أرجو من كل الإخوة و الأخوات ،شعراء و غير شعراء ،الإدلاء بآرائهم في قول الأصمعي بخصوص الشعر:
-الشعرُ نَكِدٌ بابُه الشرُّ، إذا أدْخلتَه في باب الخير ضَعُف ولانَ.
إذ يبدو لي أننا لو أخذنا بهذا القول لأسقطنا من حسابنا أغلب الشعر العربي و لبقي لنا منه ما لا يسد حتى الرمق.
تحيتي للجميع.
ما قاله الأصمعي عن الشعر لا أظن أنه يريد الإنتقاص منه فهو فن أدبي رفيع مجده العرب
واختاروا منه المعلقات مما أفرزته عكاظ ونحن نعلم أن الأصمعي عالم من أعلام اللغة وكل
أعلام اللغة كانوا يستشهدون من الشعر اضافة إلى كونه شاعر
والمتابع لتاريخ الأدب يرى أن الشعر هو ديوان العرب وربما ما يقصده الأصمعي في قوله
هذا مالا نعرف سببه والدوافع التي دفعته لهذا القول .
ومهما يكن فولوج أبواب الخير سواء بالشعر أو بغيره تبقى مفتوحة لمن أراد دخولها مهما
كانت الصعاب .
---
ملاحظه / هذا الطرح للمناقشة وتصنيفه بعيدا عن الخاطرة في هذا الركن
التوقيع
لا يكفي أن تكون في النور لكي ترى بل ينبغي أن يكون في النور ما تراه
إذا ما أردنا فهم مقولة الأصمعي برغم اختلاف الروايات فيها وتعدد ناقليها ، علينا أن نعيش زمان الأصمعي ونتجرد من كل موقف مع أو ضد الأصمعي ليكون كلامنا موضوعيا
فالأصمعي عاش في القرن الثالث الهجري ، أي في زمن هيمنة المفاهيم الاسلامية في حياة العرب ، ومن هذه المفاهيم الخير والشر ، وحصرهما في النفس الإنسانية ، فهي أقوى
ما في الوجود ، ومن هنا لا يوجد خير مطلق ولايوجد شر مطلق ، ومن هنا سخرت العقيدة الإسلامية من كل فكر يؤمن بخلاف ذلك .
واستشهد الأصمعي ليؤكد صدق مقولته بحسان بن ثابت ، وقال إن شعره في الجاهلية كان أكثرة قوة ولمّا جاء الإسلام سقط .
لذلك نقول إن قول الأصمعي لانجد فيه تسفيه للشعر العربي ، بل تحديد لموضوعات الشعر ، فمثلا شعر الخمرة نراه من أجود الشعر في وصفها ، وهذا لاعيب فيه بشرط أن لا
يدعو الشاعر الى احتسائها لأن ذلك مخالف للقرآن الذي حرّمها ، والتشبيب بالمرأة من أعذب الأشعار ، بشرط أن يلتزم الشاعر بحدود أقرها الشرع ، وكذلك الأمر في الهجاء
والمديح وغير ذلك .
الذي أفهمه من مقولة الأصمعي أن الشعر له مكانة سامية ، وعلى الشاعر أن ينظم وفق دائرة تتوافق حدودها مع مفاهيم الإسلام ، وأعتقد أن قوله ( لان ) فيه وضوح فالشاعر
حسان ومن جايله كان واجبهم الدفاع عن العقيدة الجديدو وهذا ينطلب استعمال مفردات واضحة للجميع والابتعاد عن غرائب الألفاظ ومتقعرها ، والنقاد يرون أن استعمال الألفظ
الغريبة يعطي للشعر قوة ، أرجو أن أكون صائبا في قولي .
ربما قصد من الضعف القيود الشرعية التي تقصّ أجنحة القصيدة وتحدّ من تحليقها الفاحش
هي رؤية ركيكة لا تتعدى حدود قائلها، وقوله لا يساوي قيمة الحبر الذي كتب به
لكلّ شيء باب والخير باب الشعر النافع والخالد!
شكرا لطرحكم القيّم والمهم
لجأ الكثير من الشعراء في كلّ العصور من الجاهلي وحتى عصرنا هذا وإن خفّت لهجته ،إلى الهجاء وقول الشعر المجانب للأخلاق الحميدة من مفردات نابية وفاحشة ومبتذلة تأنفها المسامع وتجلب لصاحبها الشر والهلاك ،وقد نشبت حروب بين القبائل وقتل شعراء بسبب قصائدهم أو أبياتهم اللاذعة أو الخليعة وهناك الكثير من الشعراء من كان الناس يخافون من هجائهم ويبتعدون عنهم ،مثل بشّار بن برد والسليك بن سالكه وحمّاد عجرد والقائمة طويلة لذلك حسب رأيي أن الأصمعي قصد هذا الشعر الجالب للشر ولم يقصد الشعر العفيف .
كل إنسان يتأثر ببيئته وعصره والسقف المعرفي لذلك العصر
وهذا ما دفع الأصمعي لإبداء ذلك الرأي الذي نختلف معه فيه بالتأكيد لأن معطيات عصرنا تختلف عن القرن الثالث لهجري الذي عاش فيه الأصمعي
ما قاله الأصمعي عن الشعر لا أظن أنه يريد الإنتقاص منه فهو فن أدبي رفيع مجده العرب
واختاروا منه المعلقات مما أفرزته عكاظ ونحن نعلم أن الأصمعي عالم من أعلام اللغة وكل
أعلام اللغة كانوا يستشهدون من الشعر اضافة إلى كونه شاعر
والمتابع لتاريخ الأدب يرى أن الشعر هو ديوان العرب وربما ما يقصده الأصمعي في قوله
هذا مالا نعرف سببه والدوافع التي دفعته لهذا القول .
ومهما يكن فولوج أبواب الخير سواء بالشعر أو بغيره تبقى مفتوحة لمن أراد دخولها مهما
كانت الصعاب .
---
ملاحظه / هذا الطرح للمناقشة وتصنيفه بعيدا عن الخاطرة في هذا الركن
شكرا لك تواتيت على الرد الكريم و على نقل موضوعي إلى القسم المناسب من المنتدى، و أقول:
رايك في نظري صائب ،و لكن إذا جئنا إلى رأي الأصمعي و حللناه لوجدناه يخفي مفهوما للشعر عند الأصمعي من حيث القوة و المتانة ،فالشعرعنده إذا قيل في الخير ينزل عن مستواه الذي ينبغي أن يكون عليه،و لا أدري عما إذا كان يرد أن يقول لنا على الشاعر أن يدخل بابه الشعر بالأصالة و لا بأس مرة بعد مرة إن خرج به و أدخله باب الخير،و الله أعلم.
شكرا لك أستاذتنا الكريمة.
إذا ما أردنا فهم مقولة الأصمعي برغم اختلاف الروايات فيها وتعدد ناقليها ، علينا أن نعيش زمان الأصمعي ونتجرد من كل موقف مع أو ضد الأصمعي ليكون كلامنا موضوعيا
فالأصمعي عاش في القرن الثالث الهجري ، أي في زمن هيمنة المفاهيم الاسلامية في حياة العرب ، ومن هذه المفاهيم الخير والشر ، وحصرهما في النفس الإنسانية ، فهي أقوى
ما في الوجود ، ومن هنا لا يوجد خير مطلق ولايوجد شر مطلق ، ومن هنا سخرت العقيدة الإسلامية من كل فكر يؤمن بخلاف ذلك .
واستشهد الأصمعي ليؤكد صدق مقولته بحسان بن ثابت ، وقال إن شعره في الجاهلية كان أكثرة قوة ولمّا جاء الإسلام سقط .
لذلك نقول إن قول الأصمعي لانجد فيه تسفيه للشعر العربي ، بل تحديد لموضوعات الشعر ، فمثلا شعر الخمرة نراه من أجود الشعر في وصفها ، وهذا لاعيب فيه بشرط أن لا
يدعو الشاعر الى احتسائها لأن ذلك مخالف للقرآن الذي حرّمها ، والتشبيب بالمرأة من أعذب الأشعار ، بشرط أن يلتزم الشاعر بحدود أقرها الشرع ، وكذلك الأمر في الهجاء
والمديح وغير ذلك .
الذي أفهمه من مقولة الأصمعي أن الشعر له مكانة سامية ، وعلى الشاعر أن ينظم وفق دائرة تتوافق حدودها مع مفاهيم الإسلام ، وأعتقد أن قوله ( لان ) فيه وضوح فالشاعر
حسان ومن جايله كان واجبهم الدفاع عن العقيدة الجديدو وهذا ينطلب استعمال مفردات واضحة للجميع والابتعاد عن غرائب الألفاظ ومتقعرها ، والنقاد يرون أن استعمال الألفظ
الغريبة يعطي للشعر قوة ، أرجو أن أكون صائبا في قولي .
الشكر كل الشكر لك أستاذنا الدكتور أسعد،
لو زدت على كلامك الدقيق أعلاه لكان ذلك مني مجرد نافلة ،و لكن لدي ملاحظتين،
1 ـ عندما يصف الشاعر الخمرة بأجود الصفات و أحسنها فإنه ضمنيا يدعو إلى احتسائها حتى ولو لم يجاهر بتلك الدعوة.و كذلك الشأن بوصف المرأة في التشبيبي.
2ـ عندما يلتزم الشاعر بمفاهيم مذهبية معينة ،و يقرض الشعر داخل دائرتها ،أليس في ذلك تقييد على حريته ،و بالتالي فهو لن يبدع لنا شعرا صادقا بل شعرا مر إليتا من سرير بروكست؟
سلمت أخي أسعد.