شكل النص لا شك من جمالياته ، وحسن المظهر وتسهيل المهمة أو قل من كمالياته ، ولكن أن يصبح ضرورة لغير الذين هم في بداية طريق أمثال طلبة محو الأمية أوتلاميذ الابتدائي فهنا تتغير لغة الحكم ، ونجد أنفسنا متسائلين : أيطلب من الأديب أن يشكل نصة أي يضع الفتحة والضمة و الكسرة و السكون ، أم على من يقرأ له أن يفقه كيف يقرأ أو عليه أن يبتعد عن النص أفضل .
نحن حين نعلم القراءة لأبنائنا نريد الوصول بهم الى تناول النص دون الحاجة الى الشكل و هذا ما يعرف بالاعراب الصامت ، أي يرفع اللفظة الواقعة فاعلا دونما يوضح لنا أنه فاعل مرفوع و علامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهكذا ...وهذا ما يفعله الكاتب حين يكتب ، فهومطالب بأن يقدم لنا النص صحيحا وأما غير هذا فهي مهمة اللغوي و النحوي و مختص البلاغة وما الى ذلك .
اننا اذا وصلنا الى هذا ، أو اقتنعنا به لا يمكن أن نقول للكاتب اشكل لنا نصك بدعوى أن ذلك يوضح مدلول اللفظة لغويا . ان القارئ الأديب الذي يلتبس عليه مثلا في لفظة - بر- أهي - قمح - أم - خير - أم - ضد بحر أوماء - و يترجى الشكل الصرفي هنا عليه أن يترك نصنا طاهرا فهو غير أهل لهذه العملية .
من تجربتي الخاصة أكره أن أطلب من طلبتي الشكل ، ولا احتجت في قراءاتي الى الشكل ، فأنا بمجرد تناول اللفظة أحولها الى ما هي أقرب اليه ، ولا مرة عانيت . أما شعريا فالوزن يحدد اصابة الكاتب من خطئه . واذا كان القارئ لا يفقه الوزن وبعض أمور الشعر عليه ترجيح المناسب . يمكن أن نحتاج الى توضيح ، فالكاتب يشير اليه مضطرا . كأن يقول : لست أنا هنا معلما - بكسر اللام - مالا يناسب .
وجل الكتب التي نقرأ ليس بها شكل و كذا الجرائد و المجلات ... فكيف يصبح الشكل عند البعض ضرورة ؟
لقد كانت في السابق حتى النقط غير موجودة تحت أوفوق الحروف ، و لكن القراءة تتم .. ولم يكن ثمة اشكال . و من هنا أعتقد أن لغتنا في حاجة الى ما يخدمها في جوانب أهم وأرقى ، و الى الأديب الذي يوسع مجالاتها و توظيفها في ما يزيدها خفة و بعدا ورقيا ، لا أن نبقى نردد : قالت العرب ... ولم تقل العرب . والى أن نلتقي في ما يخدم الجميع لنا نطرح علامة استفهام قبلها جملة - متى نتأمل أكثر .
التوقيع
تـذكّـــــري مَـن لم تُحِـــــبِّيـه = والقلبُ أنتِ دائِــمًا فــيـهِ
ديْن عليكِ سوف يبقَى عالقًا = وليس مِن شيءٍ سيُلغيهِ
العربي حاج صحراوي .
تحية طيبة استاذ الحاج صحراوي
أشرت الى موضوع النّقط قديما وتشكيل الحروف حاليا
يااستاذ لاأدري لكن يبدو أن رأيي المتواضع هذه المرة سيخالفك فاسمح لي :
قديما كانت العرب تنطق الكلمة على سليقتها بلا لحن لنّ÷ا لغهم وحياتهم
أما اليوم فاظننا بحاجة لذلك لأن الأمية متفشية في الطلبة والخريجين قبل أن ننتقل الى شرائح أخرى في المجتمع
ولك الف تحية
التوقيع
ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟
الأديبة كوكب البدري شكرا وتشريفا لي قرأت ما كتبت . ولكن موضوع لا يعنى التنقيط وانما هو تعزيز لما كتبت . و ما عالجته هو الشكل الصرفي أوالنحوي وكيف أصبح بعض كبار أدبائنا يعتبرونه ضروريا . أعتقد أنك معي ولا خلاف . أما ضعف طلبتنا فأنا أتفق معك و لكن هل عليهم أن يرتقوا أم علينا أن ننزل بالمستوى اليهم . وللأسف هذا ما تفعله المدارس و الجامعات العربية و المؤسسات الثقافية و النتيجة تدني المستوى كما ترين .
التوقيع
تـذكّـــــري مَـن لم تُحِـــــبِّيـه = والقلبُ أنتِ دائِــمًا فــيـهِ
ديْن عليكِ سوف يبقَى عالقًا = وليس مِن شيءٍ سيُلغيهِ
العربي حاج صحراوي .
اخي العزيز نحن نضع الحركات على الكلمات لتلاميذ الابتدائية كي يتعلموا الصحيح ونحرص على ان لاتقع اعينهم على الخطأ فالطفل تنطبع في ذهنه الصورة الاولى للكلمة
فبالصوت اقصد قراءة المعلم وبالصورة اقصد الكلمة المرسومة امامه يترسخ في ذهنه الصحيح وعندما يكبر لايحتاج الى ذلك لان السياق هو الذي يرشد القارء الى الصحيح
فكلمة بر مثلا يعرف معناها من السياق فاذا قرأ زرع الفلاح برا عرف انها الحنطة واذا قرأ اعمل البر تفلح عرف انه الاحسان وهكذا
الذكتور السعاد أسعد النجار. شكرا ... تحية لتفهمك ما كتبت . و قلت كلمة موافقة . مع العلم أن البعض راح ينحني شمالا أو يمينا والبعض ثار و النهاية تعجب مني و أسفا على بعض المدارك . اقدر أمثالك وزاد الله عددهم .
التوقيع
تـذكّـــــري مَـن لم تُحِـــــبِّيـه = والقلبُ أنتِ دائِــمًا فــيـهِ
ديْن عليكِ سوف يبقَى عالقًا = وليس مِن شيءٍ سيُلغيهِ
العربي حاج صحراوي .