تَرَاتِيلُ الْحَنين
صقر أبوعيدة
دَعُوني أُهَدْهِدْ جُفوني
أَحِنُّ الْتِياعاً إلى النومِ بين الجداولْ
أَذوقُ الْتِحافَ الحُقولِ السَّنابِلْ
بلا رَهْبَةٍ من نُيُوبِ المناجلْ
*****
دَعُوني أُذَلّلْ رِياحي
نَلُمُّ الْبساتينَ في حضنِ أُمّي
ولونَ النّدَى في الوُرودِ
فَلا أَمْنعُ النّحلَ منْ أٌقْحُواني
وَلا نقْرَ جائِلْ
*****
دَعوني أُهادِنْ عُروقي
بِلا سكْرةٍ وارْتعاشاتِ خوفٍ
فلا أسمعُ الجُنْدَ أوْ صوتَ قصفٍ
ولا كسْرَ عظمِ الـمَنازلْ
*****
دعوني أُلمَلِمْ جِراحي
لِنَومِ العصافيرِ بعدَ اغْتِرابٍ
وعنْدَ الأغاني بِليلِ العَرائِسْ
فَلا خَوفَ منْ حَائِماتٍ
ولا سَهمِ قاتلْ
*****
دَعُوني أُحَرّكْ شِراعي
لِطيرِ السُّنونُو ليِرْقَى الـهَواءَ
يعودُ الـهُوَيْنا يَجُوبُ السَّحابَا
فَلا رُعْبَ منْ لُجِّ بحرٍ
ولا صَعْقةٍ خَرَّ منها السَّفينُ
ولا مرْكِبٍ أوْ قِلاعِ السّلاسِلْ
*****
دَعُوني أُزَمِّلْ ظُنُوني
فلا تَطْرُفُ العينُ من نَبْحِ عاوٍ
ولا قَنْصِ حاقِدْ
ولا طرْقِ فَجرٍ بِكسْرِ الرِّتاجِ
ولا رَصْدِ صَائِلْ
*****
دَعوني أُجَلّلْ سُهُولي
بصخرٍ وقمحٍ وثدْيِ الدَّوالي
وأَسْرَحْ على حُلمِ طائرْ
فلا يَنْمَصُ الزّغْبَ ريحٌ
ولا يُفزِعُ الفرْخَ كاسِرْ
وفي العُشِّ غافِلْ
*****
دَعوني أُجَفِّفْ مناديلَ أمي
وأمسحْ دُموعاً على خدِّها قدْ دَعانى
إلى الجرحِ في خصْرها والبَواكي
لِتُرْوَى جُذورٌ لنجمٍ حَباني
بِلا رِعْدَةٍ من أزيزِ القنابلْ
*****
دعوني أُحاوِرْ غُصوناً بلَوْزي
لِتسعَى على مهْلِها في اخضرارٍ
ولا تتْرُكوها على زَفْرةٍ واحتضارٍ
وفى صدرها صمتُ نارٍ
وشاطَتْ عليها حُروبُ القبائلْ
*****
دَعوني أَذُبُّ اللّيَالي بقلبي
لكي لا أُقاسي نِياحاً ولا دمعَ ثَكْلَى
ولا أُغنياتٍ على جُرحِ صَحْبي
ولا دمع عائلْ
*****
وإنْ نِمْتُ لا تُوقِظوني
فإنْ طالَ نومي فلا تَنْظِروني
ومن تُرْبِ أرضي فغَطّوا دِمائي
وشالٍ لأمّي وشَجْوِ البلابلْ
وبُلّوا عظامي بزيتِ المشاعلْ
فلا تذْرِفوا دمعَ أمي
ولا ملحَ بحرٍ يُقاتلْ
*****
دَعوني أُهَرِّبْ أَنِيني
إلى الشمسِ والفجرُ يغْزِلْ
فعُشبي على أرضهِ صارَ ينْأَى
يُداري انتِشارَ المغيبِ
فَنَزْفي عَبيطٌ وجُرْحي رُخامٌ
وطفلي يُسائلْ