تحية طيبة ...
النص يستحق اكثر من وقفة لتعدد مستوياته من لغة شعرية ومرجعيات فلسفية وتقنيات سرد متداخل ومركب مما يخرج ببلاغة نص وليس بلاغة صورة شعرية او مفردة شعرية انما هناك صوت النص الملون بنداءاته ولعلي اوفق بالعودة لبيان ما جاء من نفائس في ارض النص
هنا كوقفة اولى وعلى المستوى الموضوعي يهبنا النص جمل شعرية حكمية فلسفية خرجت من طوق الزمانية لتصلح في ازمان تحقق شروطها او تكاد تكون صالحة على الدوام لقوة المعنى الذي يولد المصداق في استمراريتها عبر الزمن وهي
الريحُ تَقْرَأ مَجَازَ العَبَثِ
مَعَ مَهَبّ الرُوْح تَنْتَشِي نِدَاءَاتِ المَوْت عَلى عُشْبِ تُرَابي يَمْشِي الحَمَام اخْوةُ يُوسف سَقَطُوا فِي السَجَن
دُمُ الذِئْبِ أزْهَرَ فِي البِئْر لوْحَاتِي تَغْتَرُبُ كِتَابَاتُهَا ليْتَ دَفْقَتِي كَلِمَة خَاطِئَة
تَفِيضُ تَرَاتِيلِي المَسَائِيّة عَلَى أصْوَاتِ الخَوْف وَ الهُدُوء
هلْ لِلضَوء المُتَنَائِي مَنَارَةً للشُعَرَاء التَائِهِيْن
هنا وعي لغوي في بعد جمالي احكم القبضة على المعنى المتحرك فلسفيا في تجربة الشاعر بخصوص هذا النص
لست هنا امارس أسماء الأشارة الى معاني النص فالشعر ليس معنى وانما هو طريقة معنى وهذه الطريقة هي التي تفجر صفات اللغة وتحج اليها الأشياء بغير ثياب الدلالة
النص قيّم وجميل ومهيب بهدوءه البلاغي وضرباته السيميائية
لي عودة انشاء الله من باب اخر
مذهل في حوارك مع الأنا شاعرنا العبيدي القدير ..
قصيدة عميقة جدا والإبحار في لجتها فيه لذّة وألم .. لذة الجمال وألم ينبعث من الحرف .
لقطات تناص ذكية وشفيفة تنقلنا لأعماق لا قاع لها ..
لك المحبة والتقدير شاعرنا
التوقيع
أنا شاعرٌ .. أمارس الشعر سلوكا وما أعجز .. أترجمه أحرفا وكلمات لا للتطرف ...حتى في عدم التطرف
ما أحبّ أن نحبّ .. وما أكره أن نكره
كريم سمعون