انبلاج الفجر هذا مقامُ الصمتَ في بلدي الجميلةْ والنيل زمجرَ هادراً يأبى خضوعاً للرذيلةْ ظلمٌ وطاغيةٌ وظَِلْ والشعبُ مما فيه ملْ نطقَ النخيلُ مع الحجرْ هتفَ الرضيعُ بلا جُملْ واجتاحَ وادينا الغضبْ والكون يسألُ ما السببْ؟ صوتُ الشهيدِ هنا بدا وبكلِ ناحية غدا ودعاؤهُ مسكُ وعنبرْ فالظلمُ فينا قد تجّذرْ ما عاد للشعبَ الأبي لكي يعيش اليوم حيلةْ ***** صاحتْ جموعُ الشعب: ارحلْ إلا وموتكَ قد يُعجّلْ خذْ ما تريد كما تريدُ فقد نرى الفجر المؤملْ ارحلْ كفانا ما جنيتَ في كلِ ناحية وبيتْ فالظلمُ قد عمّ الجميع وهمّنا خبزٌٌ وزيتْ يا من كذبتْ فلن نصدقْ والزيفُ عندكَ كم يصفقْ ارحلْ فقد طال المُقامْ والظلمُ في الأرجاءِ نامْ والنيلُ جفّ من الأسى والصبحُ يشكو والمسا لا لن أصدّقُ ما تقول فليس عندكَ ما تقوله ***** ويطلُ وجه البغي مرذولاً ليستجدي الحياةْ يرجوا البقاءَ مُردّداً ما كان من كل الطُغاةْ قدمتُ للشعبِ الكثيرَ وعشتُ عمري مخلصا كم كنت أحملُ همّكمْ والود يبدو خالصا كلُ الوفاءِ لشعبنا وأودُ أن أقضي هنا زيفٌ وتضليلٌ ومينْ وبكل خدٍ دمعتينْ قد راحَ يستجدى القلوبَ وكلهُ لؤمٌ وحيلةْ ***** وتنزّل الصبرُ الجميلِ علي الجموعِ الثائرةْ ما عاد شيءٌ مؤلمٌ بعد الجروحِِ الغائرةْ كلٌ تؤججهُ الهمومْ وكلُ ظلمٍ لا يدومْ من كلِ فجٍ قد أتوا رفعوا شعارات الهجومْ ملأوا جميع الأمكنةْ كلٌ له ما يُعلنهْ واهتز عرشُ الظلمِ لما أن رأى تلك الحشودْ فدعا الجُناةَ أن اقتلوا فلعل قتلهمُ يُفيدْ؟ وتقاطر المتظاهرون إلى ميادين البطولة ***** وتلوحُ أفواجُ الجِِمالِِِ لعلنا نخشى ونخضعْ وجحافلُ مثل التتارِ سيوفهم بالشرِ تلمعْ وتوحدت هممُ الرجال ورددوا الله أكبرْ وتعاهدوا المتآمرين بكفهم والقلب زمجرْ عُدنا إلى فجرِ الحياةْ يا بؤس ما يجني الطغاةْ لولا صَدَقتَ لعلنا ننسى ويهدأ بالُنا لكنه الطبع العليلْ أطيافُ نجمك للأفولْ واشتدَ عودُ الثائرين وقد بدت روح البطولةْ ***** يا مصرُ يا بلد الإباءِ يهلُ فجرُكِ في شموخْ قد عاد للقلبِ الرجاءِ برغم آلافِ الشروخْ أملٌ على الشطٍ الخصيبْ سيزولُ واقعنا الكئيبْ والنخلُ يرقصُ للحياةْ بشط وادينا الخصيب حلمٌ تحققَ هاهنا والبِشرُ يبدو بيننا ودعاءُ كلِ المخلصين يزلزلُ الوادي الأمينْ ومشاعل الفجر الجديدِ تبشرُ الوادي السعيدْ أملٌ تحقق وانقضى عهدُ الزعامات العميلةْ ***** يا مصرُ هُبّي وانهضي قد زال كابوسُ الشقاءْ كادت أعاصيرُ الأسى تقضي على لمحِ الرجاءْ لا تسمعي للمرجفين الحاقدين الفاسدينْ فهمُ همُ سرُ البلاءِ على بلادِ المسلمين وتوهموا أن السنى قد غاب في حضنِ الضنى خافوا على تلك الغنيمةْ والضبعُ يفرحُ بالوليمة يا ليت شعري ما أقولْ؟ يا بؤس ما ترجوا الفلولْ واليوم عامٌ قد مضى والفجرُ ما عدِم الوسيلةْْ ***** يا جيش مصر رجاؤنا أن تحفظَ اليومَ الأمانة قد صٌنت ثورةَ شعبِنا وحفظتَ في شممٍ أمانهْ والآن مفترقُ الطُرقُ وإذا غفلتَ سنحترق وتكونُ ثورتُنا الأبيةُ مثل نمرٍ من ورقْ فأحفظ عهودَ الشعبِ إن الشعبَ قد رام الحياةْ والعيشُ في ظل العدالةِ ربما أقصى مناهْ فارفع عن الشعبِ الوصايةْ واختمْ تفاصيلَ الروايةْْ فمكانكم عند الحدودَ فأنتم رمز البطولةْ ***** وتطلُ شمسكَ يا بلاد الحبِ يا مهد الحضارة ولّى زمان الفاسدين ومن أرادَ لك الخسارة قدرُ الإلهِ إذا بدا يودى الطغاةَ إلى الردى فرعونُ أين مصيرهُ؟ والعرشُ ليس مخلّدا وعلى الوجوهِ ترى ابتسامةْ للنصر قد رفعوا علامةْ وطنٌ يوحد ُنا معا تاريخُه ما أروعا سقط القناعُ عن الوجوه وفلوله لن ينفعوه فليفرح الشعب الأبي وليس عندي ما أقولهْ ***** فاعزف لحونَ الحبِ يا طيرَ الربيعْ واسعد قلوبَ الناسِ كم تُصغي الجموعْ وردٌ وياسمينٌ وفُلْ فربيعُ أمتنا أطلْ والقلبُ تملؤهُ المنى هل للتعاسةِ من محلْ؟ يا فرحة الشعبِ الأبيِ فقد تحققَ ما يريدْ وجحافلُ الماضي اللعينةْ تودُ إغراق السفينةْ فلتضربوا كل الفلولِ وتقطعوا الأيدي الضليلةْ عبدالقادر الحسيني