(1)
أعجبني هذا الفصل الذي لخص فيه الشيخ خالد الحال تلخيصا لم يغادر التفصيلات، فعنونته فقط وأوردته.
(2)
(أ) التعريف والعامل
(الحال: هو الوصف الفضلة المبين لهيئة صاحبه فاعلا كان) صاحبه (نحو: جاء زيد راكبا) فراكبا حال من زيد، (أو مفعولا نحو ركبت الفرس مسرجًا) فمسرجا حال من الفرس، (أو مجرورًا بالحرف نحو مررت بهند جالسة) فجالسة حال من هند، (أو مجرورا بالمضاف) بشرط أن يكون المضاف بعض المضاف إليه نحو "أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا" فإن اللحم بعض الأخ، أو كبعضه في الاستغناء عنه بحذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه نحو "أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا" فإنه يصح في الكلام أن اتبع إبراهيم حنيفا، أو عاملا في الحال (نحو: إليه مرجعكم جميعا) فإن مرجع عامل في الحال النصب.
(ب) الأنواع باعتبارات مختلفة
(وينقسم الحال) بالنظر إلى وصفها (إلى منتقلة) أي غير لازمة لصاحبها (كما مثلنا)؛ ألا ترى أن الركوب قد يفارق زيدا ويجيء ماشيا، (وإلى لازمة) أي لا تفارق صاحبها (نحو دعوت الله سميعًا) وخلق الله الزرافة يديها أطول من رجليها وخلق الله اليربوع يديه أقصر من رجليه، (وإلى موطئة: وهي الجامدة الموصوفة بمشتق نحو: فتمثل لها بشرًا سويا) فبشرا حال من فاعل تمثل وهو الملك وسويا نعت بشرا وهو المسوغ لوقوع الحال جامدة. وبالنظر إلى زمانها (إلى مقارنة في الزمان نحو هذا بعلى شيخا، وإلى مقدرة وهي المستقبلة نحو ادخلوها خالدين وإلى محكية)، وهي الماضية (نحو جاء زيد أمس راكبا. و) بالنظر إلى الأفراد والتعدد إلى قسمين (مفردة كما تقدم) من الأمثلة، (ومتعددة لمتعدد نحو لقيته مصعدًا منحدرًا، ويقدر الحال الأول وهو مصعدًا للثاني من الاسمين وهو الهاء وبالعكس) فيقدر الحال الثاني وهو منحدر الأول من الأسمين وهو التاء وشاهده قوله:
عهدت سعاد ذات هوى معنى ... فزدت وعاد سلوانا هواها
كقوله:
خرجت بها امشي تجر وراءنا ... على أثرينا ذيل مرط مرحل
فجملة أمشي حال من التاء في خرجت وجملة تجر بالتاء الفوقية حال من الهاء في بها، (ومتعددة لواحد مع الترادف أو التداخل نحو: جاء زيد راكبًا مبتسمًا)؛ فإن جعلت راكبا مبتسما حالين من زيد حالا بعد حال فهي المترادفة بمعنى المتتابعة سميت بذلك لترادفها أي تتابعها، وإن جعلت مبتسما حالا من فاعل راكبا المستتر فيه فهي المتداخلة، سميت بذلك لدخول صاحب الحال الثانية في الحال الأولى.
هذا كله في الحال المبينة وهي المؤسسة ( ... وقد تأتي الحال مؤكدة)، وهي ثلاثة أنواع: (مؤكدة لعاملها نحو فتبسم ضاحكًا، ومؤكدة لصاحبها نحو لآمن من في الأرض كلهم جميعًا، ومؤكدة لمضمون جملة قبلها نحو زيد أبوك عطوفا) وعامل الحال الأولى والثانية مذكور وعامل الثالثة محذوف وجوبا تقديره أحقه.