رسالة عتاب
\
لن أستجديك ولكني أعاتبك من بعيد عبر البحار والمحيطات والسهول والجبال.
لن أشتكيك ولكني أهمس لك بصمت,فسنوات الضياع طالت والهواء فقد نسماته العليلة وقوافل الفرح ودعت أيامي.
لن أطلب أن تخفف آلامي فبيني وبين الألم امتدت جذور وفتحت سواقي وتوطدت أواصر المحبة وكلما لاحت أعراضه أداويه بلحظة ضوء نقية من الزمن الجميل لا زالت عالقة على صفحات أيامي.
لن أطالبك بأن تعيد لي ما أخذته مني لأنني منحته لك على طبق من ذهب وأنا أرقص من السعادة وأطير من الفرح.
لن أسألك بعد اليوم عن الابتسامة التي أخذتها مني لأنها غادرت شفاهي الى الأبد برحيلي عنك فقد نسيتها على أكتافك.
ولن أسمح لدموعي أن تبكيك لأني عشقتك وأخذني هذا العشق إلى حد الثمالة ومن يعشق لا يبكي ولكن سأترك قبلتي على جبينك كل يوم.
يوماً بعد يوم تزداد الصفعات وتتعالى الجدران وتزداد السواتر وتحكم الأقفال أمامي وأنا كما أنا أحاول أن أرتق ما تبقى من عباءة صبري لتدثرني وألملم بها جرحي وأوقف بها نزف بعدك.
لن أترك اليأس يسيطر على طرقاتي وتنال مني تفاصيله
والسراب أن يكون نهاية أحلامي
وهيامي بك وجعي
والليل نهار أيامي
لن أدع بحور النسيان تجرفني مع أمواجها المتلاطمة وتغرق بقايا أيامي
سأتصدى للريح بكل طاقتي وكبريائي قبل أن تأخني مع تيارها وتُبعثر أجزائي
لن أنسى من عاش معي داخل روحي ,,,, من تنفست عبيره منذ أول شهقة عُمر.
فعندما يراودني الصراخ سأعزف على وتر روحي ذكريات كانت أزهاري في صحراء عمري وقطرات الندى في جدب أيامي ,,لتكون ربيعي في خريف أيامي.
ما أقسى العمر حين ترتفع سارية الظلم وترفرف راية الغدر وحمامات السلام تسّاقط بأياد سوداء والتمر يصبح مُراً وأوراق الأشجار تتناثر على سطح النهر والنوارس تموت واقفة والخوف رداء الأيام ,ولا زال هناك من يتصارع متمسكاً بالفتات .
ليسامحني قلبي وهو يركض بين حلم متفائل وآخر يرعبه المجهول, والعمر يمضي, وتطوي الأيام بعضها بعضا,وطعم المرارة لا زال تحت لساني .
وليعذرني قلمي وحروفي فكلما نزف حرفي لواعج البعد على سرير الأماني أكثر أجد الهوة تكبر أكثر وأكثر فيتعسر المخاض ويجهض القلم قبل موعد الولادة جنيناً شوهه القدر.
يترك داخلي زلزالا يهزني تتهشم مرآة روحي أسارع لترميم الشروخ التي تباغت يومي ,وبراكين شوق تهدني.
وأنا !!
نعم أنا !!
لا شيء يشغلني ويبعدني عنك وعيوني ترسم في كل لحظة خارطة الحنين على كل شريان من شراييني وطيف أحلامي المبعثرة على جدران الغياب,, وحواسي ترتعش أمام نبض قلبي وهو يتسارع بصمت.
نعم لا أنكر أنا من أحبت
وأنا من أعطت
وأنا من ضحت
وأنا من أوفت
سأطلق أجنحتي على بياض السماء وأمضي عبر شواطئ الحياة أمسح آثار الأقدام التي عفنت الطريق ,أوقد قناديل الليل حتى شروق الشمس ,يكفيني أن أكتب لك بلون الجرح
(عذراً منك
ترفق بي
إصمد معي لنبقى
افتح أبوابك
ودعني أنام لحظة في أحضانك
أتذوق حنينك
يغطيني ترابك)
20\8\2010