حبنا للأستاذة الفاضلة عطاف و لحرفها الراقي كبير
و إكراما لها و لحرفها الجميل
أتشرف نيابة عن أعضاء (منتديات نبع العواطف الأدبية) بتدوين قصائد الشاعرة هنا
و على بركة الله أبدأ
أهاجرُُ من مَدَىً قـَلِق ِ
ومن زمنٍ يُؤرقني
فيرميني إلى قدرِ ..
وأرقبُ لهثة الأيامَ في ضَجَر ِ!
فلا شئ يعوّضني ..
عن المغبُون من أمَد
ولا شئٌ يُصفّق لي
يُهدهدني
سوى الأحزان في سَفري !
أنا المأسورة البوح
برغم الصّارخ الآتي ..
ورغم تفجّرِ الآمال في ذاتي
فهذا الهمّ قيّدني ..
يُلازمني يُخيّمُ في أفانيني
فمُذْ ينهالُ موعدُهُ
يُسامِرُني .. ويَسرِدُ لي ( ضلالاتٍ )
إلى الفجرِ ..
*****
أنا من أَهْرَقَ النسيانُ في نفسي
كؤوساً من دُجَى الرّهقِ ..
أُكابدُ ظلمةَ التّغراب واليأسِ
وأسرحُ في مجاهلَ لوعة التّشهاق والتّعس ِ
فلا دوحٌ
ولا بوحٌ
ولا أحدٌ
سوى الأصحاب من ورقٍ ..
ومن دمعٍ ومن طيفٍ
ومن أشلاء أغنيةٍ عن الأفراحِ من زمنٍ
وكوبٍ من شرابِ الحُلمِ في خفرٍ
وبُسطٍ من نسيجِ الوهمِ
من خِلـَقِ
بقايا من حياةٍ ملؤُها الصّمت
وأطيارٍ من البؤسِ
نثاراتٍ من الهزء ِ
تُطيش النّارَ في ظلّي
فيصعدُ نفحُها حِسّي
وكلّ التيه يسمُو بي .. كمَا النّسر ِ!
****
أنا التوّاقة الولهى إلى وطنٍ ..
يُراقص خطوةَ الشّمس
ويُسفرُعن بريقِ الرّوحِ في وهجٍ ..
يُرجّعُ لي حماماتي التي قدْ غادرتْ أمسي
أنا من زادَهُ المنفى خياراتٍ
من الإذلال ِ فوق التيهِ والرّمس ِ
أنا الهفهافة الحسّ
وفي جبرٍ من الكدّ
وجلمودٍ من الصدّ
أُهادنُ قبضةَ البأس ِ
وأُبردُ لطمةَ النّكران في كبدي
ولكن ...
من أسى عمري
وذوبِ الرّوحِ في كمدِ
*****
أنا من عاصفٍ خَلدِي
كمثلِ الرّيح لا تلوي على أحدِ !
وقوفي في هجيرِ العيشِ أصهرني
رَمَاني للمدى وحدي ..
أعاني في صحارى العمرِ..
لا شجرٌ ..
ولا ماءٌ ..
سوى الكثبانِ والحجر ِ!
أُرددُ في بحور ِ الوحدة ( السّلوى ) حكاياتٍ ممزقة ً
فتُسْليني ..
تُقدّمُ لي نوارسَها
أُسافرُ في رسائلِها ..
وموجُ وفائِها يغري
فألثِمُهَا ..
وألثمُ شهقة القمر ِ
***
أنا ذاك الأشمّ .. ( الصامدُ الجبلُ )
ودوحٌ الروضِ والأنسامُ والأملُ
وبي نقشٌ من الدّهرِ
تُصافحني أياديه وتُبقي الوشمَ في صدري
كأوسام تلألأ من جروحٍ
- نورها صبري -
بقايا من فـُتاتِ النّوحِ
تـُلفـّعُني ..
بثوبٍ قـُدّ من سأمِ
ومن سَقَرِ
*****
أنا ذاك الوشاحُ الـ حِيكَ من ورق ِ
وذاك الطائرُ الغـِرّيدُ بالقلق ِ
أُرفرفُ فوقَ أعشاش ٍ من الزهدِ
وأَرحلُ بالصّدى المَحْكيّ من سهدِ
إلى جهدِ
وقلبي فارسُ الفلواتِ من قِدَم
يُصارعُ لفحةَ التغرابِ والألم
فكمْ شهدتْ ضلوعي أحلكَ الأيامِ في صبرِ
وبحري هادئ .. ويثور إن غَضِبَا
إلى أن يبلغَ السّببَا
*****
أنا الدّمعُ ..
أنا الأوزارُ والأوجاعُ
ذوباتٌ يجيدُ لغاتها الشمعُ
وأنّات ٍ كرَعْشِ الهَائِم الحرّ
تركتُ الرَّغدَ والأطماعَ للبشر ِ
وأثقالي من الأشواك أحملها
أُطَوّفُها معي من معبرٍ أمضي ..
إلى معبرْ
وعلَّمتُ الأسَى نفسي
لتبلغَ ذرْوَةَ الهِمَمِ
وإن قاسيت ُ.. في الحفر ِ
فكلّ النّارِ في أفقي
تُحوّلُ غضبتي شُهُبَا
وكلّ الصّخرِ في قِلقي
يُحوّلُ مَطْمَحِي سُحُبَا
لئن غادرتُ من قدر ٍ..
إلى قدر ِ
وراقبتُ الليالي في دُجَى القهر
فلا معنى لإبقائي
لأني صرتُ سوطاً
في يدِ الدهر ِ
كذا الدّنيَا . . . !
ستـَعْجُمُ عُودَنا فنصيرُ كالحجرِ
وها نمضي . . .
بلا كدِّ..ولا كدر ٍ
ولاحلم ولا أملِ ِ
وحتى آخر الأجل ِ
زدني إلهاماً وحناناً
يا أغلى من سحر فتوني ..
زدني وتباهَى بظَلالي
بحياتكَ
تلك المفتونة ْ..
في ظل الوجدّ المسنونِ !
أشتاق إليكَ تعلّمني أشعاراً وسنى
وشعوراً ..
أشعاراً أنقى من شجني ..
أشهى من ثورات جنوني
فأنا ليلتكَ المنثورة بالفجر وبالقمر السادر ..
وأنا دهشتكَ المطمورة بالدهشة والغسق الهادر ..
وأنا في قلبكَ أغنية تعزف أطيافاً وطيوباً ..
وأنا في روحكَ أنسامٌ تحتاجُ رفيفك أضواءً ..
وهياماً ..
وعذوبة ْ..
يا أجمل من غرّدَ
قلباً
في شجري
في أعصاب فنوني !
بللّني باللحن الممشوق
ألهمني لحناً تيّاهاً ..
أعجبَ من ميّاس لحوني !
(2)
ياعشقي الأجمل ..
يا أحلى ..
من جدول إحساسي الأنضر ..
يا أبهى من شوق فؤادي !
أسكر من شوق عيوني !
علّمني كيف أُسلسلها أزهاري حباً ..
وسطوري .. ؟
فسطوري تشتاقُ لحبّ معجونٍ بالموج الأمثل ..
بالصّخب المسعور ..
والأفق الشّارد في ذعرٍ !
مطحونٍ بالسّكر حينا ..
والليمون .. ونكهات الزهر .. وأعطار الكون ..
(3)
علّمني كيف أرتلّها أشواقي كي تأتيكَ عذارى ؟!
أو كيف العطر أقطرّه تحناناً يجتاح ضلوعي .. ؟
أو كيف الوجد أنسّقه كي يبدو بيديكَ نهارا .. ؟
فأنا من شوق مأخوذة ..
للشوق الآخر ..
وأنا من عطر مسكوبة ..
للعطر الآخر ..
وأنا من وجد منسوجة
للوجد الآخر ..
ياعشقي الأول والأوسط والآخر !
يامن يسرقني من تيهي ..
وغيابي ..
ورحيلي ..
يُربكني سراً وجهارا !
(4)
ياوردي الأحمر في قلبي ..
ياكلّ النّور المشحون ..
وكلّ اللوز المبثوث
بالشهد ..
وبالورد ..
وبالبوح المفتونِ ..
يشتاقكَ بستاني السّاجي
وحدائق روحي المسحورهْ
يشتاقك كيما تحكي له أسرارك
( تلك العصفورهْ .. ) !
حلّقْ في حرفي مجنوناً
وتذوّقْ فيروزَ شعوري ..
يامن توّهني ..
بعثرني
بكلماتٍ من خمر ..
وكروم .. معصوره !
فأنا لولاكَ تهدهدني أحزانٌ تنداح غيوماً ..
وأنا لولاكَ تشاكسني طرقاتٌ تختالُ هموماً ..
فحياتكَ أنشودة روحي ..
تتسلل غائمة
عاصفة
غنوة ْ !
وكلامكَ سِحري وعطوري ..
و( رنينكَ )غيثي ورعودي
وجنونكَ أشيائي الحلوة ْ!
تسكرُ من لمسات طيوفي ..
وطيوفي في دربكَ تجري تنهش آثارك في شغفٍ وحبورِ
ياكلّ الشوق المنثورِ
يا أقرب لي
من روحي خطوة ْ!
(5)
ياحبّي الأندر يا أغلى
من مطرالأحلام ِ
من نور زهور الإلهام ِ
من زخّاتي الوسنى
إن كنتَ شقياً علّمني كي أقطعَ أغصانَ جنونك
أو كنتَ بهياً علّمني كي أرشفَ سلسالَ فيوضك
زدني أشواقاً تنهارُ بالحلم الوردي الغادر
فالشوق الغادر يغويني كي أهرب للشط الثائر
كي أستاف وضوحك
وغموضك
زدني ياقمري إحساساً كي أكتبَ عنكَ الإحساسا ..
كي ألمسَ فيكَ الألماسا
فحضوركَ دوماً يُغريني بالسّير لظلّ يحويني
وظلالُ الحبّ تناديني أشرب من نبعكَ ترويني
أحتاجُ إليكَ نسيرُ معاً ونُقبّل أطرافَ الكون
ونعانق أشجارَ البوح !
نتنسّم أعراقَ النهر
نتحسّس أوردة الدوح !
(6)
زدني إلهاماً وسطوعاً وفتونا ً..
وجنوناً
وشعوراً
كي أعلم أنّ الشعر ..
وأنّ الحسَ
وأنّ السحر
وأنّ المدّ وأنّ الجزر ..
لماذا رجعت ..
لماذا أتيت
وكل المساءات ماتت لديّ ؟!
وكل الذي قد كان زهراً تشوّك في مقلتيا
وماذا يفيد الكلام الشجي ؟!
وماذا يفيد الشعور البهيّ ؟!
وقد غادرتك النهارات التي قد جمّعتنا زماناً قصيا
على ضفة العشق
وضفة الشوق
وذقنا مراراً نعيم الوداد
وخمر الشعور
وكم ظللتنا السطور الندية
فعدنا حيارى
وعاد اللقاء وئيداً
نسيّا !
(2)
لماذا رجعت
وكل الدموع التي قد فارقتني
تهادت إليّ !
لماذا تثير إلتهاب الحنايا
وقد خفّ فيها النوى والحريق
الذي حال دوني ودون البرايا ؟!
لماذا تصبّ الندى في يديّا
وتمضي سريعاً لتشعل فيّ عذاباً جديدا !
لماذا تعانق صدقي السّجيّا
وتخدع قلبي النقيّ السّخيا ؟!
(3)
لماذا تنادي الوداد الذي منذ أن
ضاع فيك وضيّعته
قد غفا في برود
لتقتل فيّ هناء الصموت
وسُكْر الصمود ؟!
لماذا تقدم باقات حسّ ..
وقد انسيتنيه رويداً .. رويدا !
لماذا تلاعب أطفال بوحي
وتسرق مني احتضاني
ودفئي العزيز الأبيّا ؟!
(4)
لماذا تفجّر فيّ اختلاجات صمتي
ولمّا أنوح ..
تسافر خلف المدى
والورى
والثريّا !!!
لماذا توزع أمني نديّا طريا
لكل الشخوص التي قد مزقتني مليّا ؟!
لماذا تعود إليّ ..
لماذا ؟!
وقد طار قلبي
وطار فؤادك
وطرنا جميعاً لقهر البعاد
ولاعشّ يجمع جرحاً فتيّا !
(5)
أنا قد سئمت شرودك عنيّ
شرودكَ فيّا
وها قد سئمتُ الشرود إليكَ
وعفتُ المرور أمام يديك
أمام يديّا
وقد ملّ قلبي انصبابكَ تيهاً
وظلماً
وظناً
وقهراً عصيّا !
لأنك صرتَ تُسخّر قلبي لتسخر منّي
تُحرّض روحي لتخنق روحي
بكلتا يديّا
لأنك تقتلُ فيّ الحياة النقية
وتقتل فيّا تباريح موتي الرحيم
الشّهيّا !
(6)
لقد مات فيكَ الحنانُ القديم
ونبضُ التشّوق من مقلتيكَ
إلى مقلتيّا
وعزّ عليكَ احتياجي إليك
وهان احتضاري
وهنت لديك
فما أبقيتَ منّي
وقد أسرفتَ فيّا
ولم تبقِ شيئاً يمتُّ إليّا
فكن حيث شئتَ ..
وكن ماتريد
فإني تخيرت ألا أعود إليكَ
وقد هام فيك الضلالُ البعيد
وهمتَ به جاحداً
وعتيّا !
هل سألتَ الزمان عن ذكرياتي ؟!
كلّها خنتَها ..
وخنتَ ودادي !
أو سألتَ الحياة عن لحن شوقي ؟!
باتَ لحناً يذوبُ في الفلواتِ !
أسألتَ الشعورَ أين شعوري ؟!
كان ورداً ..
فدستَ كلّ ورودي !
يالقلبِ حرسته بعيوني ..
باتَ يرمي صفيّه بالجنون !
وحروفاً رعيتها بدمائي ..
أصبح الحرفُ للدماء حريقاً !
وحياة أشربتها كل عمري ..
يا لعمرٍ تخطّفتهُ حياة !
أسألتَ الفؤادَ كيفَ فؤادي ؟!
لا تسلْ ..
فالجوابُ بعضُ رمادِ !
***
هل ترى جلتَ في فيافي وجودي
و رأيتَ الشجون تملأ عودي
وزهور الوجود صرنَ ركوداً
ومتون الحياة بتنَ قيوداً ؟!
ورسيس السعودِ غارَ شروداً
لا تعد
فالوجودُ صار رعوداً !
***
هل تذكرتَ أمنياتِ لقاءٍ ؟!
كم بنينا بحبنا أحلاماً ..
ورشفنا من المساء حناناً ..
وضحكنا في لوعة أزمانا !
هل تناسيتَ ما بعثتُ مراراً ؟! :
من مزونٍ ملأتُها لكَ حسّا ..
وحروفٍ نسجتُها لكَ ورداً ..
وفؤادٍ طيّرتُهُ لكَ شوقاً ..
وأمانٍ عطّرتُها لكَ وجداً ؟!
هل سألتَ الزمان كيف طواها ؟!
لا تسل ..
أنتَ من أخفاها
أنتَ من جزّ عشبها فرماها !
هذه القصيدة جاءت تفعيلية عرضاً عفواً على بحر الخفيف عندما كنت مشغولة بقصيدة عمودية على نفس البحر أنشرها لاحقاً