لقد تكلم حماري 1

لقد تكلم حماري 1



غريبة هي هذه الأطوار

و إن يكون منها

صاحبي هو الحمار

جلت معه في الأسفار

فلا تتعجب يا صاحبي و قارئي

من هذه الأنوار

فأنا وحدي في عجب

من هذا الحمار

ذكي يسير في وقار

يعرف الطريق الى الدار

و يعلم بأنه له أعداء أشرار

يغالون في ضربه

و لا يتعبون و لا هو يلوذ بالفرار





غريبة هي هذه الأطوار

و إن يكون منها

صاحبي هو الحمار

جلت معه في الأسفار

فلا تتعجب يا صاحبي و قارئي

من هذه الأنوار

فأنا وحدي في عجب

من هذا الحمار

ذكي يسير في وقار

يعرف الطريق الى الدار

و يعلم بأنه له أعداء أشرار

يغالون في ضربه

و لا يتعبون و لا هو يلوذ بالفرار

لقد تكلم حماري 2


فقلت : و اعجباً لقد تكلم حماري , تكلم ذات يوم !

قال : لا تعجب و لا تكن في انبهار

لقد طال صمتي و طال عليّ الانتظار

فلا مرحباً بحياة ليس فيها من قرار

عشرون مرت

و الكل ينعتوني بالحمار

و يضربوني بالاحجار

و انا انظر اليهم بصمت

عالِماً بكل الاسرار

و لِما يجري في الجوار

صرخت يوماً في وجه صاحبي الحمار

حتى أتيت أنتَ و خلصتني من ذلك الحمار .. الجبار !

فأمطر عليَّ ضرباً كالاعصار

حتى أتيت أنت و أنقذتني من ذلك الأهوج الجبار !

لقد تكلم حماري 3


بدأت معها يا صاحبي

في هذه

الاسفار

أصبحت لك صاحباً

بعد أن كنت وحيد الدار

تنظر إلي في كل أمر

عندما أكون أنا صاحب الرأي المستشار

تدون كل ما يلزم في وجهي

فليس هناك من إنسان مثلك يعرف

بما في نفسي من أسرار

و أنا شاكر لك لما حليتني به

من قلائد و أسوار

أثقلتني في سيري في الشوارع و الجوار

علمتني ترف الحياة و سبر الاغوار

متنعماً بأجمل الاحلام و الافكار

و سأرد لك جميلك

ببوحي لك ببعض الأسرار

فسلني و لاتكن في مريةٍ

من عتمة وجهي القهار

لقد تكلم حماري 4

أنا :

ماذا سيقول ناسي و جيراني
عندما يعلمون بأنني قد أصبحت
إحادثك يا حماري ؟
عندما يسمعون صوتي في الليل
و النهار !
و هم يعلمون بأنني وحيد الدار !
هل جن صاحب الدار ؟
خبرني يا حمار !

حماري :

أنصت إلي يا صاحبي
لما سيقوله لك فكري الجبار
لا تعبأ بما يتفوه به هؤلاء النفر
من الابقار
فأنا و أنت قد أصبحنا في حلٍ
من كل هؤلاء البشر الاشرار
أستمع لما يتفوه به عقلي من هذا
الجوار
و ستكون مثلي سعيداً بمعرفة الاسرار

أنا :

لقد أذهلتني يا صاحبي الحمار
بما تنطق به من عبر و أفكار
فلنرجع من هذا الحوار

حماري :

لا تتعجل يا صاحبي في هذا المشوار
فلقد حان الوقت لكي أسرح
في الوادي أقطف بعض الاعشاب
و الازهار
أنتظرني و سأعود اليك بعد
أنقضاء النهار
أنا :

لا تتركني وحدي
يا عزيزي الحمار
فأنا أيضاً أريد أن أسرح
معك في تلك الجوار
أستنشق بعضاً من الهواء
و رائحة الأزهار

حماري :

لا بأس يا سيدي أن تتبعني
و تحمل لي بعض الاكل و الاثمار
في هذا العصار
و بعدها ستنطلق من أجمل
الافكار
و ستسمع اشعاراً أجمل أشعار

لقد تكلم حماري 5

بعد أن بدأت أسير خلف حماري

أتكلم مع نفسي في جهار

ياله من كلام ينطق به هذا

الحمار

و في هذا الاقرار

لم لم أعبأ به عندما كان يسرح

طيلة هذا الوقت في حديقة

الدار

لَكنت أفتح ذهني على الكثير من

الاسرار

لن أتركه بعد

الان

لا في الليل و لا في

النهار

فهو خير من الكثير من البشر

الاخيار

كاتم لكل

الاسرار

حتى من

الاحرار

لا يعبأ

للاقدار

فسر يا صاحبي

الحمار

فأنك قد أصبحت منذ الان

نزيل الدار

و قرت عيني و عينك

لهذا القرار

لقد تكلم حماري 6


أنا و حماري تجولنا

في البراري

كل تلك العصاري

حتى تعبت أنا من

السير

و لم يتعب

هو من أكل الثمار

و أنا في حيرة من هذا

الحيوان المكار

أسأل نفسي :

أ أنا في حقيقة أم في حلم

في وضح النهار ! ؟

أحقاً هذا الذي يسير

بختيال و زهوٍ و ينطق ؟

أهو حماري ؟

لقد أخذ ينظر إلي ماداً رأسه

بأقتدار

سار الى أمام من دون

إنتظار

وهو ينهق بكبرياء و خيلاء

كأنه سكران أصيب

بدوار

قرأتها ووجدت فيها معنى الوجودية


وجميلة هي المعاني التي جئت بها ورؤى تقفز بها وحمارك على قارعة اسفارك والدار

ولكن سيدي اثقلت صاحبك الحمار بقافية أنهكته وضرب الأحجار

دمت نبعا صافيا

تحيتي

تسلم

لقد تكلم حماري 7


ناديت حماري :

أنتظرني يا صاحبي
أحملني على ظهرك الى عتبة
الدار
أخذ الاعياء مني من كثرة
التجوال

الحمار :

مابك ترعد من الجبن و الخوار
أأحملك الى الدار !
ولى الزمان الذي كنت أحملكم
فيه من الاسقاء
الان أصبحت حراً
طليقاً
أسكن في أي دار فيها راحتي و
قراري
بلا ذاك
الضرب القهار
لا تطلب مني بعد هذا
اليوم
أن أكون كأي
حمار
فأنا في حل و
ترحال
و لن أعود الى حظيرتكم ايها
البشر
..........

بدأت أنظر الى نفسي و الى هذا الحمار

أهكذا يتغير الزمان و تتبدل صروف الاقدار

أحقاً هذا هو حماري !

ما هكذا يتغير القوم يا
حمار
أستحلفك بكل الحمير
الاخيار
تذكر الايام و تخليصي لك من ذلك
الحمار
و من ضربه
أنا صاحبك و لايحق لك
ان تهجرني في هذه البراري
عد إلي يا حماري
كن وفياً كما كنت دوماً
منذ ذلك النهار
أستحلفك بكل الحمير
الاخيار

لقد تكلم حماري 8


لم يعبأ صاحبي أعني

حماري

بكل صيحاتي و نداءاتي و

توسلاتي

ولى متهادياً بخيلاء و

كبرياء

متجهاً صوب

الدار

نزع عنه ثوب

الكبرياء

بدأ يأكل بما جادت به

حديقتي

من أعشاب و

أزهار

و أطيب الاثمار

و عندما وصلت

وجدته واقفاً في باب

الدار

يريد ان ينقض عليَّ

بقوة

بعد أن اعتبر نفسه صاحب

الدار

و انا دخيل على

الدار

و عليه أن يطردني من

الجوار

أنتددت مرتعشاً

قد حلت عليَّ

من هذا الحيوان الغريب الاطوار

كيف سأجد السبيل

للخلاص منه و العودة الى

الدار ؟ !

لقد تكلم حماري 9


لم تجد الشكوى عند جاري

ظن أني ثمل في وضح

النهار

و قال :

أتثمل في هذا الصيف اللافح

بالنار

و تتجول على هذا

الحمار

كم خاب ظني

و خاب ظن

جاري

لم يصدق ما حل بي من

خراب

من ذلك

الحمار

عدت خائباً من

جار

أجرجر رجلي من تعب

النهار

و لا اعرف السبيل لزحزحة

الحمار

من عتبة

الدار

نظر إلي بشزر عندما رأني مقبلاً صوب

الدار

أنتفض يُريد الوثوب عليَّ ليبعدني عن

الدار

بدأ يصرخ بأعلى صوته حتى أستقيظ كل من في

الجوار

و أخذوا ينادون علي بأستياءٍ

لماذا لا تسكت هذا

الحمار

لم تنظر إليه

بأكبار