هو خبيب بن عدي بن مالك بن عامر ، أنصاري من قبيلة الأوس ،التي كان يرأسها سعد بن معاذ رضي الله عنه ، وقد عرفت بالشجاعة والصبر عند لقاء العدو
وهو من أوائل الذين أسلموا وجاهدوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد شهد غزوة بدر وقاتل فيها المشركين وأبلى فيها بلاءً حسناً ، فقتل الحارث بن عامر بن نفيل ، وشهد غزوة أحد وقاتل فيها قتال الأبطال وكان من الذين استجابوا لله ولرسوله فهرع إلى حمراء الأسد على ما به من جراح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم للقاؤ المشركين بقيادة أبي سفيان ، وقد هموا بالعودة إلى المدينة بعد غزوة أحد لقتال المسلمين.
الآيات التي نزلت في خبيب
وفي خبيب بن عدي نزل قوله تعالى الآيات التالية من سورة آل عمران (الذين استجابوا لله وللرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم ، الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو الفضل العظيم)
هذا وقد بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية بقيادة مرثد بن أبي مرثد الغنوي لتعليم عضل والقارة في الإسلام فغدروا بهم
ورع خبيب
كان خبيب رضي الله تعالى عنه شديد الورع يتحرى الحلال والحرام وينأى بنفسه عن الحرام ، روى ابن سعد في الطبقات الكبرى أنه لما أسر خبيب بن عدي وضع عند موهب مولى الحارث بن عامر فقال له خبيب: يا موهب : اطلب إليك ثلاثاً : أن تسقيني العذب ، وأن تجنبنيي ما ذبح على النصب ، وأن تؤذني إذا أرادوا قتلي
حب خبيب للرسول
و قد كان حبيب يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من نفسه ، فقد ذكر عروة بن الزبير في مغازيه وغيره أن المشركين حينما رفعوا خبيب بن عدي رضي الله عنه على الخشبة ليصلبوه نادوه يناشدونه : أتحب أن محمداً مكانك؟ فقال : لا والله العظيم ما أحب أن يفديني بشوكة يشاكها في قدمه، فضحكوا منه