من فوق أعلى جسر معلق, أتدلى أملا في قفزة تزيح عني الدنيا.. أتأرجح, وتؤرجحني الذكريات.. وتتصاعد ريحها.. فتسكرني حينا, وتصفعني أحيانا كثيرة. وبين لذة السكر, ومرارة الصفع, يفتتح العمر صفحة جديدة لن يكون فيها من الجديد ما يستحق الذكر..!!
لن يكون..!! وكيف يكون وكل خلية من خلايا جسمي قد أدمنت الحزن وباتت لا تنتشي إلا بكبريت الألم, ولوعة الفقد, ومسامير الفشل..؟! لن يكون فيها جديد, سوى تجدد للمعاناة, وانتشار لنيران الضياع في أماكن أخرى من روحي المتبخرة.. سيتجدد الحزن, ويتجدد الألم.. وستحكم الغربة قبضتها علي, وربما.. أقول ربما ستسقيني من فنونها وألوانها وخطاياها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا لسان حكى..!! وربما أجدني مقطع الأوصال بعد أن قطعت بخنجرها الأرحام, وتزينت بالحسرات والويلات والمآسي..!!
وربما.. أقول ربما, سيهرب مني حبيبي للمرة الألف, ويؤجل موعده معي كالعادة. فيتركني أجالس جدراني ومساماتي المختنقة, وأحرر أنفاسي الملوثة برائحة التبغ/العاشقة حد الجنون.. ليستمر مسلسل الانتظار.. ولن ينفعني التعلق بحبال الأمل, ما دمت لا أزال أتارجح من فوق أعلى جسر, ويرفضني السقوط..!!
!
!
!
21-11-2010م