آخر 10 مشاركات
أحَقًّا ؟! (الكاتـب : - )           »          الشاعر كيان مستقل بذاته (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          على مسرى الرسول (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          الصمت (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          أمومة مطحونة ! (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          ديوان الشاعر / محسن عزالدين البكري (الكاتـب : - )           »          بين احلامي وعيني (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          انقلاب (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > دواوين شعراء النبع

الملاحظات

الإهداءات
عوض بديوي من الوطن العربي الكبير : رحبوا معي بشاعرنا و مبدعنا أ**** مصطفى معروفي بعد غياب طال؛ فحيهلا و غلا************ نورتم الأماكن عواطف عبداللطيف من صباح الجمعة : آل النبع الكرام جمعة مباركة وصباحكم إيمان ورحمة

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 05-17-2010, 01:05 AM   رقم المشاركة : 1
شاعرة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :وطن النمراوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي ديوان الشاعر/ صقر أبو عيدة

على بركة الله
أبدؤ بتدوين قصائد الشاعر
صقر أبو عيدة






  رد مع اقتباس
قديم 05-17-2010, 01:06 AM   رقم المشاركة : 2
شاعرة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :وطن النمراوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر/ صقر أبو عيدة

عندَما تَطفُو القَصائِد
صقر أبوعيدة


كيف أنسَى سُنبلاتٍ في عيونِكْ؟
علّمتني حبَّ شعبٍ لم يدعْ ريحاً تُهينكْ
علّمتني دفءَ ورْدِي
أملأُ الأردانَ عطراً من شجونِكْ
أرسمُ اللوحاتِ من ألوانِ بُؤسي والتّصدِّي
منْ أغاريدِ العصافيرِ التي نامتْ على شوكِ التّحدِّي
أسرجُ الأشعارَ شمعاً حين يسطُو الليلُ يَجلُو من دُجونِكْ
*****
زمَّلوني معطفاً من بحرِ حزنِكْ
هل ترينَ الدربَ يخلو من صِحابي؟
حبُّ جدّي أخرجوهُ منْ كتابي
علّموني كيف أكبو للتّردِّي
أكتبُ الأيامَ أغلالاً وأشقَى في تُرابي
إن ترَينَ القلبَ يخلُو منْ خيالِكْ
هل غريبٌ أن يخونكْ؟
*****
أسكتوني
هل ترى سيفاً يُلَوّحْ؟
في الفيافي، في المراقي، في المرامي، في المراعي، في المشارفْ
هل ترى فيها نذيراً غيرَ جارحْ؟
لا تُثِرْ ريقاً لعطشَى من عناوينِ الصحائفْ
لو ترى يوماً أساميها تُرفرفْ
لا تظنَّ البرقَ يُغرَفْ
أوْ مِنَ الأوهامِ بيتاً قد يُزخرفْ
*****
أسمعيهم نبضَ وِلْدِكْ
سقفُ طينٍ تحتَ واكفْ
من جنانِ الأرضِ يزهُو في عيونِكْ
*****
إنْ تسلْهم
قد تلاقي ما يَغيظُ النفسَ أو تبقَى تُكابِدْ
علَّموني أسكنُ القبرَ امْتثالاً
للذي يسعَى إلى بَوْسِ الوسائدْ
ما رأَى ثكلَى تُنادي خِلَّها عندَ المقابرْ
أين أولادي وأين الريحُ تهوِي بالْمُقامرْ؟
باعَ دمعي وارتَمَى في حضنِ عاهِرْ
ثم يمضي كي يُحادِدْ
شمسَ شعبٍ في ضُحاها
بل يُوالي من يجرُّ السلكَ غيظاً للأوابدْ
يتْرعُ الوديانَ ممنْ قد يصونكْ
*****
كيف أُرضِى سُنبلاتٍ في عيونكْ؟
عندما تبكي على طفلٍ يُوارِي دمعَهُ من عينِ والدْ
لم يجاوبْ حلمهُ والقيدُ غالبْ
يطلبُ الأقلامَ حتى يرسمَ المعنى وينشدْ
للأيادي الشاخصاتِ الواجماتِ الحالماتِ الهائماتِ الشاكياتِ
الراهناتِ الراغباتِ الذاهلاتِ البُؤسُ فيها والشدائدْ
من يظنُّ الشمسَ تنأَى عن ربوعِكْ
لم يبِتْ يوماً أسيراً في عرينِكْ
******
كيف أمضي؟
عندما تطفُو القصائدْ
بالأسيلاتِ اشْتعالاً للموائدْ
يا بلادي أين أمضي إذْ ترينَ الدربَ حالِكْ
يا بلاداً عوَّدْتني كيف أسمو في المهالِكْ
في فضائي أنشدُ الشعرَ الذي غنَّاهُ جُرحي
هل يقيمُ الشعرُ بيتاً في حصاركْ؟
تلكَ أحلامٌ وقد ناحتْ لها أبراجُ غصنكْ
******
كيف أمشي؟
والموانـي ألقتِ الأكفانَ إرهاصاً لنعشي
أحملُ الخيماتِ سقفاً في المدى والتّربُ فَرشي
يا بلادي أين أمشي؟
كرمُنا يهفو إلى نسرٍ بِوَكْرٍ لا يُحاشي
يمتطي نجماً لهُ والليلُ باركْ
*****
علّموني بسمةً في جَوفِها دمعٌ تَنَدَّى
حزنَ صمتٍ في جنابكْ
وابتهاجاً فيه يعدُو كلُّ حاقدْ
كيف أمشي؟
في وريدي حلمُ أمٍّ يمتطي خيلاً لبابكْ
جرحُها في كلِّ طفلٍ جاءَ من قصفِ المدافعْ
لم يكنْ يجري على أرضِ المعاركْ
*****
كيف أنسى سنبلاتٍ في عيونكْ؟
والمسافاتُ انتهتْ بين الحواجزْ
فوقَ دربي قامَ دربٌ للجنائِزْ
كيسُ رملٍ بين قلبي والمفاوزْ
لم يعدْ في صخرنِا ألوانُ كُحلٍ ظلُّها يُرضى عيونكْ
كيفَ.............؟






  رد مع اقتباس
قديم 05-17-2010, 01:09 AM   رقم المشاركة : 3
شاعرة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :وطن النمراوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي تراتيل الحنين

تَرَاتِيلُ الْحَنين



صقر أبوعيدة



دَعُوني أُهَدْهِدْ جُفوني


أَحِنُّ الْتِياعاً إلى النومِ بين الجداولْ


أَذوقُ الْتِحافَ الحُقولِ السَّنابِلْ


بلا رَهْبَةٍ من نُيُوبِ المناجلْ


*****


دَعُوني أُذَلّلْ رِياحي


نَلُمُّ الْبساتينَ في حضنِ أُمّي


ولونَ النّدَى في الوُرودِ


فَلا أَمْنعُ النّحلَ منْ أٌقْحُواني


وَلا نقْرَ جائِلْ


*****


دَعوني أُهادِنْ عُروقي


بِلا سكْرةٍ وارْتعاشاتِ خوفٍ


فلا أسمعُ الجُنْدَ أوْ صوتَ قصفٍ


ولا كسْرَ عظمِ الـمَنازلْ


*****


دعوني أُلمَلِمْ جِراحي


لِنَومِ العصافيرِ بعدَ اغْتِرابٍ


وعنْدَ الأغاني بِليلِ العَرائِسْ


فَلا خَوفَ منْ حَائِماتٍ


ولا سَهمِ قاتلْ


*****


دَعُوني أُحَرّكْ شِراعي


لِطيرِ السُّنونُو ليِرْقَى الـهَواءَ


يعودُ الـهُوَيْنا يَجُوبُ السَّحابَا


فَلا رُعْبَ منْ لُجِّ بحرٍ


ولا صَعْقةٍ خَرَّ منها السَّفينُ


ولا مرْكِبٍ أوْ قِلاعِ السّلاسِلْ


*****


دَعُوني أُزَمِّلْ ظُنُوني


فلا تَطْرُفُ العينُ من نَبْحِ عاوٍ


ولا قَنْصِ حاقِدْ


ولا طرْقِ فَجرٍ بِكسْرِ الرِّتاجِ


ولا رَصْدِ صَائِلْ


*****


دَعوني أُجَلّلْ سُهُولي


بصخرٍ وقمحٍ وثدْيِ الدَّوالي


وأَسْرَحْ على حُلمِ طائرْ


فلا يَنْمَصُ الزّغْبَ ريحٌ


ولا يُفزِعُ الفرْخَ كاسِرْ


وفي العُشِّ غافِلْ


*****


دَعوني أُجَفِّفْ مناديلَ أمي


وأمسحْ دُموعاً على خدِّها قدْ دَعانى


إلى الجرحِ في خصْرها والبَواكي


لِتُرْوَى جُذورٌ لنجمٍ حَباني


بِلا رِعْدَةٍ من أزيزِ القنابلْ


*****


دعوني أُحاوِرْ غُصوناً بلَوْزي


لِتسعَى على مهْلِها في اخضرارٍ


ولا تتْرُكوها على زَفْرةٍ واحتضارٍ


وفى صدرها صمتُ نارٍ


وشاطَتْ عليها حُروبُ القبائلْ


*****


دَعوني أَذُبُّ اللّيَالي بقلبي


لكي لا أُقاسي نِياحاً ولا دمعَ ثَكْلَى


ولا أُغنياتٍ على جُرحِ صَحْبي


ولا دمع عائلْ


*****


وإنْ نِمْتُ لا تُوقِظوني


فإنْ طالَ نومي فلا تَنْظِروني


ومن تُرْبِ أرضي فغَطّوا دِمائي


وشالٍ لأمّي وشَجْوِ البلابلْ


وبُلّوا عظامي بزيتِ المشاعلْ


فلا تذْرِفوا دمعَ أمي


ولا ملحَ بحرٍ يُقاتلْ


*****


دَعوني أُهَرِّبْ أَنِيني


إلى الشمسِ والفجرُ يغْزِلْ


فعُشبي على أرضهِ صارَ ينْأَى


يُداري انتِشارَ المغيبِ


فَنَزْفي عَبيطٌ وجُرْحي رُخامٌ


وطفلي يُسائلْ






  رد مع اقتباس
قديم 05-17-2010, 01:10 AM   رقم المشاركة : 4
شاعرة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :وطن النمراوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر/ صقر أبو عيدة

عِندَما يشْدُو الأَنين

صقر أبوعيدة

هلاّ عذرتم مَنْ يدحرجُ قلبَهُ بين الزوايا والمحنْ
نفضَ الغبارَ عن الهويّةِ وامتطَى
قلماً بهِ جُرحٌ زَمِنْ
في جوفهِ نحتَ الحكايةَ مُرّةً
والعظمُ من أوجاعِها حصدَ الثمنْ
أثنوهُ كي لا يرسمَ الأيامَ من عينِ الألَمْ
ولْيكتبِ الأحلامَ ورداً في الفتنْ
هلاّ عذرتم دمعَهُ يومَ انتفَينا في الوطنْ
*****
قُلْ للذي غرسَ النوائبَ في نسيمِ صباحِنا
تركَ الدوائرَ تسكنُ البيتَ الذي في أرضِه يتحرّقُ
فالعمرُ في مرآتهِ يتمزّقُ
والوردُ في أكمامهِ متسائلاً يتفلّقُ
منْ ذا الذي دفعَ النسورَ تهاجرُ ؟
والطيرُ في أوكارهِ يتساءلُ
أينَ النوارسُ ترقصُ؟
إن لم يكنْ في عشبِها فرْشُ العروسِ تشقشقُ
فالفجرُ يخفي عطرَ داليةٍ تنامُ على شبابيكِ الوطنْ
*****
هلاّ عذرتم من لهُ قلمٌ يئِنْ
عند المسيرِ إلى جنونٍ يومَ نامتْ شوكتي
حين احتضارِ كتابتي
بين السطورِ وهامشِ الأحياءِ أحكي غُربتي
مَنْ عندهُ مفتاحُ ظلٍّ كي أُنادي غفوَتي؟
لا تعذروني إنْ رأيتم بي جُنوحاً أو عطنْ
إنّي ابْتليتُ بحبِّ أمِّ أنجبتْ
ولداً بهِ مسُّ الوطنْ
*****
هذا جنونٌ فاعذروا قلماً به لعجُ الجوَى
أولم تروا كيف القلوبُ تحطُّ في ركنِ الهوَى
وعلى شفيرِ الحقدِ ألقتْ خَبْأَها
يا أمةً ذرفتْ على أحزانِها جمرَ العدى
كيفَ السبيلُ لمنْ غوتهُ النفسُ يوماً واحْتسَى
صمْتَ الأُخوَّةِ لم يجدْ غير الصدَى
فالدّربُ طالَ بغيرِ لجمٍ واخْتزَنْ
علفَ الجنونِ وغَورَ بئرٍ في الوطنْ






  رد مع اقتباس
قديم 05-17-2010, 01:11 AM   رقم المشاركة : 5
شاعرة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :وطن النمراوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر/ صقر أبو عيدة

لآمِنَة..عِطْرُ الثَّرَى



حين تقضي الأختُ في الغربةِ إثر مرضٍ عضالٍ ألَمَّ بها!

صقر أبوعيدة

فتحَتْ ذراعَيها القبورُ وأينعتْ أنوارُها
وأمامَنا كفنٌ مُسجَّىً رابضُ
في لحدِهِ يحثُو الرجالُ وصرتُ أردُمُ تُربَهُ
والدمعُ يجري في المآقي ينبُضُ
وجلسْتُ أدعو للثباتِ، كذلك الآتون من أرجائِها
يا أختَ قلبي كنتِ بسمةَ والدٍ
سألَ الصحابةَ أين بِنتي آمنهْ ؟
كيفَ السبيلُ لِهُدْبِها كي أُسبلَهْ ؟
وأُقبِّلَ الخدَّ البعيدَ، فلم أرَهْ
فالبعدُ يطوِي من دروبِ الآخِرهْ
والساقُ ترجفُ في سنين العاثرهْ
والنفسُ تدنُو من شِباكِ القابِرهْ
ولدي، لماذا تترُكون بُنَيَّتي تمضي إلى الرمسِ الدَّجِي ؟
هاتوا لها قبراً من الأرضِ التي جُبِلَتْ بها
كي أحضنَ التُّربَ الذي لم أمتلكْ
لحِقَتْ بأُمٍ كان في أحضانِها دفءُ الملِكْ
كانتْ تُهاتِفُني لتمسحَ دمعَها
ولصوتِها نغمٌ بِهِ وجعٌ هَمَى
هَلا رَسمتُم وردةً
من صوتِها
حتى أُكَحِّلَ عَيْنِيَا
*****
يا والدي
كانتْ تَمَنَّى موتَةً في بيتِها
لكنَّ حبلَ سبيلِها لم تمتلكْ
ولعلَّها تغفُو على نسماتِ ربٍ يُرتَجَى
كانتْ لنا لحناً على أوتارهِ حُزنٌ حبكْ
تركتْ لنا حسَراتِ ثكلَى، فرخُها عَيناً هلكْ
ملكتْ فؤاداً مثلَ بدرٍ في الدُّجَى
يا والدي
كانتْ تُناجي ربَّها يحبُو لها طفلٌ ضحِكْ
طيفٌ يلاعبُ كلَّ شيءٍ أو يَدُكْ
كوباً من الفُخَّارِ أو زهراً قَطَفْ
ترنُو لبسمةِ عينِهِ
لكنْ أراضيها خَلتْ
والله يُؤتي لُطفَهُ مِن يُمْنِهِ
يا والدي
وعلى يَدِي ماتتْ وقد رقدتْ على رمشي سَحاباتٌ تُرَى
يا ليتَني لم أحضرِ الروحَ التي خرجَتْ أمامي للمَدَى
كانتْ تقولُ بعينِها
أين الملَكْ ؟
بَسَمَتْ ولم تُلقِ الْكلامَ ولم تنادِ خليلَها
ولسانُها لم ينتهِكْ
حَدَّاً ولا إثماً سَلكْ
والبالُ لم يَكُ للدُّنَى يوماً شَبكْ
رفعتْ عيونَاً للسما :
ما أعدلَكْ
لبَّيكَ إن الحمدَ لكْ
يا والدي
أختٌ وليستْ كلُّ أختٍ مثلَها
في سَمْتِها شُفْنا ترانيمَ التُّقَى
وسنابلَ العينينِ يكسوها الجوَى
وضراعةً قد كَحَّلتْ أهدابَها
وفؤادها طيرٌ على فرعٍ سَما
والنفسُ تحلمُ بالذي رسمَ الفلكْ
يا والدي
في صمتِها أنَّاتُ ذكرٍ للعُلا
فنهارُها لم تدرِ أين ضِياؤُهُ
رسمتْ لهُ ليلاً حلَكْ
علِمتْ بأنَّ دواءَها سفرٌ وأوقدَ سرجَهُ
لفظتْ رفيفَ الروحِ أجنحةً سعتْ
يا والدي
كانتْ لنا ظلاً من البسماتِ والحبِّ الجَلِي
لوناً من الأوجالِ والصبرِ الخفِي
ولها يدٌ ترجُو بها غُفرانَ ربٍّ يبتَلِي
يا والدي
طعَنَ الخبيثُ حقولَ كرمٍ لم يدعْ ورداً لها
لم تشتكِ الوجعَ الذي نخَرَ العظامَ وعمرَها
والريقُ حشْرجَ واقْتفَى
لُهاثَ صدرٍ واجْتوَى
دُنيا لَها وجهٌ قَسَا
والشوكُ يشرعُ رأسَهُ
كانت تُواري بأسَها :
ياربّ فيكَ ومنكَ أرضَى القاضِيَهْ
هلاّ تُعَجِّلْ لَقْيَتي
ياربّ ألْقَى حوضَ أحمدَ راضِيهْ
واشْدُدْ على أزْري ولا تمثُلْ بِيَهْ
إن القلوبَ على يدِ الرحمنِ ترجُفُ ما لها من باقِيهْ
ترجُو إِياباً آمِنهْ
يا والدي
خيلٌ على أرْدانِها عطرُ الثَّرَى
ركضتْ ومنها الطِّيبُ يفعَمُ والنَّدَى
سحبتْ مراسيها السَّفائنُ وانْجلتْ

حفرتْ على شَطِّ الخرابِ فراقَها

2\2\2010






  رد مع اقتباس
قديم 05-17-2010, 01:12 AM   رقم المشاركة : 6
شاعرة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :وطن النمراوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر/ صقر أبو عيدة

لِمَ الْهَلَعُ ؟؟



صقر أبوعيدة

لِمَ الْهَلَعُ ؟
وقد ظَعَنتْ بِنا الدُّنيا
وما أبقتْ لنا رحْلا
وما منْ دابَّةٍ تركتْ لها حبْلا
هي الدنيا وما أدري لما الجَزَعُ
فهل تنسَونَ أبصاراً خلتْ أَجَلا ؟
فيا نفسي شَقِيٌّ من بهِ وَلَعُ
أَفيقي من غَواشِيها
*****
هي الدنيا ولم يُسْمَعْ لها فَزَعُ
فكُلٌّ يبْتَغي أَنَسَاً بِلا وَجَلٍ
وكُلٌّ يَرْتَجي أمَلاً وينْتَجِعُ
وما اللهُ بِمنْأَى عنْ خَواطِرِنا
فلنْ تَشْقَى نُفوسٌ إنْ دَنتْ حُبّاً لِبارِيها
*****
هيَ الدنيا فهلْ يُندَى لها دَمعُ
وإن طالتْ بكَ الأيامُ في قَبْضٍ
فلا تعجلْ إلى الدنيا بِتعْذِيرٍ
فقلبُ المرءِ لا يسعَى إلى نَبْضٍ
وإنَّ السّمعَ والأبصارَ كُلٌّ في تَقاديرٍ
أغيرُ اللهِ وَاليها ؟
*****
وهذي الشّمسُ تسْجُدُ في مُصَلّاها
وترتفعُ
ولم تبخلْ بدفءِ اللهِ أوْ تخبُو كما السُّرُجِ
فعينُ اللهِ لا تسهُو
ولا تَدَعُ
ولم تمنعْ لنا ضَوْءا
ولو نَصَبُوا لنا جُدُراً منَ العِوَجِ
فإنّ اللهَ راعيها
*****
هيَ الدنيا على قَدَرٍ وإنْ قامتْ فلا تَقَعُ
وما مِنْ أُمّةٍ تَكبُو منَ الجوعِ
ولم نسمعْ بأنَّ الخوفَ حَطَّ البينَ في أرضٍ
وأنّ السقفَ منْ صَوتٍ
يَخِرُّ على أَهالِيهِ وينْفَلِعُ
ولم نعلمْ بِأنَّ الغيثَ ينحَبسُ
فهل منْ غيمةٍ سَكنتْ وَدونَ اللهِ تنْقَشِعُ ؟
ولم تعرفْ مَوَانيها !
*****
فتاللهِ كُرومُ الأرضِ لم تُحْجرْ لِعينينِ
وما تخفَى على اللهِ
فأيدي الناسِ تجرفُ من مخابِئِهِ
وتلهُو في مراتِعهِ وتقْتَلِعُ
وكلٌّ في مشاغلِهِ وينسَى شهقةَ النَّفسِ
ألم يعلمْ بأنَّ الروحَ ترتَفِعُ
وأن الحقَّ جانِيها ؟
*****
فكيفَ تسيرُ تحتَ العرشِ في وَلَهٍ
وأنتَ ونفسُكَ الأمارةُ السُّوأَى
تبُوءُ بإثْمِكَ المسكوبِ في بَلَهٍ
فهلْ تنسَى حُدودَ الوقتِ كيفَ تموتُ في الوقتِ؟
فلا تعجلْ على نَفَسٍ
وما الأنفاسُ إلا نسمةٌ والله مُجْريها
*****
أَفِي الدُّنيا متاعٌ غيرَ أيامٍ ننوءُ بها ونمتَقِعُ ؟
أمِ الملْهَى يخُطٌّ ضَفائِرَ العِصيانِ في النفْسِ ؟
ولم نعجبْ من اللهِ يبُثُّ الليلَ للراحِ
ونمضِي فيهِ للبلوَى وللرَّمْسِ
ونارُ اللهِ تنظُرُنا ويخفيها
*****
فيا عجَباً على خِبٍّ يحُومُ على مصارعِهِ
ولا يدري بأنَّ اللهَ من أزَلٍ
وقد نَحَتَ اليَراعُ على صحائِفِنا
إذا هاجتْ بنا الأقدارُ واقْتربتْ
ودقتْ ساعةُ الأجَلِ
فلا تملأْ قُلوبَ الناسِ منْ غِلٍّ يُعادِيها
*****
ألمْ تعلمْ بأنَّ الأرضَ في مَرأَى منَ اللهِ ؟
وأنَّ الجسمَ يشقَى في مجاريها
وأنَّ الحكمَ للهِ
وأنّ الناسَ في منأَى عنِ النورِ
وجمْرُ النفسِ يَكْوِيها
*****
ولو صبرتْ نفوسُ الخلقِ لانْداحتْ مَفاوِزُها
وما اسطاعتْ ذِئابُ الإنسِ تأْتِيها
فكُونوا طَوعَ أمرِ اللهِ في الحينِ
فإن الجلدَ والأطرافَ تكتبُ في دفاترِنا
ولو ذابتْ عظامُ الخلقِ في الطينِ
فإنّ اللهَ مُحْيِيها
*****
فلن تأسَى عُيونٌ هاجَ في أهدابِها الوَجَعُ
لخوفٍ من حساباتٍ
وقبلَ وُلوجِها التِّيها
ولو سُرِقتْ كُنوزُ الأرضِ في غبَشٍ
نهارُ اللهِ يأتِيها
*****
فلا تيأسْ على قُدسٍ يُحَوِّمُ في حَواشِيها
غريبُ الدارِ والشفتينِ يُشْقيها
وأيقنَ أنَّ أياماً تَدُولُ لهُ مَغانِيها
ولم يعلمْ بأنَّ اللهَ يَحْميها
*****
نَتوقُ لِمُورِياتٍ تقْدَحُ الشَّرَرا
فلا تَلْوِي إلى زَهْوٍ
ولم تُجْفِلْ لنا قَمرا
تَدُكُّ الصخرَ تفْرِشُ عظمَ عادِيها






  رد مع اقتباس
قديم 05-25-2010, 07:21 PM   رقم المشاركة : 7
شاعرة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :وطن النمراوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر/ صقر أبو عيدة

ِبلا عينيكِ بطنُ الأرضِ عنواني


صقر أبوعيدة


أنا الموشومُ بالأوجاعِ والجرحِ
تعالي نملإِ المرعَى أغانيَ عاشقٍ رسمَ الثرى ذهَبا
وينحتُ قلبَهُ غُرَفا
على أغصانِ لوزٍ كان قد سُلِبا
ونكحلُ راحَنا حناءَ عرسٍ من روابينا
ألم تدري بأنّ الوردَ مشتاقُ
إلى خديكِ والعينينِ فوقَهما مصابيحي
فقد سرنا إلى طرقٍ على أبوابِها ضاعتْ مفاتيحي
فعودي قبلما الأنفاسُ تنساقُ
إلى ندمٍ وبابُ الفجرِ ينغلقُ
فجُنَّ الليلُ بالدركاتِ والريحِ
*****
دعيني أغرسُ الأشعارَ في أسوارِ بحركِ كي يُقَبِّلَ صخرَهُ حُرّاً
أتى سربٌ غريبُ اللونِ ينهشُ في مآقينا
ويمضي في الليالي يرمقُ الكبواتِ يردمُ في تلاقينا
ويخطفُ بسمةً حامتْ على فمِ طفلةٍ رسمتْ
عروساً من ثيابٍ شقّها لغمٌ فألقاها
على جُدُرٍ بلا جسدٍ يُحَلّيها
وقد كانت تُغنّي في مدارسِها
بلادي عُشُّ ودٍّ ليسَ فيها مَنْ يخاصمُني
ويسلبُني أغانيَ كنتُ أدفئُها
مُعطّرةً بلونِ الصيفِ والوطنِ
فلا تبكي شهيداً نامَ في قبرٍ ولم يسكنْ بهِ رغَبا
ولكنْ قامَ يوماً يمسحُ العلقَ الذي جُلِبا
إلى هُدبِ الحبيبِ وحينَ كان فضاؤهم نُهبا
ليقضِىَ نحبَهُ حُبّا
*****
دعيني أرسمُ الشطآنَ في عينيكِ مينائي
فكلُّ شواطئِ البلدانِ صُلباني
كأنَّ البحرَ يدعوني لأغسلَ فيهِ أحزاني
ويقذفَني على صخرٍ ومنْ قدميّ يجذبُني
إلى قبري فألقَى الموتَ في شغفٍ ليؤنسَني
بِلا عينيكِ بطنُ الأرضِ عنواني
*****
أقولُ لمن يقاتلُني على عينيكِ لنْ أتعبْ
فإنَّ الموتَ منحوتٌ على عمري ولم أكتبْ
على بدني شهيداً أو حبيباً عِرقُهُ يشخُبْ
أَلا فاهجُرْ فإني في غرامِ العينِ قد أهلكْ
وإني أشتهي وجناتِ أمّي عندما أمضي
إلى أحضانِها عطشاً فتلقاني

لتذرفَ وردةً من عينِها، فأنام لا أتعبْ






  رد مع اقتباس
قديم 05-28-2010, 08:44 PM   رقم المشاركة : 8
شاعرة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :وطن النمراوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر/ صقر أبو عيدة

مَنْ حَبَّها ...لا يَنْقلِبْ
صقر أبوعيدة
يامُلْحَتي
هذي حِكاياتي علا فيها العجبْ
لم نحْكِها بل يحْكها جفنٌ غَرِِبْ
قد أثْخنَتْ حِبرَ الكتُبْ
تلك الأقاويلُ التي لم تُجْترعْ
أو تُخفِ أقلامَ الكذبْ
لم تخشَ أفواهَ الزبدْ
يامُلْحَتي
مُدّي لنا ريقَاً من الصَبّار والتين الرّطِبْ
أو دمعةَ العُنقودِ في حُضنِ العنبْ
إن لم تكوني في نَصَبْ
يامُلْحَتي
لم يلتئمْ جرحي ولا راح السَّببْ
باعوا لنا حُلماً لقدسٍ قد ذهبْ
صبرًا جميلاً أُمَّنا
لا تشتكي بثّاً وحزناً أوعَتبْ
شُدّي على بُؤس الوطنْ
سُلّي الشُّهُبْ
سيفاً يُكِنُّ الحزنَ يوماً والشجنْ
يُلغي الحُجُبْ
فالبأسُ سِربالٌ على بحرٍ فَقَدْ
موجاً على شطٍّ سُلِبْ
فلْتُشعلي تَنّورَ خبزي فوق صخرٍ أو جسدْ
ولْتَسكُبي عمري على زيت اللّهبْ
لا تركني
كل القلوب القابعهْ
قد أجفلتْ
لو كان قلباً من ذهبْ
قاموا على مَوْتِي وخيشِ الأشرعهْ
أخفت وُجوهاً خلفَ رسمِ الأقنعهْ
غَطَّت على أشعارِهم لحن الخُطبْ
يامُلْحَتي
أنتِ القرى
أنتِ المدنْ
أنتِ الجناحاتُ التي تحتَ اللهبْ
حطّتْ على أفراخِها
ترضَيْنَ خبزاً من شعيرٍِ أو ذُرهْ
أياً أتى يكفي شموعاً أينعتْ
تروي سبيلاًَ عابراً مِمّا طلبْ
والكرمُ في بستانها جُودٌ حَلا
أنت الولودْ
أنت الودودْ
أمُّ العربْ
إن تسلُكي فجاً لهم
يأتون رجْلاً أو رُكُبْ
هل من محب؟
مَنْ حَبّها... لا يَنْقَلِبْ






  رد مع اقتباس
قديم 06-03-2010, 07:45 PM   رقم المشاركة : 9
شاعرة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :وطن النمراوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر/ صقر أبو عيدة

عندَ التّأَمُّلِ والسّؤَال
صقر أبوعيدة

لم أذكرِ العسلَ المصفَّى أو شراباً سائِغا
أو خمرَ دُنيا بالفؤادِ ولا صُروحاً تُبتغَى
لم أجلبِ البارودَ يوماً للوغَى
أنهارُكم لا تُرتجَى
لكنّني قد أعصرُ العينينِ أنعى نبعَكمْ
لم أسألِ الليلَ المحيطَ بكاهلي عن طولهِ
لكنْ هنا، قد يرقبُ الفجرَ اصطباري عندما يتثاقلُ
لم أنزعِ الورداتِ من أغصانِها
حقٌّ لِيَا
عن عطرِها أتساءلُ
لِمَ فَرَّ من أوراقهِ حين انتفَى فَلّاحُهُ؟
لِمَ تكرهونَ سؤاليا؟
أو ليسَ بي مِمّا بكم؟
لي قلبُ إنسٍ مثلُكم
لي أنفُ وجهٍ يشمخُ
وحبيبةٌ زرعتْ على أنفاسِنا ما لم تكونوا تعلمونْ
ملأَتْ جِرارَ قلوبنِا حبّاً بلونِ الياسمينْ
لِمَ تكرهونَ الأمنياتِ وقد غلتْ
لا تستكينْ؟
أوَليسَ لي عينٌ ترى تتخيّلُ؟
في هذهِ الدّنيا التي تتململُ
بين الجهاتِ وتسلبُ العمرَ الذي يتجرجرُ
بين الخضوعِ وبين ثغرٍ يسألُ
أوَ ليسَ لي حقٌ لأنظرَ في سماءِ اللهِ لا أتأوّلُ
أمْ أَنني خلقٌ بهِ شُؤمُ الهوَى
أحببتُ ربي والرسولْ
لِمَ تكرهونْ؟
اليومَ مثلي لم يكنْ حرمَ الندَى ألوانَهُ
لم يعصرِ القطراتِ من أكمامِها
لِمَ صدُّكم يبقى على عيني وظهري يُرتقَى
لم أطلبِ الكنزَ الذي لم تصنعوا مفتاحَهُ
أسعَى إلى خَبَرٍ يعاتبُني لأرسمَ صدْحَهُ
أهفُو إلى شمعاتِ ليلٍ ما بها نزفُ الجراحْ
أَمضي على دربي ولا يعلُو على وجهي نُباحْ
وأنامُ في حقلي ولا أصحُو على صِرِّ الرياحْ
يأتي دياري ضيفُها
أُقريهِ وُدِّي، خبزَ يومي، غيرَ أرضي والسماءْ
أعطي حواكيرَ الجدودِ فؤادَ وِلْدي خوفَ هجْرٍ أو تُباحْ
أصطادُ ما في خاطري دونَ اخْتلاجٍ أو يواريني اجتياحْ
هلْ في ظنوني أيُّ جُرمٍ أو جُناحْ؟
ساومتُموني كيْ أظلَّ قبيحَ قومي أو أُزاحْ
لِمَ يا تُرى؟
صارتْ ضمائرُكم تُوارى أنفَها عندَ ابتلاءٍ أو كفاحْ
أدمنتُ قبري في لياليكم ولا تدرونَ يوماً ما بِيا
أوَلم تروا أني أسيرُ وراءَ بُؤسي والبِلَى
مرْجُ البلادِ لها عطورٌ لم تُراعوا ريحَها
أرنُو إلى شمسٍ لأغزلَ من ضفائرِها وشاحْ
هل أتركُ الدارَ التي أثخنتُموا أجفانَها؟
أرأيتموني أجرحُ النسماتِ في شطآنَها؟
في البالِ أحلامٌ لها نغَمُ الفراشةِ ترسمُ البسماتِ في ألوانِها
طلبي بسيطٌ ما بهِ ظلُّ السلاحْ
فرَحي غسلتُهُ من مذارفَ صبَّها خدُّ الملاحْ
جفني تعوّدَ قذفَكمْ
لَمْ تكتفوا من رميتي فوقَ الجراحْ
وأُمومتي لم تدعُ لوماً أو عتابْ
سكَبَتْ ندىً أسقتْهُ جِيداً فوقَهُ وردُ الأقاحْ
كُتبُ الطفولةِ لم تلاقِ هِلالهَا ليلاً ولا وجهَ الصباحْ
هذي خواطرُ لم تجدْ درباً لها
جلبتْ لنا صهريجَ نقعٍ من دماءْ
والشمسُ تنقضُ غزلَها في حَيِّنا
أوَقبلَما أحبُو إلى دفءِ الشتاءْ
جرَّدْتُموني من ثِيابي وانتهتْ فوقَ الرّماحْ
شُلِّّحْتُ من جِلدي وعظمي يكتسي ثوبَ العراءْ
لم يبقَ لي غيرُ انْشغالي في الخواءْ
هل تنتَشُون إذا شربتُم فوقَ ذلكَ من جراحْ؟






  رد مع اقتباس
قديم 06-14-2010, 10:48 PM   رقم المشاركة : 10
شاعرة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :وطن النمراوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر/ صقر أبو عيدة

أُمُّ السَّفَائِنِ تَشْتَكِي رُبَّانَهَا

صقر أبوعيدة

مَنْ ذَا الّذِي خَرَقَ السَّفِينَةَ واحْتَفَى؟
وَيْلٌ لَهُمْ
خَرَقُوا السَّفِينةَ وَامْتَطَوْا خَلَجَاتِهَا
وَتَنَاوَمُوا كَيْ لا يَرَوْا زَفَرَاتِهَا
لَمْ يَعْلَمُوا غَضَبَ البِحَارِ وَكَيفَ تَكْتُمُ غَيْظَهَا
وَيْلٌ لَهُمْ
لَوْ مَدَّ رَهْطٌ كَفَّهُمْ لادَّارَكُوهَا قَبْلَ أَنْ تَتَبَلَّلا
لَكِنْ تَثَاقَلَ جَمْعُهُمْ وَكَأَنَّهُمْ خُشُبٌ عَلَى أَكْنَافِهَا
وَيْلٌ لَهُمْ وَيْلٌ لَهُمْ
*****
أَخَرَقْتُمُوهَا كَيْ تَغُبُّوا خَمْرَهَا؟!
أَفَتَطْمَعُونَ بِأَنْ تَشُمُّوا حُوْرَهَا؟!
وَالأَرْضُ حُبْلَى بِالْشَظَايَا وَالدِّمَا
فَتَذَكَّرُوا
تِلْكَ الْحَبِيبَةَ كَيْفَ كَانَتْ تَضْرِبُ الأَمْوَاجَ تَنْشُرُ حُبَّهَا
في كُلِّ بَدْرٍ تَسْتَحِمُّ وَتَمْلأُ الدُّنْيَا وَضُوءَاً لِلْفَلاحْ
والْبَرْقُ يَلْمَعُ لِلْسُيُوفِ لِتَقْطِفَ السُّبُحَاتِ مِنْ عُنُقِ الصَّباحْ
وَتَعَطَّرَتْ بِالنَّفْلِ فَازْدَانَتْ حَلاوَةُ رِيقِهَا
لا عَتْمَةً تَكْبُو لَهَا
فَالنَّجْمُ مَزَّقَ لَيلَهَا
تَطْفُو وَتَغْفُو في حَرِيرِ الشَّمْسِ تَجْنِي قُوتَهَا
مِنْ كُلِّ حَقْلٍ أَوْ نَشِيدٍ يَجْمَعُ الأَنْغَامَ دَرْءَاً لِلْرِيَاحْ
رُبَّانُهَا مَسَكَ الشِّرَاعَ وَلَمْ يُجَارِ هَوَاءَهَا
وَعَلَى الْفَرِيضَةِ يِرْتَقِي صَهْوَاتِها
لَمْ يَرْسُ في عَينٍ جَوَارِيهَا غَفَتْ في خِدْرِهَا
حَتَّى إِذَا أَخَذَتْ حَرَائِرُكُمْ زَخَارِفَهَا نَسِيتُمْ طُهْرَكُمْ
وَتَشَمَّرَتْ بَقَرَاتُكُمْ لِلْحَرْثِ وِالنَّسْلُ امْتَطَى شَهَواتِهِ
وَهُنَاكَ مَنْ يَتَرَبَّصُ
لَمّا تَرَكْتُمْ رُمْحَهُ
وَصَلاتُكُمْ رَقَصَتْ عَلَى طَرَفِ الْهَوَى
فَخَرَقْتُمُوهَا وَالْرُؤُوسُ تَفَرَّقَتْ مِنْ قُرْبِهَا
وَتَقَلَّدَتْ نِيْرَ الْحُكُومَةِ والجِرَاحْ
أَسْلاكُهُمْ قَدْ أَقْفَرَتْ وَجَهَ الثَّرَى
رَكِبَ الْخَطِيبُ مَرَاسِمَ الشُّهَدَاءِ زُلْفَى وَاشْتَرَى
وَهَجَ اللَّظَى حَتَّى اصْطَلَى
ثُمَّ اسْتَجَرْتُمْ بِالّذِي رَسَمَ الْبَلاءَ وَلَمْ يَقُمْ مِنْ ظِلِّهِ
الآنَ قُمْتُمْ تَذْرِفُونَ الدَّمْعَ وَالْمِينَاءُ صَارَ مُسَوَّرَا
الآنَ هِجْتُمْ في الْبَرَارِي وَالورَى
هَلاّ تَذَكَّرْتُمْ فِرَاخَاً فِي الْقُرَى
تَأْتِي خَوَابِي قَمْحِنَا
وَدِثَارُهَا مِنْ قَشِّنَا
وَالْعَيْنُ تَبْكِي السُّمَّرَا
وَيْلٌ لَكُمْ وَيْلٌ لَكُمْ
ثُمَّ اسْتَفَقْتُمْ بَعْدَمَا هَامَ الْعَرِيفُ وَأَسْكَرَا
يَا لَيتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ
صِرْتُمْ نُخَالَةَ كُلِّ مَنْ نَبَذَ الْكِتَابَ وَزوَّرَا
أُمُّ السَّفَائِنِ تِشْتَكِي رُبَّانَهَا
فَلْتَرْفَعُوا مِنْهَا الْمَرَاسِيَ رُبَّ نَجْمٍ قّدْ يُرَى






  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:38 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::