يخرج من أنفاق العتمة
بيده اليمنى مفاتيح صدئة
وبيده اليسرى يلوح للأنفاق بالعودة
لا أحد يعرفه
لم يره أحد من قبل ُ
حتى أن الاسكافي / با حسن / الرجل الوحيد الذي يعرف خبايا الأنفاق ، وكل المساحة الجغرافية التي تحيط بالمكان.. لم يسبق أن رآه
له وجه يستحيل على اللغة وصفه..تقريبا يستحيل :
عينان جاحظتان وأنف رقيق جدا وخدان بمترين أو أكثر
نظراته الغريبة ، تتمسح بالمكان تدرك جيدا أنها تستطيع أن تلاعب العتمة
والعتمة وفية لها
يمشي منحني الرأس ..ربما يفتش عن خيبة في جثة الارض ليتمسح بها أو ربما ليستمد قوته من حشوة طين
تستمر ابتسامته البلهاء في رسم خطوط منعرجة على الخدين
تكبر الخطوط وتنفتح عند باب الرقبة
كم بشعة رؤيته...
كلما مر بمتر من أرض ، غطت وجهها الأشجار واحتست قهرا حضوره
*إنه خفاش، ينمو في العتمة* قال أحدهم
أو ربما من هذوك الناس ** بسم الله الرحمن الرحيم * قال رجل آخر
**لكن أذنيه بالكاد نراهما وهذوك الناس * بسم الله الرحمن الرحيم ، وذانيهم كالسلوقي* قال عجوز مشاركا الحوار..
ثم..
مر من قربهم على بعد شبر واحد
مرر ابتسامته الشيطانية المرتدية دور الغباء ، تمسحت بهم صمتا...
ثم
غاب في عتمة الأنفاق...
خروج:
يحكى أن الانفاق أغلقت وبعد أعوام كثيرة ..لاح في نهاية النفق شيء يتحرك ...
هم أهل الشمال.. خفافيش الظلام
يتناسلون في العتمة، مفاتيح النور لديهم عاطلة
يمضغها الصدأ..
أعاذنا الله منهم ومن شرورهم
ومن وساوسهم
نص عميق، مليء بالإشارات والدلالات،
بلغة سردية عالية وموحية،
لاجديد على ابداعاتك زهرتنا الجميلة
النص كله رائع والأروع نبرتك الصافية
والإلقاء الراقي، الحساس
سلم مدادك وسلم صوتك النابض