إلِيف شافاق، من مواليد 1971. هي روائية تركية تكتب باللغتين التركية والإنجليزية، وقد ترجمت أعمالها إلى ما يزيد على ثلاثين لغة. اشتهرت بتأليفها رواية (قواعد العشق الأربعون) سنة 2010.
في مقالة لها، نُشرت في صحيفة (تيليغراف) البريطانية، كتبك (إليف) ١١ نصيحة ذهبية في الكتابة، نترجمها إليكم بشكل حصري.
الكتابة هي تكريسٌ للعزلة، اختيارٌ للانطواء على الانبساط، أن تفضّل الخلوة لساعات وأيام وشهور وربما سنوات على المرح والحياة الاجتماعيّة؛ الكتّاب ربّما يحبّون الثرثرة والقيل والقال -كونها تشكل مادةً خامًا لهم للكتابة- لكنّ فعل الكتابة والاتصال مع الذات يحتاج لعزلة خالصة.
الطريقة الوحيدة لتعلّم الكتابة هي أن تكتب، الموهبة مغرية كما يبدو؛ لكنها لا تشكل سوى %12 من العملية الإبداعية، الاجتهاد والجدّ حصتهما 80% والباقي للحظ أو للقدر، تلك الأشياء الصغيرة التي لا نقوم بها بأنفسنا.
اقرأ كثيراً، ونوّع قراءاتك، لكن لا تُلزم نفسك بالقراءة لنفس الكتّاب، وسّع أفق قراءتك. كن جموحاً ولا منطقياً؛ فالخيال لا يمكن أن يقتصر على ما هو متوقع .
اكتب الكتاب الذي تحب أن تقرأ. إذا كنت مستمتعاً بما تكتب –و لا يعني ذلك أنك لن تعاني أثناء كتابته- فالناس سوف تشعر بنفس مشاعرك التي كتبتَ بها. إذا لم يوجد شغفٌ بين الكاتب وقصته، فالغالب لن يوجد شغف بين القارئ و القصة فـ“العلاقة تبادلية”.
لا تخشَ من الكآبة، هي جزء لا يتجزأ من رحلة الكتابة، لكن حذارِ أن تحيطها بهالة من الرومانسية، تعامل معها كروحٍ طليقة؛ كصديق لا يعوّل عليه يأتي ويذهب متى يشاء .
لا تكنْ رحيماً مع نفسك، قطِّع نصوصك، مزّقها، أعد كتابتها من جديد، استبعد صفحات كاملة مما كتبت، الكتابة السيئة كالعلاقة السيئة، لا تتمسك بها لمجرد أنك ألفتها.. إن كانت كذلك فاتركها!
على أيّ حال؛ لا تكنْ قاسياً مع شخصيات كتبك، لا تتعالى عليهم، مهمتك ككاتب ليس الحكم عليها، بل فهمها ومساعدة الآخرين على ذلك، تذكر: أن تحيا شخصياتك تلك هي كلمة السر.
مهما كان ما تفعله؛ لا تتحدث عن الرواية أو الكتاب الذي تعمل عليه الآن، خصوصًا مع وكيل أعمالك أو الناشر، إذا اضطرتُ للحديث مع أي أحد عمّا تكتبه؛ فقلْ كلمات مقتضبة ومثيرة للاهتمام دون شرح.
أثناء الكتابة .. انسَ القرّاء .. انسَ النقاد .. انسَ الجميع، في الواقع عليك أن تنسى أنّ هناك عالماً في الخارج أيضاً .
لا يوجد ما يسمى “حبسة الكاتب“، لكن لو نضب إلهامك، سافر إلى مدينة مكتظة؛ إسطنبول مثلاً، اقضِ يومين في فوضاها، مراقباً، ومصغياً، ومطعماً النوارس. شاعراً انقباضك وانبساطك في آن معاً، ستتدفق مشاعرك حتماً ويلتهب إبداعك من جديد.
النصيحة الأهم .. تجاهل كل قواعدي السابقة، لا تلتفت لها، لا يوجد قوالب جاهزة للكتابة وهذا هو جمالها، وهذه هي الحرية التي يجب ألا نسمح لأحد بأن ينتزعها منّا.