خوله مناصرة - اتصلت صديقتي منى، وتحدثت بألم عن حفيدها الذي يعاني من التأتأة، فابنتها لارا وزوجها قلقان على طفلهما أحمد ابن الأربع سنوات، ويخشيان أن تستمر حالته تلك حتى يذهب إلى المدرسة، ويأخذ والده بالصراخ عليه ويحاول تصويبه وإعطاءه التعليمات بطريقة فظّة عندما يبدأ بتكرار مقطع أو كلمة معينة, وتبدأ لارا بالاعتراض والطلب إلى زوجها بأن يتعامل مع طفله بصبر وهدوء. لكن الأب يعود للغليان عندما يشاهد أطفاله الآخرين وأبناء الجيران يقلدون أحمد ساخرين مستهزئين به. واطمئن صديقتي منى وابنتها لارا، وكل من يواجه هذه المشكلة مع أحد أطفاله.
التأتأة شكل من أشكال الانقطاع في تدفق الكلام، حيث يقوم الطفل بتكرار بعض المقاطع والكلمات أو العبارات، أو إطالتها، أو التوقف، وعدم إصدار أي صوت لبعض الأصوات والمقاطع. وقد يعاني منها بعض الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الثانية والخامسة.
وفي كثير من الحالات، تزول التأتأة في عمر الخامسة من تلقاء نفسها، إلا أنها قد تستمر لفترة أطول عند البعض الآخر.
وليس هناك علاج للتأتأة، ولكن العلاجات المتاحة يمكن أن تساعد طفلك في التغلب عليها والحد مما قد تسببه له من إحراج. الأسباب
الوراثة
تأخر في النمو والتطور عند الطفل
اختلافات في معالجة الدماغ للغة، حيث توجد مشكلة في طريقة تفاعل العضلات وأعضاء الجسم المستخدمة في الكلام مع رسائل الدماغ.
كيفية تشخيص التأتاة
قد يشعر الأهل بالانزعاج والإحباط بسبب التأتأة، عندما يبدأ الطفل في عمر السنة ونصف بوضع الكلمات معا لتشكيل جمل. ، ولكن يجب أن يدرك الآباء أن هذا طبيعي ويجب إبداء مزيد من الصبر والتفهم، وسيبدأ الطفل بالتخلص من التأتأة تدريجيا حتى تتوقف تماما في سن الخامسة.
أما إذا استمر طفلك بالتأتأة وتفاقمت حالته، ورافق ذلك بحركات الجسم أو الوجه، فلا بد من الحصول على استشارة طبية قبل عمر الثالثة.
وغالبا ما تبدأ التأتأة بالتلاشي عندما يذهب الطفل إلى المدرسة الابتدائية، ويبدأ بتطوير مهارات الاتصال. التأتأة قد تسبب للطفل الإحراج بين زملائه الذين يبدؤون بمضايقته، ولهذا السبب، وإذا حدث ذلك، فمن الضروري التحدث إلى مدرس طفلك، للمساعدة في معالجة مشكلته في الصف مع الأطفال. بالتقليل من حالات التحدث المجهدة لطفلك حتى يبدأ علاج النطق.
كيفية التعامل مع الطفل
* لا تطلب من طفلك التكلم بشكل سليم ومحدد في كل الأوقات. ودعه يحس بأن الكلام مصدر للمرح والمتعة.
* استغل أوقات اجتماع الأسرة كوقت للحديث الهادئ. ولا تترك التلفزيون يسبب التشتت للطفل.
* تجنب التصويبات والانتقادات مثل: «فكر قبل الكلام « ،» تحدث ببطء»، أو «خذ وقتك وخذ نفسا عميقا». ولا تسمح لأخوته أو للأصدقاء بانتقاده، أو إطلاق التعليقات عليه، فهذه التعليقات ستجعل طفلك يشعر بالخجل ويفقد الثقة بنفسه وتضعف تقديره لذاته.
* لا تجعل طفلك يتكلم أو يقرأ بصوت عال عندما تزيد وتيرة التأتأة، دعه يشعر بالارتياح. وحاول أن تشغله بنشاط لا يتطلب الكثير من الحديث.
* وفر جواً هادئاً في المنزل. وحاول إبطاء وتيرة الحياة العائلية.
* تكلم ببطء وبشكل واضح عندما تتحدث مع أطفالك أو مع الآخرين في حضور طفلك.
* حافظ على التواصل بالعين مع الطفل. وتجنب النظر بعيداً، أو إظهار علامات الشعور بالضيق والانزعاج.
* أفسح له المجال للتعبير عن نفسه وإنهاء فكرته وحديثه كما يشاء،وضرورة التوقف قليلاً قبل الإجابة عن أسئلته أو تعليقاته.
* تحدث معه ببطء فالنمذجة وبطء وتيرة الحديث سوف تساعد الطفل ليتمرن على الانطلاق في الكلام.