٍ. لا لياليَ تكفي.
□ صونيا شانيز Sonia Sanchez: شاعرة وكاتبة مسرح أميركيّة، من أصول أفريقيّة، ولدت بألباما، في الولايات المتّحدة، سنة 1934. من كتبها: رماد (2001)، كالغناء المنبعث من الطّبول (1999)، جريحة في بيت أحد الأصدقاء (1995)، قصائد حبّ (1973)، إنّه يوم جديد (1971)، والعودة إلى الوطن (1968).
ينحدر الـ"هايكو" من نوع آخر من الشعر القديم (القرن الـ8 م) الـ"رنغا"، وهو أكثر رونقا وإرهافا من الأول. انتشر في البداية بين الأوساط المثقفة، وكانت أصول هذا الفن تعود إلى مباراة شعرية يقوم فيها شخص ما بإلقاء البيت الأول (أو "هوكو")، ويتشكل من سبعة عشر مقطعا صوتيا (5-7-5)، على أن يقوم الباقون بتكملته ببيت ثان وهكذا.
منذ القرن الـ17 م وحتى الـ18 م، طور أصحابه ألفاظ ومعان جديدة. أصبح فنا حقيقيا متميزا يضفي جوا من الظرافة على مجالس أهل الأدب ("هائيكائي نو "رنغا" أو شعر الترفيه)، ثم انتشر بين أوساط طبقات المجتمع. منذ انتشاره بين عامة الشعب، بدأ يفقد قيمته الشعرية، ثم أسقطت الأبيات الثانوية، واختصر إلى بيت واحد أساسي (هائيكائي نو هوكو). وكلمة "هايكو" أو "هائيكو" هي اختصار لـ"هائيكائي نو هوكو".
ازدهر الـ"هايكو" في مرحلته الأولى في القرن الـ17 م، بفضل "باشو"، المعلم الأول لهذا الفن بلا منازع. يشكل كل من الشاعر والرسام "بوسون" (1716-1783 م)، "ماسا-أوكا شيكي" (1867-1902 م) و"ناتسومي سوسيكي" أعمدة هذه الفن. لا زال تعاطي هذا الشعر شائعا في أيامنا هذه، ويحتل مكانة متميزة في الأدب الياباني. كان الـ"هايكو" سببا في ظهور "الصورية" وهي حركة شعرية أنجلو-أمريكية راجت في أوائل القرن العشرين (الـ20 م)، كما أثر في العديد من الأعمال الأدبية الغربية الأخرى.
يقوم شاعر الـ"هايكو" وعن طريق ألفاظ بسيطة بعيدة عن التأنق بوصف الحدث أو المنظر بعفوية ومن دون تدبر أو تفكيرا، تماما كما يفعل الطفل الصغير:
وَبَلٌ في الصيف
المطر يهطل
على رؤوس أسماك الشبوط
(شيكي)
يأخذ الشاعر الحاذق الأحاسيس، المشاعر والانطباعات المتدفقة ويعرف كيف يصبها في قالب من سبعة عشر لفظا:
أُصبع البَنَّاء
المجروح
وزهور الآزاليا الحمراء
(بوسون)
تنطلق الألفاظ بطريقة عفوية وآنية، تعطي صورة تكون محسوسة، عناصرها مترابطة، فكل منها تقاسم للتو لحظة من حياته مع الآخر:
تغوص روحي في الماء
ثم تطفو
مع طائر الغاق
(أونيتسورا)
وهذا مثال آخر
صفصاف أخضر
تتقاطر أغصانه على الطمي
أثناء الجزر
(باشو)
عن ويكيبيدا الموسوعة العالمية
التوقيع
ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟