1- قوله إن المقاطع الصوتية 1و 2 أفضل في تدوين القافية من التفاعيل، وهو ما وفقني الله إليه من سنين.
2- صلاحية استعمال الرقمين 1 و 2 دون التفاعيل أي دون الوتد 3 في القافية يوحي بصلاحية التفاعيل وفيها الوتد في الوزن العروضي، وهذا يدعو للتأمل حول موضوع تجريد الأرقام : https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/tajreed
3- الرموز التي أعطاها للقافية تشكل الرموز الرقمية للقافية بديلا أفضل منها لمن ألفوا الرقمي، بل ربما بديلا أفضل للجميع.
4- ومن أفضلية الترميز الرقمي أنه يكشف تلقائيا ما ربما يكون خطأ وقع فيه الأستاذ أعرضه بشيء من التفصيل في حديثه عن قافية المتدارك:
المتدارك : وهو أن يجتمع في القافية متحركان بعدهما ساكن (/ ه / / ه ) [ 2 1 2] ولنأخذ ثلاثة أبيات منه ، ونقارن بين تقطيع القافية عروضيا وتقطيعها وفق نظام المقاطع الصوتية:
مطلع معلقة طرفة بن العبد من الطويل:
لخولة أطلالل ببرقة ثهمدِ .... تلوح كباقي الوشمِ في ظاهر اليدِ
مطلع معلقة لبيد بن ربيعة :
عفت الديار محلها فرجامها ... بمنىً تأبّد غَولها فرجامها
يبت امرئ القيس من الطويل :
أحارِ بنِ عمْروٍ [عمْرٍ] كأنّي خَمِرْ....ويعدو على المرءِ ما يأتمِرْ
وعلماء القوافي يعدون هذه القوافي الثلاث من نوع واحد، وهو المتدارك، ذلك أنهم ينظرون إليها من حيث المتحرك والساكن، أما إذا نظرنا إليها من زاوية المقاطع الصوتية فإننا نجد تركيبها المقطعي على الشكل التالي :
وهنا سأضع بدل رموزه في شككلها المقطعي حروفا عربية لتسهيل الطباعة مستنسبا الرمزين م، ع لاشتهار دلالتهما في م/ع مضيفا إليهما الحرف ط للدلالة على آخر حرف ملفوظ في كل من أبيات معلقة طرفة وهو الياء.
هنا مقاربة لإظهار المطلوب بشكل جدول [ ما بين القوسين مني ]
الرموز:
1= متحرك
م = متحرك فحرف ساكن مثل دمْ
ع = متحرك فحرف ساكن مثل دي
ط = متحرك فمتحرك مشبع الحركة مثل ( دِ) في آخر البيت تلفظ دي]
ويقول حول (ط ): والملاحظ أننا لم نعد المقطع الأخير من قافية بيت طرفة مقطعا متوسطا مفتوحا [2] كما يبدو من خلال الكتابة العروضية، وذلك أن حرف المد (ي) ناتج عن إشباع حركة الروي، فهو ليس حرفا لينا [؟] أصليا. وقد أشبع علماء القوافي حركة الروي بحرف لين [؟] وعدوه ساكنا، فهو ليس حرف لين [؟] أصليا. وقد اشبع علماء القوافي حركة الروي بحرف لين وعدوه ساكنا، لأنهم لم يفرقوا بين حرف المد واللين، والحرف الساكن في التقطيع العروضي، كما أنهم عدوه ساكنا، ولم يعدوه وحركته متحركا ( أي مقطعا قصيرا) لأنه آخر حرف في البيت، والعربية لا تقف إلا على ساكن.
وإذا ما نحن احتكمنا إلى الإنشاد، فإننا سنلاحظ أن القدر الزمني لإنشاده أقصر من القدر الذي نستغرقه في إنشاد مقطع متوسط مفتوح، وأطول من القدر الزمني لإنشاد مقطع قصير، ولذلك سنعده مقطعا جديدا ونصطلح على تسمينه " المقطع المتوسط شبه المفتوح " وقد رمزنا له ب ( ط ) وهو خاص بالقافية المنتهية بصامت + حركة قصيرة.
إن كنت نظرت بإيجاب إلى استخدام الرقمين 1 و2 في القافية فإن السياق كله بدا لي مستهجنا. ولو لم يكن هذا الكلام من أستاذ جامعي لما ترددت في الحكم بخطئه. ولو ذكره أستاذ جامعي عرضا لربما التمست تفسيرا ما لذلك. أما وأنه مقصود لذاته ومن أستاذ جامعي فإني سأطرح وجهة نظري دون حسم على شكل تساؤلات فربما كان مصيبا وكنت مخطئا.
1- كنت استعملت الرقمين 1 و 2 في التعبير عن القافية قبل اكتمال الوعي في ذهني على أبعاد التمييز بين المقطعين العروضيين 2 و3 والمقطعين الصوتيين 1 و 2. شتان بين تفضيل استعمال المقطعين 1 و 2 في التعبير عن القافية على الطريقة التقليدية، ورمي الطريقةالتقليدية بخطإ الأداء. وهو ما يستهل الكاتب إطلاقه.
2- تعريفه لحرف اللين يخالف المألوف فالمعروف أن الواو والياء إذا وردتا ساكنتين سميتا حرفي لين.
3- قوله :" لأنهم لم يفرقوا بين حرف المد واللين، والحرف الساكن في التقطيع العروضي.وقولهم هذا هو عين الصواب وإنما جاء الخلط من إدخال هذه الاعتبارات في الوزن. وهذا مادة موضوع تجريد الأرقام وموضوع " ثغرة العروض " المزعومة https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/thaghrah
4- قوله وعلماء القوافي يعدون هذه القوافي الثلاث من نوع واحد، وهو المتدارك، وقوله مقرونا بتعليقه التالي له يعني بأنهم أخطأوا في ذلك، ولو أنهم سكتوا عند ذلك لكان كلامه صحيحا ولكانوا أخطأوا ولكن كل دارس للقافية لا يخفى عليه أنهم أتْبعوا ذلك بتفاصيل كافية وافية لا تترك ثغرة في ضبط القافية، كأحكام التأسيس والردف وما إليها.
5- أما باقي الموضوع فيتعلق بتفريقه بين ما يراه قافيتين
أولاهما عندما ينتهي البيت بحرف صحيح متحرك وتشبع حركته ( ط = مقطع متوسط شبه مفتوح)
وثانيتهما عندما ينتهي البيت بحرف صحيح يليه حرف مد ( ع = مقطع متوسط مفتوح )
ولا أملك مع استغرابي سوى أن أحتكم إلى معلقة طرفة ذاتها
ماذا أمامنا هنا سوى أحد افتراضين – إن صح كلامه ؟
الأول : أن في القصيدة قافيتين مختلفتين وبالتالي فقد وقع طرفة في خطأ حسب اللسانيات الحديثة.
الثاني : أن القصيدة ذات قافية واحدة وأن حكم اللسانيات الحديثة خطأ .
وهنا يلح علي إنشاد عبد الوهاب أول بيتين :
وهو لا يفرق في مد الألف بين ( الفدى ، والصدى ) و ( السؤددا ، والمسجدا )
وما تضمنته هذه المواضيع من عرض الارتباك والتناقض الناتجين عن الاطلاع على نتاجات علم اللسانيات الحديثة مقرونا ذلك بعدم الوعي على منهجية الخليل، الأمر الذي لا يتضح معه للأعم الأغلب من العروضيين العرب أن الاعتبارات التالية متلازمة لا انفصام بينها إلا ما سأشير إليه
1- تناول العروض العربي حسب الفهم الغربي للمعطيات التجريدية لعلم اللسانيات.
2- اعتماد المقطعين الصوتيين 1 و 2 في التقطيع العروضي ضمن المفهوم النبري الطامس لشخصية الوتد 3 (باستثناء د. أحمد مستجير) فقد استعملهما دون طمس مضمون الوتد 3 لأنه لم ينطلق من التفسير الغربي لعلم اللسانيات بل لعله لم ينطلق أصلا من اللسانيات الحديث بل من فهمه للعروض العربي.
3- الربط بين الوزن وطول المقطع بين مفتوح وممدود وبين سبب بحري غير مزاحف وسبب خببي غير مثقل. أو القول بعدم تجريد دلالة الأرقام في العروض إطلاقا، وفي حدود كل هيئة من هيئات القافية.
ونتج عن ذلك في أغلب الأحيان
1- فرض الذاتي على الموضوعي
إذ يذكرني مفهوم قوله بـأن تهتــــــــــــــــدي أطول مدا من ثهمـــــــــــدِ (ي)
بقول أستاذتي وكلهم حبيب حبيب كريم https://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=83805
بأن يا الأولى الخببية فيما يلي أطول مدا من ياء الثانية البحرية
يا دار عبلة بالجواء تكلمي
يا دار مية بالعلياء فالسند
في غياب الوعي على المنهج قد يطغى الانطباع العروضي الذاتي على الواقع.
2- تجاهل الأمثلة الحسية والهروب إلى التننظير
3- محاولة التوفيق بين عروض الخليل واللسانيات الحديثة بالتفسير الغربي.
4- الهروب من الذات بافتراض أبعاد غير منظورة.
كم أتمنى لو أعطى العروضييون العرب لأنفسهم فرصة سبر احتمال وجود منهج للخليل من خلال الدراسة الموضوعية للرقمي وهو الطرح الوحيد الذي جعل ذلك محوره وإطاره. ولكني أدرك عمق الحاجز النفسي الذي يحول دون ذلك بسبب اعتبارين:
أ – عمق وتأصل غياب وتغييب المنهج بفعل التجسيد والتجزيء المتجذرين في الأفهام بسبب تحول التفاعيل من مصطلحات بمثابة الوسائل الموضِّحة إلى مبرمِجات متحكمة في التفكير
ب – حقيقة أنه كلما زاد تمكن العروضي من العروض التفعيلي ازدادت الحاجة إلى ضرورة بدئه من الدورة الأولى للرقمي لإعطاء فرصة للتأسيس لفهم المنهج وهدم حواجز التفاعيل في النف. إذ ليس المعول في الدورات على أية معلومة جديدة بل على طريقة الربط بين تلك المعلومات الواضحة كجزئيات في ذهن العروضي ربطا يوصل إلى إدراك معنى المنهج والمنهجية، وهل يطيق ذلك من يعتبر نفسه فوق هذه الدروس عندما ينظر لها كمجرد سرد لمعلومات ساذجة.
يدرك بعضهم وجود منهجية للسانيات الحديثة بالتفسير الغربي ولا يدرك وجود منهج للخليل.
ويترتب على ذلك أن يرى بعضهم إمكانية تقبل العروض العربي بعد تخليصه من التفاعيل الانسكاب في قوالب هذا المنهج، ظنا منهم أن هذه التفاعيل معلومات جزئية لا تتبع منهجا متكاملا. ولو أدركوا وجود منهج للخليل يمثل خصائص الإيقاع العربي المتجانس مع طبيعة اللغة العربية تنبثق منه هذه التفاعيل، وأن تغيير بنية التفاعيل بعدم اعتبار الوتد وحدة متكاملة تغيير لخصائص العروض والذائقة واللغة، فلربما تأملوا مليا وتفكروا قبل البت في الأمر.
كم أن الأمر بسيط ، هل هناك وتد 3 في العروض العربي أم لا ؟ هذا هو الفيصل ومعه يأتي تلقائيا مفهوم تجريد دلالة الأرقام، وهذا قوام موضوع الكم الهيئة.
ولو أدركوا معنى المنهج لأدركوا بشكل عام في العروض وسواه ما يلي
ولو 1- يمكن إدراج الجزئيات في حال تغيبب المنهج الذي تنبثق منه وجعلها تناسب قوالب منهج آخر بل تخدمه.
2- يتعذر دمج منهجين مختلفين. أو إدخال أحدهما في قالب الآخر إلا إذا غيّر مضمونه، ولا باس عندها استعمال اسمه تمويها.
ولهم فيما هو أخطر من العروض واللسانيات بالتفسير الغربي عبرة
من وعوا الستينات يعرفون كيف زُعِمَ أن الإسلام اشتراكي بعد تغييب منهجه وقولبة جزئياته في القوالب الاشتراكية.، ثم ........
ومن هنا أقول إن الرقمي رسالة فكرية يهديها الخليل عبر القرون لأمته
ومن هنا أقول لست متفائلا بالوعي على منهج الرقمي. ربما ينتشر شكله.
لعلي أنجح بهذا في دفع بعضهم إلى الاطلاع على موضوعي