ان الاقبال على نص ما أو موضوع اخترنا قراءته لا يمكن أن يكون الباعث على ذلك هو البحث عن أخطاء الكاتب و هفواته ، والا كنا من المصابين بمرض الحسد والغيرة ، و الاجتهاد في باب التهديم و الافساد ، ولكن المتعة ، و التلذذ بالابداع ، و التزود بجديد المعارف و التجارب هو الدافع الأول . لكن الطريق غير مأمون من وجود أخطاء و هفوات ، وآراء غير منطقية ، وتفاسير قد لا تصب في مجرى الحقيقة المتعارف عليها .
وقبل أن نصدر أحكامنا في ما لا يتلاءم ونظرتنا أو والمنطق المعتاد أو المتفق عليه من قواعد الكتابة واللغة علينا أن نعرف أن الخطأ ثلاثة أنواع . فوجهة النظر و التفسير والرأي هي تقديرية ، وقد يبدو لنا غير مقبول ، و لكنه قد يكون عند آخرين مقبولا ، ولدى الكاتب أو القائل هو الصواب و للكاتب في الأخير الحق في ماقال أصاب أو لم يصب . ولولا هذا ما تقدمنا قدما نحو الأمام ، ولبقينا نجتر ما قاله الآخرون .
وخطأ السهو ، وهو لا يعتبر خطأ ، و هو نتيجة استغراق الكاتب في نشوة الالهام ، و التخدير الابداعي ، أو التركيز على فكرة أو عدم انتباه ، أو اغفال مراجعة نصه أو ارتجاله والتسرع في نشره أو اذاعته ، ومن خلال تأملنا النص ندرك أهو خطأ أم سهو . ومثالا هل نقول عن شاعر نعرف قدرته وزنا و لغة و غير ذلك أنه بمجرد هفوة أنه أخطأ ولا يعرف تلك القاعدة أو ذاك الباب ، وقد شهدنا تفوقه في ذات المجال .
وأما الخطأ الحقيقي فهو مستنتج من قراءتنا حيث نتأكد أن الكاتب فعلا يجهل ما أخطأ فيه ، و لا يفقه قاعدته . و يتأتى لنا ذلك من تأملنا واستشفافنا للخطأ ، أو من تكراره ، أو من افصاح الكاتب ودفاعه عن خطئه .
ومهما يكن ، فالخطأ ليس عيبا ، و حتى كبار الكتاب يقعون في أخطاء، و يعترفون بذلك بكل شجاعة وروح معرفية ، ويشكرون من أرشدهم الى الصواب أو نبههم الى سهو أو هفوة ، وتكون لهم الفرصة لتصحيح ذلك أو الدفاع عن صحة ما كتبوا ، وهذه صفات الكاتب الناجح .
وبعد أن عرفنا أنواع الخطأ ، فالنقطة المهمة هي أن نتأكد من الخطأ جيدا ، ولا نتسرع في الحكم بنقص أو بخطأ ، واذا اعترانا شك نترك القضية الى من يكون متأكدا ، فترك الخطأ و عدم التنبيه اليه في حالة الشك أفضل من أن نكتشف أننا نحن المخطئون . و كما يقال في الفقه عدم تطبيق الحد أفضل من تطبيقه ضد بريء . وكم تقع مثل هذه الانزلاقات هنا وهناك . وليس معنى هذا أن نسكت عن الأخطاء وقد تأكدنا منها ، اننا لوفعلنا لكانت خيانة ضد النص و ضد صاحبه وضد من لا يعرف .
بقيت نقطة أخيرة مهمة جدا ، و هي أن هناك آدابا لتنبيه الكاتب أو تصحيح خطئه أو اظهار أن وجهة رأيه ليست منطقية فلا نظهرأننا نبحث عن نقائصه ، أو الاستهزاء أو الانقاص من شأنه بالتعاليق غير الأخلاقية ، أو النصح المبطن بالسخرية
والاستصغار . بل علينا أن نسعى الى جعل الكاتب لا يشعر الا بأننا نريد لنصه التألق و الخلو من الشوائب ، و نريد له أن يبدو في موقع البروز والاحترام .
التوقيع
تـذكّـــــري مَـن لم تُحِـــــبِّيـه = والقلبُ أنتِ دائِــمًا فــيـهِ
ديْن عليكِ سوف يبقَى عالقًا = وليس مِن شيءٍ سيُلغيهِ
العربي حاج صحراوي .
آخر تعديل سفانة بنت ابن الشاطئ يوم 09-16-2012 في 04:42 PM.
قد يخطيء الكاتب ان الاقبال على نص ما أو موضوع اخترنا قراءته لا يمكن أن يكون الباعث على ذلك هو البحث عن أخطاء الكاتب و هفواته ، والا كنا من المصابين بمرض الحسد والغيرة ، و الاجتهاد في باب التهديم و الافساد ، ولكن المتعة ، و التلذذ بالابداع ، و التزود بجديد المعارف و التجارب هو الدافع الأول . لكن الطريق غير مأمون من وجود أخطاء و هفوات ، وآراء غير منطقية ، وتفاسير قد لا تصب في مجرى الحقيقة المتعارف عليها . وقبل أن نصدر أحكامنا في ما لا يتلاءم ونظرتنا أو والمنطق المعتاد أو المتفق عليه من قواعد الكتابة واللغة علينا أن نعرف أن الخطأ ثلاثة أنواع . فوجهة النظر و التفسير والرأي هي تقديرية ، وقد يبدو لنا غير مقبول ، و لكنه قد يكون عند آخرين مقبولا ، ولدى الكاتب أو القائل هو الصواب و للكاتب في الأخير الحق في ماقال أصاب أو لم يصب . ولولا هذا ما تقدمنا قدما نحو الأمام ، ولبقينا نجتر ما قاله الآخرون . وخطأ السهو ، وهو لا يعتبر خطأ ، و هو نتيجة استغراق الكاتب في نشوة الالهام ، و التخدير الابداعي ، أو التركيز على فكرة أو عدم انتباه ، أو اغفال مراجعة نصه أو ارتجاله والتسرع في نشره أو اذاعته ، ومن خلال تأملنا النص ندرك أهو خطأ أم سهو . ومثالا هل نقول عن شاعر نعرف قدرته وزنا و لغة و غير ذلك أنه بمجرد هفوة أنه أخطأ ولا يعرف تلك القاعدة أو ذاك الباب ، وقد شهدنا تفوقه في ذات المجال . وأما الخطأ الحقيقي فهو مستنتج من قراءتنا حيث نتأكد أن الكاتب فعلا يجهل ما أخطأ فيه ، و لا يفقه قاعدته . و يتأتى لنا ذلك من تأملنا واستشفافنا للخطأ ، أو من تكراره ، أو من افصاح الكاتب ودفاعه عن خطئه . ومهما يكن ، فالخطأ ليس عيبا ، و حتى كبار الكتاب يقعون في أخطاء، و يعترفون بذلك بكل شجاعة وروح معرفية ، ويشكرون من أرشدهم الى الصواب أو نبههم الى سهو أو هفوة ، وتكون لهم الفرصة لتصحيح ذلك أو الدفاع عن صحة ما كتبوا ، وهذه صفات الكاتب الناجح . وبعد أن عرفنا أنواع الخطأ ، فالنقطة المهمة هي أن نتأكد من الخطأ جيدا ، ولا نتسرع في الحكم بنقص أو بخطأ ، واذا اعترانا شك نترك القضية الى من يكون متأكدا ، فترك الخطأ و عدم التنبيه اليه في حالة الشك أفضل من أن نكتشف أننا نحن المخطئون . و كما يقال في الفقه عدم تطبيق الحد أفضل من تطبيقه ضد بريء . وكم تقع مثل هذه الانزلاقات هنا وهناك . وليس معنى هذا أن نسكت عن الأخطاء وقد تأكدنا منها ، اننا لوفعلنا لكانت خيانة ضد النص و ضد صاحبه وضد من لا يعرف . بقيت نقطة أخيرة مهمة جدا ، و هي أن هناك آدابا لتنبيه الكاتب أو تصحيح خطئه أو اظهار أن وجهة رأيه ليست منطقية فلا نظهرأننا نبحث عن نقائصه ، أو الاستهزاء أو الانقاص من شأنه بالتعاليق غير الأخلاقية ، أو النصح المبطن بالسخرية والاستصغار . بل علينا أن نسعى الى جعل الكاتب لا يشعر الا بأننا نريد لنصه التألق و الخلو من الشوائب ، و نريد له أن يبدو في موقع البروز والاحترام .
الشاعر الكبير والأديب المحترم
العربي حاج صحراوي
أحييك سيدي الكريم على هدا الانطباع النقدي الدي تناول موضوعا مهما
وقد ورد العنوان مترجما لمضمون الموضوع
ومهما كان الخطأ فإن التمادي فيه هو الخطأ في حد داته أما إدا كان المنطلق
من تقييم الدات فالكمال لله وحده
أحييك ثانية على هدا العمل القيم ودمت في رعاية الله وحفظه
تواني نصر الدين . شكرا على التوقف و التنويه و التفهم . هي آراؤنا فيها من يوافقنا و فيها من لا يريد . ولكن الشمس أمامنا ، فصورة من يقول مضيئة تختلف عمن يقول مظلمة . تقديري لك .
التوقيع
تـذكّـــــري مَـن لم تُحِـــــبِّيـه = والقلبُ أنتِ دائِــمًا فــيـهِ
ديْن عليكِ سوف يبقَى عالقًا = وليس مِن شيءٍ سيُلغيهِ
العربي حاج صحراوي .